السبت 24 جمادى الأولى 1439 هـ الموافق لـ: 10 فيفري 2018 07:47

- تنزيل الآيات على الواقع عند المفسرين (1)

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فهذه فوائد منتقاة من كتاب الدّكتور عبد العزيز بن عبد الرّحمن الضّامر حفظه الله وسدّد خطاه، بعنوان:" تنزيل الآيات على الواقع عند المفسّرين ( دراسة وتطبيق )".

ويُعدّ هذا الكتاب من أنفع الكتب وأحسنها في مجال الدّراسات القرآنيّة، وقد طبعته ونشرته جائزة دبي الدّولية للقرآن الكريم عام 1428 هـ / 2007 م.

- ضرورة وصل آيات القرآن الكريم بالواقع 

- قال ابن القيّم رحمه الله في "المدارج" (1/351) عن القرآن:

" ولكنّ أكثرَ النّاس لا يشعرون بدخول الواقعِ تحتَه، وتضمّنِه له، ويظنّونه في نوع وفي قوم قد خلَوْا من قبلُ ولم يُعقِبوا وارثا، وهذا هو الّذي يَحُولُ بين القلب وبين فهم القرآن. ولعمرُ الله، إنْ كان أولئك قد خلَوْا فقد ورِثهم من هو مثلُهم، أو شرٌّ منهم، أو دونَهم، وتناوُلُ القرآن لهم كتناوله لأولئك ...".

- وقال الشّافعيّ رحمه الله:

" فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلةٌ إلاّ وفي كتاب الله الدّليلُ على سبيل الهدى فيها " ["الرّسالة" ص (19)].

- علاقة تنزيل الآيات على الواقع بأبواب علوم القرآن

- من ص 35 إلى ص 40: ذكر المؤلّف أنّ لتنزيل الآيات على الواقع علاقةً بنزول القرآن منجّما، وذكر أقوالَ المفسّرين في أنّ الحكمة من نزول القرآن منجّماً مراعاةُ الواقع. فتنزيل الآيات على الواقع فيه مراعاة لهذه الحكمة الجليلة.

قال الإمام ابن باديس رحمه الله في تفسير آية:{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32)} [الفرقان: 32]:" أن نقرأ القرآن ونتفهمه، حتى تكون آياته على طرف ألسنتنا، ومعانيه نصب أعيننا، لنطبق آياته على أحوالنا، وننزلها عليها كما كانت تنزل على الأحوال والوقائع ".

- ومن ص 41 إلى 45: بيان علاقة تنزيل الآيات على الواقع بمسألة صيغة أسباب النّزول المحتملة.

أ‌) من صيغ أسباب النّزول المحتملة ما رواه الطبري عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية في قتلِ عثمانَ رحمةُ الله عليه:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ } الآيةَ [الأنفال من: 27].

ب‌) وما رواه الطّبري عن مصْعبِ بنِ سعْدٍ قال: سألتُ أبِي عن هذه الآية:{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا } [سورة الكهف:103، 104]: أهُمُ الحروريّةُ ؟ قال: لا، ولكنّ الحروريّةَ { الَّذِين يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } [الرّعد: 25]، فكان سعدٌ رضي الله عنه يسمّيهم الفاسقين.

ت‌) وروى عن محمّد بنِ كعْب القُرَظِيّ يقول: لمّا تكلّم النّاسُ في القَدَرِ نظرْتُ، فإذا هذه الآية أُنزِلت فيهم:{ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ } ... إلى قوله:{ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } [القمر: 47-49].

ث‌) وروى عن محمّد بن سيرينَ رحمه الله، قالَ: إن لم تكن هذه الآية نزلت في القدريّة، فإنّي لا أدري فيمن نزلت:{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ } إلى قوله:{ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ } [غافر: 69-74].

- من ص 47 إلى 51: بيانُ علاقة تنزيل الآيات على الواقع بقاعدة " العبرة بعموم اللّفظ لا بخصوص السّبب "، وذكر ضوابط ونقولا مهمّة في ذلك.

وبقيّة الفوائد تأتيكم لاحقا إن شاء الله تعالى.

أخر تعديل في السبت 24 جمادى الأولى 1439 هـ الموافق لـ: 10 فيفري 2018 07:50
عبد الحليم توميات

آخر المواضيع:

الذهاب للأعلي