8-ما هي النخامة التي يقال إنها مفطرة طباعة
الفتاوي والاستشارات
الكاتب: عبد الحليم توميات   
الأحد 12 رمضان 1431 هـ الموافق لـ: 22 أوت 2010 18:20

نصّ السّؤال:

بسم الله الرحمان الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله، أمّا بعد:

فما هي النّخامة الّتي يقول بعض أهل العلم إنّها مفطرة لمن ابتلعها، هل هي الّتي خرجت إلى الفم ثمّ ابتلعت، أو هي الّتي نزلت من الرّأس مباشرة ؟

و بارك الله فيكم.

نصّ الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فقبل الإجابة عن سؤالك فإنّي أنبّهك إلى أنّ ابتلاع النّخامة مضرّ بصحّة الإنسان، فينبغي أن لا يبتلعها، ومن أجل ذلك شرع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الحركة في الصّلاة لمسحها بالثّوب والمنديل ونحو ذلك، ففي صحيح البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم رَأَى نُخَامَةً فِي الْقِبْلَةِ فَحَكَّهَا بِيَدِهِ وَرُئِيَ مِنْهُ كَرَاهِيَتُهُ لِذَلِكَ وَشِدَّتُهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: (( إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ فَإِنَّمَا يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلَا يَبْزُقَنَّ فِي قِبْلَتِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ )) ثُمَّ أَخَذَ طَرَفَ رِدَائِهِ فَبَزَقَ فِيهِ وَرَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ قَالَ: (( أَوْ يَفْعَلُ هَكَذَا )).

وقد جاء في " شرح زاد المستقنع " عند قول صاحب المتن: (ويحرم بلع النخامة ) قال: " بلع النّخامة حرام على الصّائم وغير الصّائم؛ وذلك لأنّها مستقذرة، وربّما تحمل أمراضاً خرجت من البدن، فإذا رددتها إلى المعدة قد يكون في ذلك ضرر عليك ..".

ثمّ اعلم أنّ النّخامة بأنواعها إذا ابتلعها الصّائم فلا يخلو حاله من أمرين:

- إمّا أن تكون قد غلبته فابتلعها، فهذا  – إن شاء الله - لا يُفطر قياسا على من ذرعه القيء، والأصل العامّ أنّ الله لا يُكلّف نفسا إلاّ وُسعها.

- أو يكون قادرا على دفعها، وتعمّد ابتلاعها لكسل ونحوه، فهذا الّذي اختلف العلماء في حكمه:

فمنهم من قال إنّها تفطر وتفسِد الصّوم، وفرّقوا بينها وبين ريق الإنسان بأنّها جرم غير معتاد وجوده في الفم، بخلاف الرّيق، فالنّخامة حينها حكمها حكم الدّم إذا ابتلعه الإنسان. وهو قول الإمام الشّافعيّ والإمام أحمد، قال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: إذا تنخّم ثمّ ازدرده فقد أفطر.

وقيل: إنّها لا تفطر ولو وصلت إلى الفم وابتلعها، وهو قول المالكيّة كما في " التّاج والإكليل " والمرّوذي من الحنابلة، قال الشّيخ العثيمين رحمه الله: " وهذا القول أرجح؛ لأنها لم تخرج من الفم، ولا يعدّ بلعُها أكلاً ولا شرباً، فلو ابتلعها بعد أن وصلت إلى فمه، فإنّه لا يفطر بها، لكن نقول قبل أن يفعل هذا: لا تفعل وتجنّب هذا الأمر، ما دام أن المسألة بهذا الشّكل ".

والظّاهر - والله تعالى أعلم - أنّها إن ذرعت الصّائم فلا شيء عليه، وإن تعمّد ابتلاعها أنّ عليه قضاء ذلك اليوم.

والله أعلم وأعزّ وأكرم.