الأربعاء 03 رمضان 1432 هـ الموافق لـ: 03 أوت 2011 05:20

8- هل ابتلاع النّخامة مفطر ؟

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

نصّ السّؤال:

ما هي النّخامة الّتي يقول بعض أهل العلم: إنّها مفطرة لمن ابتلعها، هل هي ما يخرج إلى الفم ثمّ تبتلع ؟ أو هي ما ينزل من الرّأس مباشرة ؟ و بارك الله فيكم.

نصّ الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه أمّا بعد:

فقبل الإجابة عن سؤالك فإنّي أنبّهك - أخي الكريم - إلى أنّ ابتلاع النّخامة مضرّ بصحّة الإنسان، فلا ينبغي ولا يجوز أن يبتلعها.

ومن أجل ذلك شرع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الحَركةَ في الصّلاة للفظها وطرحها في الثّوب أو المنديل، ونحو ذلك.

ففي صحيح البخاري عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه أنّ النّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم رَأَى نُخَامَةً فِي الْقِبْلَةِ، فَحَكَّهَا بِيَدِهِ، وَرُئِيَ مِنْهُ كَرَاهِيَتُهُ لِذَلِكَ، وَشِدَّتُهُ عَلَيْهِ ! وقال: (( إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ فَإِنَّمَا يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلَا يَبْزُقَنَّ فِي قِبْلَتِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ )) ثُمَّ أَخَذَ طَرَفَ رِدَائِهِ، فَبَزَقَ فِيهِ، وَرَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، قَالَ: (( أَوْ يَفْعَلُ هَكَذَا )).

وقد جاء في " شرح زاد المستقنع " عند قول صاحب المتن:" ويَحْرُم بَلْعُ النّخامة " ،قال:

" بلع النّخامة حرامٌ على الصّائم وغير الصّائم؛ وذلك لأنّها مستقذَرةٌ، وربّما تحمل أمراضاً خرجت من البدن، فإذا رددتَها إلى المعدة قد يكون في ذلك ضررٌ عليك .."اهـ.

ثمّ اعلم أنّ النّخامة بأنواعها إذا ابتلعها الصّائم فلا يخلو حاله من أمرين:

- إمّا أن تكون قد غلبته فابتلعها، فهذا - إن شاء الله - لا يُفطر قياسا على من ذرعه القيء، والأصل العامّ أنّ الله لا يُكلّف نفسا إلاّ وُسعها.

- أو يكون قادرا على دفعها، وتعمّد ابتلاعها لكسلٍ أو نحوه، فهذا الّذي اختلف العلماء في حكمه:

أ) فمنهم من قال: إنّها تفطر وتُفسِد الصّوم.

وهو قول الإمام الشّافعيّ، والإمام أحمد رحمهما الله. قال حنبلٌ: سمعت أبا عبد الله يقول: إذا تنخّم ثمّ ازدرده فقد أفطر.

وفرّقوا بينها وبين ريق الإنسان بأنّها جرم غير معتادٍ وجودُه في الفم، بخلاف الرّيق، فالنّخامة حينها حكمها حكم الدّم إذا ابتلعه الإنسان.

ب) ومنهم من قال: إنّها لا تفطر ولو وصلت إلى الفم وابتلعها.

وهو قول المالكيّة كما في " التّاج والإكليل " والمرّوذي من الحنابلة. قال الشّيخ العثيمين رحمه الله:

" وهذا القول أرجح؛ لأنها لم تخرج من الفم، ولا يعدّ بلعُها أكلاً ولا شرباً، فلو ابتلعها بعد أن وصلت إلى فمه، فإنّه لا يفطر بها، لكن نقول قبل أن يفعل هذا: لا تفعل وتجنّب هذا الأمر، ما دام أن المسألة بهذا الشّكل "اهـ.

والظّاهر - والله تعالى أعلم - أنّها:

إن ذرعت الصّائم فلا شيء عليه، وإن تعمّد ابتلاعَها فإنّ عليه قضاء ذلك اليوم.

والله أعلم وأعزّ وأكرم.

أخر تعديل في الأربعاء 03 رمضان 1432 هـ الموافق لـ: 03 أوت 2011 10:22
الذهاب للأعلي