الجمعة 29 جمادى الثانية 1434 هـ الموافق لـ: 10 ماي 2013 03:20

222- هل يقال: مُعَلّ، أو: معلول ؟

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

نصّ السّؤال:

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

شيخنا - بارك الله فيك - هل يجوز - وأقصد الجواز الصناعي - قولهم:" هذا حديث معلول " ؟

و ما الأفضل: " مُعَلّ " أو " معلول " ؟

بارك الله فيكم.

نصّ الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

فالقياس أن يُقال عن الشّيء به علّة: مُعلّ، لأنّه من المضارع الرّباعيّ، يقال: أعلّ الحديث فهو مُعلّ.

أمّا ( معلول ) فهو من العلل، وهو الشّربة الثّانية، بخلاف النَّهل الّذي هو الشّربة الأولى، ومنه قول كعب بن زهير رضي الله عنه:

( تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت *** كأنّـه مُنْهَـلٌ بالرّاح معلـول )

وعليه، فذهب قوم من أهل اللّغة إلى أنّه لا يصحّ إطلاق ( معلول) على من به علّة.

قال ابن منظور رحمه الله:" والمتكلمون يستعملون لفظة المعلول في مثل هذا كثيرا؛ قال ابن سيده: وبالجملة فلست منها على ثقة ولا على ثلج، لأن المعروف إنما هو أعله الله فهو مُعَلّ ". 

وفي "القاموس المحيط":" وأعله الله تعالى، فهو مُعَلّ وعليل، ولا تقل: معلول، والمتكلمون يقولونها، ولست منه على ثلج ".

وقال الصّفدي رحمه الله في " تصحيح التصحيف وتحرير التحريف":" ويقولون للعليل: هو مَعلول. والمَعْلول هو الذي سُقِيَ العَلَل. فأما المَفْعول من العِلّة فهو مُعَلٌ، وقد أعلّه الله ".

وممّن صرّح بتخطئة من يطلق ( معلول ) على من أصابته علّة الحريريّ رحمه الله، فذهب إلى أنّ إطلاقه بهذا المعنى وهم، وإنّما يقال لذلك: مُعَلّ، من: أعلّه الله. وكذا قال ابن مكي وغيره، ولحنوا المحدثين في قولهم: حديث معلول.

ولكن يمكن أن يُقال ( معلول ) أيضا إذا قُلنا: إن الوصف ليس مأخوذا من ( أَعَلَّ ) المبنيّ للمعلوم، ولكنّه مأخوذ من ( عُلَّ ) المبنيّ للمجهول، ونظيره ( جُنَّ ) فهو مجنون.

قال ابن سيده رحمه الله في " المحكم ":" اللهم إلا أن يكون على ما ذهب إليه سيبويه، من قولهم: مجنون ومسلول، من أنّه جاء على جننته وسللته، وإن لم يستعملا في الكلام، استغنى عنهما بأفعلت ".

وقال الفيّومي رحمه الله في "المصباح":" عُلَّ الإنسان - بالبناء للمفعول -: مرض ... وأعلّه الله فهو معلول، قيل: من النّوادر الّتي جاءت على غير قياس، وليس كذلك؛ فإنّه من تداخل اللّغتين، والأصل: أعلّه الله فعُلَّ، فهو معلول، أو من عَلَّهُ فيكون على القياس، وجاء ( مُعَلّ ) على القياس، لكنه قليل الاستعمال ".

الخلاصة: أنّ لفظة ( مُعلّ ) فصيحة، و( معلول ) صحيحة إن شاء الله.

والله تعالى أعلم.

أخر تعديل في الجمعة 29 جمادى الثانية 1434 هـ الموافق لـ: 10 ماي 2013 03:49
عبد الحليم توميات

آخر المواضيع:

الذهاب للأعلي