الأحد 19 جمادى الثانية 1432 هـ الموافق لـ: 22 ماي 2011 09:23

- سرّ جمع (المرفق) وتثُنية (الكعب) في آية الوضوء

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق
قييم هذا الموضوع
(1 vote)

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فيقول الله تبارك وتعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}.

وقد يتساءل أحدنا: لماذا قال تعالى: ( المرافق ) بصيغة الجمع، مع أنّ الإنسان له مرفقان ؟ وقال ( الكعبين ) مع أن الإنسان لديه كعوب، كعبان في الرّجل اليُمنَى، وآخران في اليُسرى ؟

فاعلم أنّ الكعب إذا أطلق يراد منه أحد أمرين:

1- الكعب بمعنى العرقوب، وهو الّذي في مؤخرة الرِّجْل، ويكون فوق العقِب، كما قال محمّد بن الحسن رحمه الله وغيره، ففي كلّ قدم كعبٌ واحد بهذا الاعتبار.

2- والكعبان: اللّذان هما العظمان النّاتئان على جانبي القدم.

وسمّي هذا وذاك بـ( الكعب )؛ لأنّ كلاّ من العَقِب والكعبين ناتئ، والنّاتئ يسمّى في اللّغة ( كاعب )، ومنه الكعبة لأنّها ناتئة عن الأرض.

ففي آية المائدة وجّه الخطاب إلى المؤمنين بصيغة الجمع فقال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا}، فجمع لذلك الوجوه، والأيدي والمرافق، والرّؤوس، والأرجل، ولم يجمع الكعب؛ لأنّه لو جمعه لظنّ السّامع أنّ المقصود به ( العرقوب )، فأتى به على صيغة التثّنية لكي يعلم السّامع أنّ المقصود به العظمان النّاتئان على جانبي القدم.

والله أعلم وأعزّ وأكرم.

أخر تعديل في الأحد 19 جمادى الثانية 1432 هـ الموافق لـ: 22 ماي 2011 09:27
عبد الحليم توميات

آخر المواضيع:

الذهاب للأعلي