وما ذكره ابنُ عطيّةَ رحمه الله من ذهاب هيبةِ المساجد من القلوب وهو يفسّر قولَه تعالى:{ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ للهِ ...} [الجنّ من: 18].
ت) تقريب معنى الآية وتوضيحُه.
ث) ربط المسلم المعاصر بكتاب الله عزّ وجلّ.
ج) التعرّف على سيرة المفسِّر.
- ضوابط تنزيل الآيات على الواقع.
- من ص 89 إلى ص 100: بيّن المؤلف حكم تنزيل الآيات على الواقع، وأنّه من قبيل القياس والتّمثيل.
وذكر ضوابط ذلك، منها:
1- سلامة القصد، فلا يَحِلُّ حملُ الآية على مذهبٍ أو جماعةٍ تعصّباً.
2- العلم وقوّة التّأصيل؛ لذلك ضلّ الحوارجُ حين نزَّلوا نصوصَ التّكفير على المسلمين.
3- العلمُ بأسباب النّزول.
4- ما كان سياقُه في واقع الآخرة فلا يُنَزّل على واقع الدّنيا.
من ذلك ما ذكره أحمد الغماري في "مطابقة الاختراعات العصريّة" في تفسير قوله تعالى:{وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}، حيث حمل الآيةَ على حشر الحيوانات في الأقفاص ! وحمل قولَه تعالى:{وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ} على البترول المستخرج من البحر !
5- مراعاة الحال الّتِي نزلت فيها الآية: كالمكّي والمدنِيّ، وحالَيْ الضّعف والقوّة.
6- بصرُ المفسّر بالواقع المعاصر.
7- أن يندرج التّنْزيل تحت أصلِ الآية: فلا يأتي بفهمٍ جديد للآية مخالفٍ لفهم الصّحابة والتّابعين.
- نماذج من تفسير ابن العربيّ المالكيّ رحمه الله.
- ص 101: ذكر نماذج لتنزيل الآيات على الواقع من تفاسير القدامى، كابن العربي، وابن تيمية، والقرطبي رحمهم الله.
* فعند تفسير قوله تعالى:{وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الفتح من: 25]، قال ابن العربي رحمه الله:
" وقد حاصرنا مدينة للروم، فحبس عنهم الماء، فكانوا يُنْزِلون الأسارى يسْتَقون لهم الماء، فلا يقدر أحدٌ على رميِهِم بالنّبل، فيحصل لهم الماء بغير اختيارنا ".
* وكان إذا فسّر آياتِ الجهاد حرّض الحاكم والمحكوم على صيانة أرض المسلمين من العدوّ.
* وفي تفسيره لآية الحرابة قال ابن العربي رحمه الله:" وكنتُ في أيّام حُكمي بين النّاس، إذا جاءني أحدٌ بسارقٍ وقد دخل الدّار بسِكّينٍ يسحبه على قلب صاحب الدّار وهو نائم، وأصحابه يأخذون مال الرّجل، حكمت فيهم بحكم المحاربين ".
* وفي تفسير قوله تعالى:{الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ}، قال ابن العربيّ رحمه الله:
" صلّيتُ المغربَ ليلةً ما بين باب الأخضر وباب حِطّة من البيت المقدس، ومعنا شيخُنا أبو عبدِ الله محمّد بن عبد الرّحمن المغربي الزّاهد، فلما سلّمنا تَمارى رجلان كانا عن يمين أبي عبد الله المغربي؛ وجعل أحدُهما يقول للآخر: أسأْتَ صلاتَك، ونقرْتَ نقْرَ الغراب ! والآخرُ يقول له: كذبت؛ بل أحسنْتُ وأجملْتُ. فقال المعترض لأبي عبد الله الزّاهد: ألم يكن إلى جانبك؛ فكيف رأيتَه يُصلِّي ؟ قال أبو عبد الله: لا عِلْم لي به، كنت مشتغِلاً بنفسي وصلاتي عن النّاس وصلاتِهم. فخجِل الرّجل وأُعجِب الحاضرون بالقول ".