الأربعاء 13 شوال 1431 هـ الموافق لـ: 22 سبتمبر 2010 22:54

- معنى:{السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}.

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق
قييم هذا الموضوع
(1 vote)

- معنى:{السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}.

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فقد سألني أحد الإخوة الكرام عمّا جاء في " مجموع الفتاوى " (ج 15/ ص 119) قول شيخ الإسلام:

" وقوله:{السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} بصيغة جمع التّذكير، وقوله:{كَيْدَهُنَّ} بصيغة جمع التأنيث، ولم يقل: ممّا يدعينني إليه، دليل على الفرق بين هذا وهذا، وأنّه كان من الذّكور من يدعوه مع النساء إلى الفاحشة بالمرأة، وليس هناك إلاّ زوجها، وذلك أنّ زوجها كان قليل الغيرة أو عديمها ".

فكان من جوابي عن سؤاله ما يلي:

اعلم - أخي الكريم وفّقك الله لكلّ خير -، أنّه في حدّ علمي القاصر جدّا، وبحثي المتواضع جدّا، أنّي لا أعلم مفسّرا قال بذلك من المتقدّمين، وإنّما اعتبروا:

- أنّ فعل ( يدعُونني ) لا يزال مسندا إلى جمع الإناث.

- والفاعل هو: نون النسوة.

- والواو الّتي فيه إنّما هي حرف أصليّ وليست واو الجماعة، والنّون ليست نون رفع لأنّه مبنيّ لاتّصاله بنون النّسوة، ووزنه ( يفعُلْنَ ).

ونظيره قوله تعالى عن النّساء في سورة البقرة:{إلاَّ أَنْ يَعْفُونَ}.

ولو طُلِب منك تصريف الفعل غزا - الواويّ الأصل - إلى جمع الإناث لقلت: يغزون، ولا تقول: يغزين.

ولو كان الفعل يائيّ الأصل مثل ( رمَى ) لقلت هناك ( يرمِيـن ).

ويؤيّد ما ذكرناه أنّه قال بعدها:{ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيدهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ } فبقي الخطاب عنهنّ بصيغتهنّ.

نعم، يبقى كلام شيخ الإسلام صحيحا في تقرير انعدام غيرة الزّوج، فإنّ الرّاضي بالفعل فاعل، والرّاضي بالباطل مبطِل.

والله أعلم، وأعزّ وأكرم.

أخر تعديل في الأربعاء 04 ربيع الثاني 1432 هـ الموافق لـ: 09 مارس 2011 16:20
الذهاب للأعلي