السبت 12 شوال 1432 هـ الموافق لـ: 10 سبتمبر 2011 17:59

شرح كتاب اللّباس 04:شرح كتاب اللّباس 04: ( التّرغيب في القميص والتّرهيب من طُوله وطول غيره مما يُلْبَس وجرِّه خُيَلاء وإسباله في الصّلاة وغيرها).(2)

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

شرح كتاب اللّباس 04:

الباب الثّاني: ( التّرغيب في القميص والتّرهيب من طُوله وطول غيره مما يُلْبَس وجرِّه خُيَلاء وإسباله في الصّلاة وغيرها).(2)

2-عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار.وفي رواية النسائي في الكبرى:" إزرة المؤمن إلى عضلة ساقه ثم إلى نصف ساقه ثمّ إلى كعبه وما تحت الكعبين من الإزار ففي النّار"

- قوله صلى الله عليه وسلم (إزرة المؤمن إلى عضلة ساقه) خرج مخرج الغالب، ويلحق بالإزار كلّ ثوب من شأنه أن يتعدّى الحدّ المشروع الذي شرعه المولى تبارك وتعالى. 

- يقول الطبريّ رحمه الله :" إِنَّمَا وَرَدَ الْخَبَر بِلَفْظِ الْإِزَار لِأَنَّ أَكْثَر النَّاس فِي عَهْده كَانُوا يَلْبَسُونَ الْإِزَار وَالْأَرْدِيَة ، فَلَمَّا لَبِسَ النَّاس الْقَمِيص وَالدَّرَارِيع كَانَ حُكْمهَا حُكْم الْإِزَار فِي النَّهْي" 

- قوله صلى الله عليه وسلم (إزرة المؤمن) كأنّ صلى الله عليه وسلم يشير إلى أنّ رفع الثّوب فوق الكعبين من خصال أهل الإيمان الذين يتعبدون لله بالطّاعة والإذعان. 

- قوله صلى الله عليه وسلم (إزرة المؤمن) هل تدخل في ذلك المؤمنة؟ قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ هَذَا مَمْنُوعٌ فِي الرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ ، وَقَالَ النَّوَوِيُّ : "أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى جَوَازِ الْإِسْبَالِ لِلنِّسَاءٍ." لكن بشرط أن لا يتجاوز الإسبال الذّراع بعد الكعبين. 

3-عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :"ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإزار فهو في القميص."

4-عن العلاء بن عبد الرحمن رضي الله عنه عن أبيه قال سألت أبا سعيد عن الإزار، فقال على الخبير بها سقطت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إزرة المؤمن إلى نصف السّاق ولا حرج أو قال لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل من ذلك فهو في النّار، ومن جرّ إزاره بطرا لم ينظر الله إليه يوم القيامة"

- قوله صلى الله عليه وسلم (إزرة المؤمن إلى نصف السّاق ولا حرج أو قال لا جناح) أي لا إثم عليه (فيما بينه وبين الكعبين) لا يُدخل الكعبين في ذلك القدر الذي حدّده النّبي صلى الله عليه وسلم. 

- قال صلى الله عليه وسلم (ومن جرّ إزاره بطرا لم ينظر الله إليه يوم القيامة) ففرّق النّبي صلى الله عليه وسلم بين الوعيدين، فاختلف الحكمان. 

- قال صاحب عون المعبود رحمه الله :"وَالْحَدِيث يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْقَدْر الْمُسْتَحَبّ فِيمَا يَنْزِل إِلَيْهِ الْإِزَار هُوَ نِصْف السَّاقَيْنِ وَالْجَائِز بِلَا كَرَاهَة مَا تَحْته إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَمَا نَزَلَ عَنْ الْكَعْبَيْنِ بِحَيْثُ يُغَطِّي الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ حَرَام ." 

- وقال ابن حجر رحمه الله:" وَحَاصِله أَنَّ الْإِسْبَال يَسْتَلْزِم جَرّ الثَّوْب وَجَرّ الثَّوْب يَسْتَلْزِم الْخُيَلَاء وَلَوْ لَمْ يَقْصِد اللَّابِس الْخُيَلَاء " 

5-عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الإزار إلى نصف السّاق" فشقّ عليهم، فقال: "أو إلى الكعبين لا خير فيما في أسفل من ذلك"

- قوله (فشقّ عليهم) دلّ على أنّهم لم يعتادوا هذا، وأنّ الإنسان إذا ترك نصف السّاق من أجل بيئته لا يُسمّى تاركا للسنّة، لأنّ الصّحابة وهم أفضل منّا شقّ عليهم ذلك.

6- عن زيد بن أسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعليّ إزار يتقعقع فقال:" من هذا؟" فقلت عبد الله بن عمر قال:" إن كنت عبد الله فارفع إزارك" فرفعت إزاري إلى نصف السّاقين، فلم تزل أزرته حتى مات.

- قوله صلى الله عليه وسلم (إن كنت عبد الله فارفع إزارك) هذا يُسمّى بملاحظة المُسمّى في الاسم: أي إن كنت عبد الله حقّا فارفع إزارك. فرفع الإزار فوق الكعبين علامة من علامات طاعة الله وعبوديته والانقياد لأمره. 

7- عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النّبي صلى الله عليه وسلم قال:" ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم" قال فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات. قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟. قال:" المسبل والمنّان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب" وفي رواية :"المسبل إزاره"

- قوله صلى الله عليه وسلم (لا يكلّمهم الله يوم القيامة) أي لا يكلّمهم تكليم رحمة ورضا، لا يكلّمهم كما يكلّم عباده المؤمنين الطّائعين يوم القيامة، بل يكلّمهم كلام سخط وغضب. (ولا ينظر إليهم) نظر رحمة ونظر رضوان، (ولا يزكّيهم) والتّزكية هي التّطهير: أي يطهّرهم من ذنوب كانت مكتوبة عليهم، ويطهّرهم بحسنات ينمّيها لهم.

- تعجّب أبو ذر من هؤلاء الذين لم تسعهم رحمة الله عزّ وجل فقال:" خابوا وخسروا، من هم ؟" فكان الجواب:"المسبل " أي الذي جرّه خيلاء، و (والمنّان) أي الذي يذكر النّعمة على سبيل التّقريع والإهانة، (والمنفق سلعته بالحلف الكاذب).

8- عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جرّ منها شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة"

- قال النّووي رحمه الله:"الإسبال في العمامة هو إرسال طرفها إرسالا فاحشا كإسبال الثّوب"

- قال القاضي عياض رحمه الله: "كلّ ما زاد على قدر الحاجة والمعتاد من اللّباس من الطّول والسّعة فهو مكروه"

 

  


أخر تعديل في الاثنين 14 شوال 1432 هـ الموافق لـ: 12 سبتمبر 2011 22:08
عبد الحليم توميات

آخر المواضيع:

الذهاب للأعلي