الخميس 28 ربيع الأول 1432 هـ الموافق لـ: 03 مارس 2011 11:10

- صيد الفوائد 1

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فهذا صيدٌ لبعض الفوائد، وقيد لنبذ من الشّرائد، أضعها بين يديك أقرّبها، وعلى حروف المعجم أرتّبها، في فنون وعلوم متعدّدة، حلقاتها إن شاء الله متتابعة متجدّدة، نسأل الله تعالى أن تكون نافعة، وأن يجعل فصولها ماتعة، إنّه الهادي لأقوم سبيل، وهو حسبي ونعم الوكيل.

(أ)- أمريكا

شاع أنّ اسمها نسبة إلى (أمريك فيسبوس) الّذي اقتفى آثار كريستوف كولمبس في فتح القارّة الجديدة يومئذ.

وتبيّن أنّ ذلك من وضع وكذب راهبٍ يُدعَى (جان بازان)، فهو من ادّعى أنّ أمريك هو اسم مكتشف القارّة، والحقّ أنّه كان يُدعَى (ألبير) لا أمريك.

واسم القارّة أُخِذ من لغة الهنود الحُمر، ومعناه (بلد الرّياحويؤيّد ذلك أنّ من بين قبائل الهنود قبيلةً تُسمّى (أمريكاس).

["جريدة الاتّحاد" ربيع الأوّل 1347/سبتمبر 1928].

وكان ذلك بدافع عنصريّ محض كما لا يخفى، وكيف لا يلبّسون على النّاس، وقد دلّت الدّراسات والأبحاث على أنّ المسلمين كانوا قدموا من الأندلس وغرب إفريقيا إلى الأمريكتين خمسة قرون على الأقلّ قبل كريستوف كولومبوس ؟![1]

(ب)- البندقيّة

قال العلماء: لا يحلّ الصّيد بالبندقيّة، وفي صحيح البخاري قال ابن عمر رضي الله عنهما في المقتولة بالبندقة: تلك الموقوذة.

وليس المقصود بذلك سوى حجارةٍ من طينٍ في حجم الكرة الصّغيرة. أمّا البنادق الحديثة فيحلّ الصّيد بها، لأنّها تنهر الدّم. [انظر "الرّوضة النديّة" (2/187)].

وسمّيت بالبندقة لأنّها بحجم حبّة البندقة واحدة البندق، وهو ثمر شجرة معروف. ثمّ أطلقت على البنادق الحديثة لأنّها رصاصها قديما كان يشبه البندقة.

(ت)- تراث

التّراث هو الميراث، فأصل الكلمة من ( ورث )، أبدِلت واوها تاءً، كما قالوا في (وُجاه): تجاه، وفي (وُخْمة): تخمة، وفي (وُهمة): تُهمة، وفي (وُكلان): تُكلان، وفي (وُقى): تُقى، وغير ذلك.

قال تعالى:{وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا} فقد كانوا في جاهليّتهم يمنعون توريث النّساء والصّغار، وكان شعارهم: لا يرث إلاّ من حمى الذّمام !

ثمّ صارت كلمة (التّراث) تستعمل فيما ترثه الأمم من علوم الأوّلين. [انظر " قطوف أدبيّة " (77-78) لعبد السّلام هارون رحمه الله].

(ث)- ثلاثة

قوله صلّى الله عليه وسلّم: (( لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ ... )) فذكر عيسى عليه السّلام، وصاحب جريج، وصبيّ المرأة المتّهمة بالزّنا والسّرقة.

جمعهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في حديث واحد ولم يذكر غيرهم ممّن تكلّم في المهد؛ لأنّهم نطقوا للذبّ عن عرض البريء، ودفع التّهمة عنه، فاعقِل ذلك لتدرك عِظم القذف.

(ج)- جحا

قيل عنهم الكثير والكثير، حتّى صار على لسان كلّ صغير وكبير، ويُحكى عنه ما هو أشبه بالأساطير. فمنهم من جعله مثلا للحمق كما في كتب الأمثال، ومنهم من جعله في غاية العقل والفطنة والكمال، ومنهم من نفاه وجعله من نسج الخيال.

وقد ذكروا أنّه ( دُجَيْن بن ثابت أبو الغصن الكوفيّ الفزاريّ )، الّذي توفّي نحو (130 هـ/ 747 م)، ولكنّ الحافظ الذّهبي في "سير أعلام النّبلاء" والحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" نفيَا ذلك، قال الذّهبي رحمه الله:" وأخطأ من زعم أنه جحا صاحب تيك النّوادر ".

والّذي يبدو أنّه أسطورة أو أنّه اسمٌ أطلِق على عدد من الرّجال؛ لأنّه -حَسَب ما ذكره بعض الباحثين- أنّ الجاحظ كان أوّل مؤلِّف عربيّ ذكر جحا في مؤلّفاته، ذكره في رسالة عن عليّ رضي الله عنه والحكمين، وذكره في " كتاب البغال ".

[اتظر محاضرة شارل بلا في جريدة " الحياة البيروتيّة "].

ويؤيّد ذلك أنّ جحا عرفته الشّعوب الأخرى بأسماء متشابهة، فجحا الرّومي اسمه (خُجا)، وفي آسيا الوسطى (دُجَا)، وفي مالطة (جيهان) وفي بلاد السّكسون (جوكا)، وهناك كتاب ( نوادر جحا ) طبع بمصر وبيروت، وتُرجم عن التّركية، وهو في أخبار جحا الرّومي، لا العربيّ، وفي مقابله ألّف بعض العرب كتابا آخر سمّاه " نوادر جحا " أيضا، ذكره ابن النّديم في " الفهرست " وبوّب قائلا: "أسماء قوم من المغفّلين ألِّف في نوادرهم الكتب لا يعلم من ألّفها ".

ولذلك نفا وجوده أحد الكتّاب المعاصرين وهو محمد فريد أبو حديد في مجلّة " العربي " العدد 41 ص 66.

(ح)- الحرامي

كلمة حرامي من بقايا حقيقة تاريخيّة في عصر بعيد، تلك هي أنّ قبيلة بني حرام كانت نُنّهم بالخُبث والتلصّص، فقيل في كلّ من يسرق هو حرامي.

[قاله أحمد تيمور باشا في " مجلّة مجمع اللّغة العربيّة " ج13 – " معجم الأغلاط اللّغويّة المعاصرة " لمحمّد العدناني (ص 350)]

(خ)- الخطابة

- إنّ خطباءَ السّلَفَ الطيّب، وأهلَ البيان من التابعين بإحسان، ما زالوا يسمُّون الخطبةَ التي لم تبتَدَأ بالتحميد، وتُستفتَحْ بالتمجيد: البتراء، ويسمُّون التي لم توشّح بالقرآن، وتزيَّنْ بالصَّلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: الشَّوْهاء.

وقال عِمرانُ بن حِطّان: خطَبتُ عند زيادٍ خطبةَ ظننتُ أنِّي لم أقصِّرْ فيها عن غاية، ولم أدَعْ لطاعنٍ علّة، فمررتُ ببعض المجالس فسمعتُ شيخاً يقول: هذا الفتى أخطَبُ العربِ لو كان في خطبته شيء من القرآن " [" البيان والتبيين " (2/6)]

- قال الأصمعيّ رحمه الله: قيل لسعيد بن المسيَّب: هاهنا قومٌ نُسَّاكٌ يَعيبون إنشادَ الشّعر أي: في الخطب -؟ قال: نَسَكُوا نُسْكاً أعجميّاً. [" البيان والتبيين " (1/202)].

(د)- دية اليد

قال المعرّي:

يدٌ وُديت بخمس مئين عسجد *** ما بالها قُطعت في ربع دينار

تناقض، ما لنا إلاّ السّكوت له *** ونستجير بمولانا من العـار

فأجابه أهل العلم والحلم بقولهم:" لمّا كانت أمينة كانت ثمينة، ولمّا خانت هانت ".

وقال القاضي عبد الوهّاب رحمه الله:

يدٌ وُديت بخمس مئين عسجد *** لكنّها قطعت في ربـع دينـار

حماية الدّم أغلاها، وأرخصها *** خيانة المال فانظر حكمة الباري

وقال شمي الدّين الكرديّ رحمه الله:

قـل للمعرّي عـارٌ أيُّـما عـار *** جهـل الفتى وهو عن التّقى عار

لا تقدحنّ زناد الشّعر عـن حكم *** شـعـائر الشّرع لم تقدح بأشعار

فقيمة اليد نصف الألف من ذهب *** فإن تعـدّت فـلا تسـوى بدينار

(ذ)- ذو القرنين

من الأخطاء اعتقاد أنّ ذا القرنين هو الإسكندر بن فيليبوس المقدوني، فإنّ الإسكندر كان كافرا من تلاميذ أرسطو، يأتمر بأمره وينتهي بنهيه.

أمّا ذو القرنين فهو رجل صالح قد أثنى عليه المولى عزّ وجلّ ومكّن له في الأرض، وآتاه من كلّ شيء سببا. والصّحيح من أقوال أهل العلم أنّه ليس بنبيّ.

ويذهب كثير من المؤرّخين أنّه ملك من ملوك اليمن، لأنّه من ألقاب ملوكهم. [انظر:" لقطة العجلان " (ص 10)، و" فتح البيان في مقاصد القرآن " لصدّيق حسن خان رحمه الله].

(ر)- الرّاعي والرعيّة

قال عبد الملك بن مروان على المنبر:" ألا تُنصفوننا يا معشَرَ الرعيَّة ؟ تريدون مِنّا سيرةَ أبي بكر وعمر، ولم تَسِيروا في أنفسكم ولا فينا بِسيرة رعيّة أبي بكر وعمر ؟! أسأل اللَّه أنْ يعين كُلاًّ على كُلّ ". [" البيان والتبيين " (1/265)]

(ز)- زنديق

هي من الكلمات المعرّبة، وأصلها ( زند )، وهو اسم كتاب أتى به أحد حُكماء الفرس إلى زرادشت، وادّعى فيه النبوّة، ثمّ فسّره فسمّاه (زنديه)، ثمّ عرّبتها العرب إلى (زنديق) وأطلقتها على كلّ ملحد.["لقطة العجلان" (ص 88)].

فإذا صحّ ما ذكره صدّيق حسن خان رحمه الله، فإنّه يؤكّد ضعف ما ذهب إليه كثير من أهل العلم أنّ الزرادشتيّة لهم شبهة كتاب.

وذهب ابن منظور إلى أنّ أصل الكلمة (زندي كراي)، يطلق على كلّ من يقول بدوام بقاء الدهر.

وأنّ العرب تقول (زندقة) ومعناها البخل والتّضييق. وذكر احتمال رجوع ذلك إلى الزّنديق، لأنّه ضيّق على نفسه أي: بالكفر والإلحاد.

(س)- السنّة

قول أهل العلم عن الإمام أحمد: إمام أهل السنّة: لا يعني ذلك أنّه واضع الاعتقاد، وإنّما: " الاعتقاد أضيف إلى الإمام أحمد؛ لأنّه أظهره وبيّنه عند ظهور البدع ... وأئمّة السنّة تضاف إليهم السنّة؛ لأنّهم مظاهر بهم ظهرت، وأئمة البدعة تضاف إليهم لأنهم مصادر عنهم صدرت " [" درء التّعارض " (5/65)].

(ش)- الشّعوذة

- المادّة 456 من قانون العقوبات الجزائريّ تنصّ على منع الشّعوذة، ومعاقبة ممارسيها.

(ص)- الصّحابة

قال صالح بن كيسان رحمه الله: اجتمعت أنا والزّهري ونحن نطلب العلم فقلنا: نكتب السّنن. فكتبنا ما جاء عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. ثمّ قال الزّهريّ: نكتب ما جاء عن أصحابه؛ فإنّه سنّة. فقلت: لا، ليس بسنّة، لا نكتبه.

قال: فكتب، ولم أكتب، وأنجح وضيّعت.

[مصنّف عبد الرزّاق (11/258) رقم 20487، و" تقييد العلم " (106) للخطيب].

(ض)- الضرّ

الضرّ دون الأذى، فالأذى يطلق على السبّ والشّتم وما ضعُف أثره من الشّر. قال ابن تيمية رحمه الله في " الصّارم المسلول " (1/59):

" وممّا ينبغي أن يُتفطَّن له: أنّ لفظ الأذى في اللّغة هو لما خفّ أمرُه، وضعف أثرُه من الشر والمكروه، ذكره الخطابي وغيره "اهـ.

وبذلك يزول موهِمُ التّعارض بين قوله تعالى في الحديث القدسيّ: (( يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي ))، وقوله سبحانه في الحديث الآخر: (( يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ ))، فبيّن عزّ وجلّ أنّ الخلق لا يضرّونه بكفرهم، ولكن يؤذونه تبارك وتعالى إذا سَبُّوا مقلّب الأمور.

لذلك قال تعالى:{لَنْ يَضُرُّوكُمْ إلاّ أذًى}.

(ط)- الطّيرة

قال الله عزّ وجلّ عن يونس عليه السّلام:{ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ}، أي: اقترع، فإذا بالقرعة تقع عليه، {فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} أي: المغلوبين.

وتناوله أهل الكتاب باللّمز والهمز، وجعلوه عليه السّلام مثالا للتطيّر، وصاروا يطلقون على كلّ من يُتطيّر به jonas، وهم في الحقيقة عمدا أو جهلا - لا يطعنون إلاّ في يونس عليه السّلام، وعلقت هذه الكلمة بلسان بني قومي عفا الله عنّي وعنهم.

(ظ)- ظئر.

وصف يطلق على كلّ من يعطف على ولد غيره، من الرّجال أو النّساء، ومنه ما رواه البخاري عن أنس بن مالك يوم وفاة إبراهيم ولد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: دخلنَا مَعَ رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم عَلَى أَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ، وَكَانَ ظِئْرًا لِإِبْرَاهِيمَ عليه السّلام.

ويطلق على من ترضع ولد غيرها، بأجرة أو دونها، ومنه قول آمنة أمّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لحليمة يوم رجعت به بعد حادثة شقّ الصّدر:" ما أقدمك به يا ظئرُ ؟".

(ع)- عثرة

قال ابن جماعة رحمه الله:" كان بعض السّلف إذا ذهب إلى شيخه تصدّق بشيء، وقال: اللهمّ اسْتُر عيبَ شيخي عنّي، ولا تُذْهِب بركةَ علمه منّي " [" تذكرة السّامع والمتكلّم في أدب العالم والمتعلّم" (41)].

قال أعرابيّ:" اللهمّ قِنِي عثراتِ الكرام " [" البيان والتبيين " (1/405)].

هذا، مع أنّ شأن الأعراب الجفاء، فأكثر جفاء منهم من يحضر مجالس الأخيار لالتماس العَثرات.

(غ)- غسل

يقال: غُسل الجمعة، وغسل الجنابة بضمّ الغين -، وغَسل الميّت، وغَسل الثّوب بالفتح -، وضابط ذلك: أنّك إذا أضفت إلى المغسول فتحت، وإذا أضفت إلى غيره ضممت. [" اللّباب في شرح الكتاب " للميدانيّ].

(ف)- الفتن

قال أهل العلم: لا يجوز للحاكم أن يُجبر مُعتزِل الفتنة على الدّخول في صفّه.

ويدلّ على ذلك موقف الصّحابة رضي الله عنهم جميعا، حيث إنّهم لم ينكروا على غيرهم ممّن اعتزل الفتنة.

فعجبا لقول الكثيرين: من لم يكن معي فهو ضدّي !

(ق)- القلوب ومحرّكاتها

" محرّكات القلوب إلى الله ثلاثة: المحبّة، والخوف والرّجاء، وأقواها المحبّة، وهي مقصودة لذاتها؛ لأنّها تراد في الدّنيا والآخرة، بخلاف الخوف فإنّه يزول في الآخرة .. ." [" مجموع الفتاوى " (1/95)].

(ك)- كعب الأحبار

هو كعب بن ماتع الحِميريّ، كان من أحبار اليهود، فأسلم زمن أبي بكر رضي الله عنه، وقيل: زمن عمر رضي الله عنه.

كان من فضلاء التّابعين، وتوفّي بحمص عام 32 هـ.

ولكنّ العلماء يتوقّفون في مرويّاته، لأنّها من أخبار بني إسرائيل الّتي لا يُعلم صدقها من كذبها. [" مرآة الجنان " لسبط ابن الجوزي (1/35)].

ويعتقد العامّة بمصر أنّ قبره رحمه الله بالجيزة ["الخطط" للمقريزي (1/206)]، وقد نقل أحمد تيمور باشا عن صاحب "تحفة الأحباب" (ص 145) أنّ بالجيزة قبرَ كعب بن يسار العبسيّ، وقبر كعب بن عديّ، فتوهّم العامّة أنّه كعب الأحبار.["التّذكرة التّيمورية" (ص229)].

(ل)- اللّهو واللّعب

إذا افترقا اجتمعا، وإذا اجتمعا افترقا. وحينئذ يكون معنى (اللّعب): هو الاشتغال بالباطل مع أداء الواجب. و(اللّهو): الاشتغال بالباطل مع الإعراض عن الحقّ، قال عزّ وجلّ:{ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ}.

(م)- الموالد

هناك ستّة موالد أحدثها الفاطميّون بمصر، وهي: المولد النّبويّ، ومولد عليّ، ومولد الحسن، ومولد الحسين، ومولد الزّهراء، ومولد الخليفة الحاضر.

[انظرها مجموعة في " خطط المقريزي " (1/490-491)].

(ن)- النّوازل

" رحم الله الإمام أحمد حيث قال ما معناه: ( ما من حادثة تقع إلاّ وفي هذا القرآن المخرج منها، أو في السنّة، أو في فتاوى الصّحابة، وأقضيتهم فيها )، وهذا كلام يعلمه من فقِه في دين الله حقّ الفقه " [" إقامة الحجّة " ص (17) لجمال الدّين القاسميّ رحمه الله].

(هـ)- الهيشة

( الهيشة ) هي الجماعة، ثمّ صارت الكلمة تطلق على اختلاط النّاس والمنازعات والخصومات، وارتفاع الأصوات، واللّغط كما يحدُث في الأسواق.

وفي الحديث الّذي رواه مسلم عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (( لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثَلَاثًا - وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ ))، أي: لا تتكلّموا جميعا، فيحدُث من ذلك هيشة كهيشات الأسواق.

وتطلق ( الهيشة ) أيضا على الفتن والهرج، هاش القوم بعضهم إلى بعض وتهيشوا، إذا قتل بعضهم بعضا، ومنه: (لَيْسَ فِي الهَيْشَاتِ قَوَدٌ) أي: ليس في الفتن قِصاص، وهو ليس حديثا، ولكنّه أثر عن الفقهاء.

وأطلقت العرب على أمّ حُبَيْن أنثى الحرباء (هيشة)، وفي العامّية يطلق النّاس كلمة ( الهيشة ) على كلّ حيوان مخيف، وهو في الأصل: أمّ حبين، وقدقال أحدهم:

( أشكو إليك زمانا قد تعرّقنا *** كما تعرّق رأسَ الهَيْشَة الذِّيبُ )

أي: أكَلَنا الزّمن كما أكل الذّئب رأس أمّ حبين.

(و)- وَيْهٍ

من الأعلام الفارسيّة ما ينتهي بـ(وَيْهِ) -بفتح الواو وتسكين الياء-، أمثال: سيبويه، ونفطويه، وراهْوَيْهِ - ضبطه ابن خلّكان في "وفيات الأعيان" (1/64)- بفتح الرّاء وبعد الألف هاء ساكنة، ثمّ واو مفتوحة وبعدها ياء ساكنة -، وغيرها.

وشاع أنّ معنى (ويه) بالفارسيّة (رائحة)، وقد نفاه الشّيخ عبد السّلام هارون رحمه الله، وذهب:" إلى بطلان ذلك، وأن لا أساس له من الصحّة " [مقدّمة " كتاب سيبويه " ص 3-4]

وقد شاع لدى المحدّثين أنّهم ينطقون راهْوَيْهِ -مثلا- بضمّ ما قبل الواو وفتح الياء وتسكين الياء، فيقولون: راهُويَهْ، وينطقون مِسْكَوَيْه: مِسْكُويَه.

وقد ذكر السّيوطي في "بغية الوعاة" (1/428) أنّه اصطلاح لأهل الحديث في كلّ اسم بهذه الصّيغة، وإنّما عدلوا إلى ذلك لحديث ورد أنّ (ويه) اسم شيطان ! فعدلوا عنه كراهة له.

والحديث المشار إليه ليس بصحيح، ولم يروِه إلاّ النوقاني في "معاشرة الأهلين" عن ابن عمر رضي الله عنهما.

وينقلون عن سعيد بن المسيّب أنّه كره كلّ شيء يكون آخره (ويه).

ولا يفهم من صنيع المحدّثين صحّةُ رفع ذلك إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم كما فهمه العجلوني رحمه الله. ["معجم المناهي اللّفظيّة"].

وإذا كان الحديث لا أصل له، فلا ينبغي العدول عن أصل الوضع.

(ي)- يونس عليه السّلام

روى البخاري ومسلم عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنه عن النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى عليه السّلام )) وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ.

فهذا يردّ قول بعض أهل العلم: نبيّان نُسِبا إلى أمّهما: عيسى ويونس عليهما السّلام. ولا يزال إلى اليوم يتسمّى الفرنجة بـ(ماثيو) أو (ماتياس).

والله الموفّق لا ربّ سواه.



[1] انظر البحث القيّم للدّكتور يوسف مروة رحمه الله بعنوان:" الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومبوس"Pre Columbian Muslims in the Americas، ترجمه إلى العربيّة: الشريف محمد حمزة الكتاني.

أخر تعديل في الخميس 24 جمادى الأولى 1432 هـ الموافق لـ: 28 أفريل 2011 21:45
عبد الحليم توميات

آخر المواضيع:

مواضيع ذات صلة (لها نفس الكلمات الدلالية)

الذهاب للأعلي