الاثنين 08 صفر 1433 هـ الموافق لـ: 02 جانفي 2012 15:51

- معنى:{وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق
قييم هذا الموضوع
(1 vote)

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فقد قال الله عزّ وجلّ:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف:3].

وليس في وصف النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأنّه من الغافلين ذمّ له، بل هو بيان الواقع الّذي كان عليه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قبل نزول الوحي، فالغفلة نوعان:

1- غفلة إعراض:

وهذه لا شكّ في ذمّها، لأنّها ترك الشّيء بعد العلم به، كما قال تعالى:{أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: من الآية179]، وقال للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:{وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف: من الآية205]..

2- والنّوع الثاني: بمعنى الجهل والذّهول عن الشّيء.

وهذا لا يسلم منه أعلمُ أهلِ الأرض، وهو بمعنى: الجهل، ولكنّ الله لم يشأ أن يصف نبيّه صلّى الله عليه وسلّم بالجهل.

قال القاسميّ رحمه الله في "محاسن التّأويل" (6/197):" والتّعبير عن عدم العلم بالغفلة لإجلال قدر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم "اهـ.

ثمّ انظر كيف سمّى الله تعالى الغفلة عن الشّيء جهلاً في حقّ غير النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال:{يَحْسَبُهُمُ الجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ}.

ومثلُ آية سورة يوسف في المعنى، قوله تعالى في سورة الضّحى:{وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى}، أي: وجدك لا تعرف الحقيقة وتبحث عنها.

لذلك امتنّ الله على نبيّه صلّى الله عليه وسلّم فقال:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى:52]، وقال له:{وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً} [النساء: من الآية113].

والله تعالى الموفّق لا ربّ سواه. 

أخر تعديل في الاثنين 08 صفر 1433 هـ الموافق لـ: 02 جانفي 2012 15:54
عبد الحليم توميات

آخر المواضيع:

الذهاب للأعلي