الأحد 06 شوال 1432 هـ الموافق لـ: 04 سبتمبر 2011 05:48

تفسير سورة الأنعام 32: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ..}الآيتين

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

تفسير سورة الأنعام 32:

 

قال تعالى: { قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64) قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67)}  

- بعد أن ذكّر الله عباده أنّه هو القاهر فوق عباده وأنّهم لا يخرجون عن قهره طرفة عين، ناسب أن يذكّرهم أنّ القاهر لكل شيء ينبغي أن يُعبد هو بإخلاص ولا يُعبد معه غيره.

- تهديد ووعيد شديد للمشركين: لو ظللتم على إصراركم وجحودكم فإنّ الله سيصيبكم بالعذاب في الدّنيا قبل الآخرة (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)

- (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ) استفهام تقريريّ، أي أنتم تعلمون أنّه لا يُنجّيكم من ظلمات البرّ والبحر إلا الله.

- قبح من وقع في الشّرك في زماننا حيث أنّهم لم يرجعوا إلى الله لا في الرّخاء ولا في الشدّة، حتى في الضرّاء يلجؤون إلى السّحرة والكهنة والمنجّمين.

- (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ) ظلمات البرّ هي ظلمة اللّيل التي يُخشى فيها ضرر المخلوقات كلّها (وَالْبَحْرِ) ما يُخشى فيها من الغرق واستئصال العدو والضلال في البحر.

- بعدما بيّن الله أحوالهم، بيّن أقوالهم :(تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا) أي تدعونه وحده تضرعا أي: تذللا (وَخُفْيَةً)خاشعين خائفين مخفتين أصواتكم خشية أن ينتبه لكم العدو الذي تخشونه في ظلمات البرّ والبحر (لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) وعدوا الله وأكدّوا ذلك وأقسموا عليه لئن أنجاهم الله ليكونُنّ من الشاكرين.

- (قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا) أي أجبهم ولا تنتظر جوابهم وأخبرهم أنّ الله ينجّيكم منها، بل زادهم فضلا (وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ) والكرب هو شدّة الهمّ، للتعميم وليدلّنا على أنّ ظلمات البرّ والبحر مثال لا حصر.

- بعد أن طال دعاؤكم لله متضرّعين خائفين ووعدتم الله وأكدتم ذلك بالقسم لتكوننّ من الشّاكرين، ولكن بمجرد أن أنجاكم (ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ) ، ولهذا توعدهم الله (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ).

  


أخر تعديل في الاثنين 07 شوال 1432 هـ الموافق لـ: 05 سبتمبر 2011 11:30
عبد الحليم توميات

آخر المواضيع:

الذهاب للأعلي