أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]
عبد الحليم توميات

عبد الحليم توميات

من سلسلة: شرح كتاب اللّباس والزّينة من (صحيح التّرغيب والتّرهيب)

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

شرح كتاب اللّباس 04:

الباب الثّاني: ( التّرغيب في القميص والتّرهيب من طُوله وطول غيره مما يُلْبَس وجرِّه خُيَلاء وإسباله في الصّلاة وغيرها).(2)

2-عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار.وفي رواية النسائي في الكبرى:" إزرة المؤمن إلى عضلة ساقه ثم إلى نصف ساقه ثمّ إلى كعبه وما تحت الكعبين من الإزار ففي النّار"

- قوله صلى الله عليه وسلم (إزرة المؤمن إلى عضلة ساقه) خرج مخرج الغالب، ويلحق بالإزار كلّ ثوب من شأنه أن يتعدّى الحدّ المشروع الذي شرعه المولى تبارك وتعالى. 

- يقول الطبريّ رحمه الله :" إِنَّمَا وَرَدَ الْخَبَر بِلَفْظِ الْإِزَار لِأَنَّ أَكْثَر النَّاس فِي عَهْده كَانُوا يَلْبَسُونَ الْإِزَار وَالْأَرْدِيَة ، فَلَمَّا لَبِسَ النَّاس الْقَمِيص وَالدَّرَارِيع كَانَ حُكْمهَا حُكْم الْإِزَار فِي النَّهْي" 

- قوله صلى الله عليه وسلم (إزرة المؤمن) كأنّ صلى الله عليه وسلم يشير إلى أنّ رفع الثّوب فوق الكعبين من خصال أهل الإيمان الذين يتعبدون لله بالطّاعة والإذعان. 

- قوله صلى الله عليه وسلم (إزرة المؤمن) هل تدخل في ذلك المؤمنة؟ قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ هَذَا مَمْنُوعٌ فِي الرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ ، وَقَالَ النَّوَوِيُّ : "أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى جَوَازِ الْإِسْبَالِ لِلنِّسَاءٍ." لكن بشرط أن لا يتجاوز الإسبال الذّراع بعد الكعبين. 

3-عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :"ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإزار فهو في القميص."

4-عن العلاء بن عبد الرحمن رضي الله عنه عن أبيه قال سألت أبا سعيد عن الإزار، فقال على الخبير بها سقطت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إزرة المؤمن إلى نصف السّاق ولا حرج أو قال لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل من ذلك فهو في النّار، ومن جرّ إزاره بطرا لم ينظر الله إليه يوم القيامة"

- قوله صلى الله عليه وسلم (إزرة المؤمن إلى نصف السّاق ولا حرج أو قال لا جناح) أي لا إثم عليه (فيما بينه وبين الكعبين) لا يُدخل الكعبين في ذلك القدر الذي حدّده النّبي صلى الله عليه وسلم. 

- قال صلى الله عليه وسلم (ومن جرّ إزاره بطرا لم ينظر الله إليه يوم القيامة) ففرّق النّبي صلى الله عليه وسلم بين الوعيدين، فاختلف الحكمان. 

- قال صاحب عون المعبود رحمه الله :"وَالْحَدِيث يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْقَدْر الْمُسْتَحَبّ فِيمَا يَنْزِل إِلَيْهِ الْإِزَار هُوَ نِصْف السَّاقَيْنِ وَالْجَائِز بِلَا كَرَاهَة مَا تَحْته إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَمَا نَزَلَ عَنْ الْكَعْبَيْنِ بِحَيْثُ يُغَطِّي الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ حَرَام ." 

- وقال ابن حجر رحمه الله:" وَحَاصِله أَنَّ الْإِسْبَال يَسْتَلْزِم جَرّ الثَّوْب وَجَرّ الثَّوْب يَسْتَلْزِم الْخُيَلَاء وَلَوْ لَمْ يَقْصِد اللَّابِس الْخُيَلَاء " 

5-عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الإزار إلى نصف السّاق" فشقّ عليهم، فقال: "أو إلى الكعبين لا خير فيما في أسفل من ذلك"

- قوله (فشقّ عليهم) دلّ على أنّهم لم يعتادوا هذا، وأنّ الإنسان إذا ترك نصف السّاق من أجل بيئته لا يُسمّى تاركا للسنّة، لأنّ الصّحابة وهم أفضل منّا شقّ عليهم ذلك.

6- عن زيد بن أسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعليّ إزار يتقعقع فقال:" من هذا؟" فقلت عبد الله بن عمر قال:" إن كنت عبد الله فارفع إزارك" فرفعت إزاري إلى نصف السّاقين، فلم تزل أزرته حتى مات.

- قوله صلى الله عليه وسلم (إن كنت عبد الله فارفع إزارك) هذا يُسمّى بملاحظة المُسمّى في الاسم: أي إن كنت عبد الله حقّا فارفع إزارك. فرفع الإزار فوق الكعبين علامة من علامات طاعة الله وعبوديته والانقياد لأمره. 

7- عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النّبي صلى الله عليه وسلم قال:" ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم" قال فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات. قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟. قال:" المسبل والمنّان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب" وفي رواية :"المسبل إزاره"

- قوله صلى الله عليه وسلم (لا يكلّمهم الله يوم القيامة) أي لا يكلّمهم تكليم رحمة ورضا، لا يكلّمهم كما يكلّم عباده المؤمنين الطّائعين يوم القيامة، بل يكلّمهم كلام سخط وغضب. (ولا ينظر إليهم) نظر رحمة ونظر رضوان، (ولا يزكّيهم) والتّزكية هي التّطهير: أي يطهّرهم من ذنوب كانت مكتوبة عليهم، ويطهّرهم بحسنات ينمّيها لهم.

- تعجّب أبو ذر من هؤلاء الذين لم تسعهم رحمة الله عزّ وجل فقال:" خابوا وخسروا، من هم ؟" فكان الجواب:"المسبل " أي الذي جرّه خيلاء، و (والمنّان) أي الذي يذكر النّعمة على سبيل التّقريع والإهانة، (والمنفق سلعته بالحلف الكاذب).

8- عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جرّ منها شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة"

- قال النّووي رحمه الله:"الإسبال في العمامة هو إرسال طرفها إرسالا فاحشا كإسبال الثّوب"

- قال القاضي عياض رحمه الله: "كلّ ما زاد على قدر الحاجة والمعتاد من اللّباس من الطّول والسّعة فهو مكروه"

 

  


السبت 12 شوال 1432 هـ الموافق لـ: 10 سبتمبر 2011 10:11

158- حدّ السّفر المبيح للفطر

نصّ السّؤال:

قال الله تعالى:{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، فهل هذه الآية الكريمة تتحدّث عن إفطار المسافر مطلقة، أو ورد فيها تقييدٌ ما كتحديد المسافة، والزّمن، وغير ذلك ؟ 

فإنّ هناك شخصا سافر من بلديّة إلى أخرى بنفس الولاية، لكنّ النّهار كان حارّا، وبلغ التّعب منه مبلغه، خاصّةً أنّه تكرّر منه الذّهاب والإياب لقضاء مصلحة ! فصارت المسافة مضاعفةً.

فما كان منه إلاّ أن طلب الماء، وشرب في نهار رمضان، فما حكم ذلك ؟ بارك الله فيكم.

الجمعة 11 شوال 1432 هـ الموافق لـ: 09 سبتمبر 2011 23:05

- الفرق بين التحسّس والتجسّس

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فقد قال الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)} [الحجرات].

وقرأ أبو رجاء العطارديّ والحسن البصريّ رحمهما الله وغيرهما: ( وَلاَ تَحَسَّسُوا ) - بالحاء -.

من سلسلة: تربية الأبناء.

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

تربية الأبناء 02:

 

عباد الله، فهذا لقاؤنا الثّاني معكم في سلسلة من الخطب حول حقوق الأولاد والبنات، على الآباء والأمّهات، ولا بأس أن نذكّر إخواننا وأخواتنا، وآباءنا وأمّهاتنا، بأهمّ ما تطرّقنا إليه في الخطبة السّابقة:

فقد رأينا: وجوب شكر الله تعالى على نعمه وما أكثرها ! ومن أجلّها نعمة الولد وما أعظمها وأكبرها !

وأنّ شكر هذه النّعمة لا يكون بمجرّد اللّسان ومحض الكلام، إنّما يكون بصرفها فيما أمر العليّ العلاّم، ممّا جعلنا نقف مليّا أمام عِظَم وثِقل مهَمَّة الوالدين. 

فذكرنا أنّه لا سبيل ولا خلاص، ولا مفرّ ولا مناص، إلاّ بإيصال حقوق فرضها ربّ العباد، لقرّة الأعين وفلذات الأكباد. فكان أوّل حقوق الولد هو اختيار الأمّ الصّالحة، والأب الصّالح. 

فنواصل اليوم حديثنا لبيان حقوق أخرى:

الحقّ الثّاني: تحصين الولد بالدّعاء:

فاعلم أنّ الدّعاء للولد يستحبّ:

أوّلا: في كلّ وقت وخاصّة في ساعات الإجابة:

وهذا ممّا يغفل عنه كثير من النّاس في هذا البلد، يغفلون عن الدّعاء بصلاح الولد. فعليك أخي الكريم .. أختي الكريمة بالإكثار من دعاء الواحد القهّار.

وإنّي أكرّر دوما الحديث عن هذا الحقّ لأمور ثلاثة:

- الأوّل: لأنّ الدّعاء من أجلّ العبادات لله تبارك وتعالى، مع ذلك نرى أكثر النّاس مقصّرا في الدّعاء لولده بالصّلاح، تدعو له في كلّ حال: قائما وقاعدا، مضطجعا وساجدا، دبر الصّلوات المكتوبات، وبالأعمال الصّالحات.

- الثّاني: أنّ هذه الأدعية والأذكار حصن للولد، وحرز له من آفات الرّوح والجسد، ولعلّه بدعائك يكون من الصّالحين، وعباد الله المتّقين.

- الثّالث: إنّه كما ينتفع الوالد بصلاح ولده، فإنّ الولد ينتفع أيضا بصلاح ودعاء والده، بل يتعدّى نفعه إلى الأحفاد. 

ثانيا: الدّعاء عند البناء بالزّوجة.

ثالثا: الدّعاء عند الوِقاع.

    رابعا: الدّعاء لهم في حياتهم.

  • الحقّ الثّالث: وهو: مراعاة الزّوجة أثناء حملها خاصّة. 

وقد ذكر أحد المختصّين وهو توم فيلكس في كتابه " زلاّت الوالدين ": أنّ ما يظهر على المولود من انفعالات الخوف والشّجاعة، والغضب والكسل، والحقد والحسد وغيرها هو نتيجة لعوامل وانفعالات نفسيّة للمرأة أثناء الحمل"..!!

  • الحقّ الرّابع: الرّضا بما وهب الله تعالى.

فعلى المسلم الرّضا عن الواهب بالموهوب، سواء كان ابنا أو بنتا، قال الله سبحانه:{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}

الخميس 10 شوال 1432 هـ الموافق لـ: 08 سبتمبر 2011 14:34

157- حكم الاستعانة بخبر الجنّي في الرّقية ونحوها

نصّ السؤال:

ما حكم الاستعانةِ بالجنّ في الأمور المباحة، ومعرفة مكان السّحر ؟

وهل هذه المسألة يسوغ فيها الاجتهاد ؟ بمعنى: هل يفسّق أو يبدّع من رأى الاستعانةَ بالجنّ بضوابطَ شرعيّةٍ، كما ذكرها شيخ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله ؟

خاصّةً إذا كان الشّخص على قدْرٍ من العلم الشّرعيّ، متّصفا بالتّقوى والصّلاح، ومع ذلك تكلّموا فيه لقوله بالجواز. أفتونا مأجورين وجزاكم الله خيراً.

من سلسلة: شرح كتاب اللّباس والزّينة من (صحيح التّرغيب والتّرهيب)

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

شرح كتاب اللّباس 03:

الباب الثّاني: ( التّرغيب في القميص والتّرهيب من طُوله وطول غيره مما يُلْبَس وجرِّه خُيَلاء وإسباله في الصّلاة وغيرها).

- بعد أن بيّن المؤلف أحبّ الألوان إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم انتقل إلى أحبّ أنواع اللباس من حيث الهيئة ومن حيث القدر. 

- القميص: هو كلّ ثوب مخيط غير مُفرّج له كمّان وجيب وأزرار. 

- الحكمة من استحباب القميص: 

- القميص أستر للبدن من غيره. 

- القميص من لباس الصّالحين. 

- القميص يلقي على صاحبه الوقار. 

- يُسبغ على صاحبه السّكينة. 

- القميص أقلّ مؤنة من غيره من اللّباس. 

- من آداب القميص: 

- أن يكون أبيض. 

- أن يكون فوق الكعبين. 

- أن لا يكون زيق القميص عريضا. 

- أن لا تكون أكمامه طويلة، أو عريضة. 

عن أم سلمة رضي الله عنها قالت "كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص"

وفي رواية لأبي داود :"لم يكن ثوب أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من القميص" 

- من اللّباس المحبب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا هو الحِبَرَة. 

عَنْ أَنَسٍ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَيُّ الثِّيَابِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَلْبَسَهَا قَالَ الْحِبَرَةُ.

- بعدما ذكر ما يُستحب من اللّباس شرع في ذكر ما يُحرم من اللّباس: 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار"

- ضوابط في اللّباس المحرّم: 

- أن يكون محرّما من أجل قماشه. 

- أن يكون محرّما من أجل لونه. 

- كلّ لباس يُظهر العورة أو يحجّمها. 

- أن يكون ثوب شهرة أو يخالف عرف بلده.

- أن يشبه لباس المرأة.

- أن يشبه ثوب الكفّار والسّفلة من النّاس.

- أن ينزل تحت الكعبين.

- أن يكون فيه خُيلاء.

- أن يكون في الثّوب تصاوير أو صلبان أو شعارات الكفر أو المظاهر والكلمات المُستهجنة.

- الإسبال هو إرسال الثّوب وإرخاؤه حتى يتجاوز الحدّ المشروع.

- المسبل لا يخلو حاله من أمرين اثنين:

- أن لا يقصد الخيلاء ولا يقصد العجب، وهذا محرّم لما سيأتي من الأحاديث التي تصف الإسبال دون قصد الخيلاء بأشياء:

- أنّ وعيده النّار.

- نفى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم الخير.

- جعل الإسبال منافيا لوصف التّقوى.

- أنّ الله لا يحب المسبلين.

- أمّا إن كان أسبل إزاره بقصد الخيلاء والكبر والعجب، فهذا يُعدّ من الكبائر لما ثبت فيه من الوعيد الشّديد الرّهيب، وقد عجّل الله لأقوام في هذه الدّنيا بالعقوبة.

- الأدّلة على التّفريق بين الحالين.

- الفرق بين الوعيدين: الإسبال عقوبته في النّار، وأمّا جرّه خيلاء فشيء زائد في العقوبة: لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم.

- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا ذُكِرَ فِي الْإِزَارِ مَا ذُكِرَ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَكَيْفَ بِالنِّسَاءِ قَالَ يُرْخِينَ شِبْرًا قَالَتْ إِذًا تَبْدُوَ أَقْدَامُهُنَّ قَالَ فَذِرَاعًا لَا يَزِدْنَ عَلَيْهِ. ففهمت أمّ سلمة أنّ الإسبال ولو بغير خيلاء محرّم وأقرّها النّبي صلى الله عليه وسلم على هذا العموم.

- روى البخاري رحمه الله في حديث مقتل عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: (...وَجَاءَ رَجُلٌ شَابٌّ فَقَالَ أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللَّهِ لَكَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدَمٍ فِي الْإِسْلَامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ ثُمَّ وَلِيتَ فَعَدَلْتَ ثُمَّ شَهَادَةٌ قَالَ وَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ كَفَافٌ لَا عَلَيَّ وَلَا لِي فَلَمَّا أَدْبَرَ إِذَا إِزَارُهُ يَمَسُّ الْأَرْضَ قَالَ رُدُّوا عَلَيَّ الْغُلَامَ قَالَ يَا ابْنَ أَخِي ارْفَعْ ثَوْبَكَ فَإِنَّهُ أَبْقَى لِثَوْبِكَ وَأَتْقَى لِرَبِّكَ..) فلم يستفصل عمر بن الخطّاب: هل فعله خيلاء أم لا؟

- عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ مَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي إِزَارِي اسْتِرْخَاءٌ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ ارْفَعْ إِزَارَكَ فَرَفَعْتُهُ ثُمَّ قَالَ زِدْ فَزِدْتُ فَمَا زِلْتُ أَتَحَرَّاهَا بَعْدُ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ إِلَى أَيْنَ فَقَالَ أَنْصَافِ السَّاقَيْنِ)) فلم يستفصل النّبي صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أنّ ابن عمر رضي الله عنهما لم يكن يفعل ذلك خيلاء ومع ذلك نهاه الرسول عليه الصلاة والسلام.

- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ لَحِقَنَا عَمْرُو بن زُرَارَةَ الأَنْصَارِيُّ فِي حُلَّةٍ إِزَارٍ وَرِدَاءٍ، قَدْ أَسْبَلَ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُ بناحِيَةِ ثَوْبِهِ، وَيَتَوَاضَعُ لِلَّهِ، وَيَقُولُ:"اللَّهُمَّ عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ"حَتَّى سَمِعَهَا عَمْرُو بن زُرَارَةَ، فَالْتَفَتَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَحْمَشُ السَّاقَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"يَا عَمْرَو بن زُرَارَةَ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَحْسَنَ كُلَّ خَلْقِهِ، يَا عَمْرَو بن زُرَارَةَ، إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُسْبِلِينَ"، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَفِّهِ تَحْتَ رُكْبَةِ نَفْسِهِ، فَقَالَ:"يَا عَمْرَو بن زُرَارَةَ، هَذَا مَوْضِعُ الإِزَارِ"، ثُمَّ رَفَعَهَا، ثُمَّ وَضَعَهَا تَحْتَ ذَلِكَ، فَقَالَ:"يَا عَمْرَو بن زُرَارَةَ، هَذَا مَوْضِعُ الإِزَارِ"، ثُمَّ رَفَعَهَا، ثُمَّ وَضَعَهَا تَحْتَ ذَلِكَ، فَقَالَ:"يَا عَمْرَو بن زُرَارَةَ هَذَا مَوْضِعُ الإِزَارِ". صرّح عمرو بن زرارة بعلّة إسباله وهو حمش ساقيه، فدلّ هذا على أنّ الإسبال منهيّ عنه مطلقا.

- أدلّة الذين يقولون أنّه لا بأس بإسبال الإزار من غير خيلاء:

- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّ أَحَدَ شِقَّيْ ثَوْبِي يَسْتَرْخِي إِلَّا أَنْ أَتَعَاهَدَ ذَلِكَ مِنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكَ لَسْتَ تَصْنَعُ ذَلِكَ خُيَلَاءَ " فهم هؤلاء أنّه يجوز إسبال الثّوب إذا لم يكن بقصد الخيلاء.

- أوّلا: قال أبو بكر رضي الله عنه :" إِنَّ أَحَدَ شِقَّيْ ثَوْبِي يَسْتَرْخِي " فهو يلبس ثوبه فوق الكعبين ثمّ يسترخي، لا أن يلبس الثوب ابتداءً تحت الكعبين ثم يستدل بفعل أبي بكر فهذا قياس مع الفارق.

- ثمّ من يفعل فعل أبي بكر من تعاهد ثوبه وخوفه من نزوله تحت الكعبين؟ فالفرق شاسع.

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النّار"

- قوله عليه الصّلاة والسّلام:" أسفل من الكعبين من الإزار ففي النّار" يُحتمل :

- أنّ الله لا يدخله كله في النار ولكن عقوبة له يجعل كعبيه في النّار.

- أنّ المقصود أنّ صنيعه ذلك من أفعال أهل النّار.

- ما الحكمة من تحريم الإسبال؟

- إن كان الإسبال مع الخيلاء فالحكمة ظاهرة: لأنّ الكبر محرّم بجميع صوره والخيلاء يبغضها الله ويمقتها إلا في موطن الجهاد في سبيل الله، وحال الصّدقة.

- أمّا الإسبال من غير الخيلاء فهو حرام على الرجال، ففيه مخالفة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

- فيه تشبه بالمتكبّرين، والشّريعة إذا حرّمت شيئا حرّمت التّشبه بذلك الشيء المحرّم.

- فيه تشبه بالنّساء إذ هنّ اللائي يجوز لهنّ الإسبال، والمرأة مبناها على التدلل والمسبل يضفي عليه صفات الأنوثة، إذ شيمة الرّجل التّشمير والنّشاط.

- فيه مخاطرة بتضييع أجر الصلاة.

- فيه إسراف وزيادة على القدر المحتاج إليه في اللّباس.

- فيه تعريض النّفس للأذى من غير عذر شرعي، فالذي يسبل ثوبه يعلق بثوبه النّجاسات.

- تنبيه: لا يؤاخذ المرء بإسبال الثّوب في حالتين:

- إذا عرض له ذلك : كسرعة مشي أو انحناء.

- للضرورة: كالبرد الشّديد، أو كان به جرح يتأذى بإظهاره حتى لا يعلق به ما يضرّه.

 

  


الخميس 10 شوال 1432 هـ الموافق لـ: 08 سبتمبر 2011 01:28

- من كلام العلماء والحكماء 3

1- أن تجهل الحقيقة، ثمّ تسعى إلى معرفتها، فأنت إنسان عاقل، أمّا أن تعرف الحقيقة ثمّ تسعى إلى إخفائها أو تشويهها، فأنت إنسان قاتل. [جوته].

2- إنّ المسلم كالشّمس: إذا غربت في جهة طلعت في جهة أخرى، فهي لا تزال طالعة. [محمّد إقبال رحمه الله].

الأربعاء 09 شوال 1432 هـ الموافق لـ: 07 سبتمبر 2011 10:13

- شرح كتاب الذّكر (18) لا إله إلاّ الله: مفتـاح الجنّـة

- الحديث الثّاني: 

عن عُبادةَ رضي الله عنه عن النّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قالَ:

(( مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالْجَنَّةَ حَقٌّ، وَالنَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ- زَادَ جُنَادَةُ:- مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ أَيَّهَا شَاءَ )).

الثلاثاء 08 شوال 1432 هـ الموافق لـ: 06 سبتمبر 2011 17:45

156- حكم مقاطعة سلع الدّول الأجنبيّة

نصّ السّؤال:

السّلام عليكم ... ما حكم بعض المشروبات أو - بصفة عامّة - السّلع الّتي تُصنّعها بعض الدّول الأجنبيّة المًعادية للإسلام والمسلمين؟

فيقال مثلا: إنّ شركة ( كوكا كولا ) تُسْهم في تمويل اليهود، فهل يحرم شربُها وبيعُها ؟ وبارك الله فيكم.

الثلاثاء 08 شوال 1432 هـ الموافق لـ: 06 سبتمبر 2011 11:16

شرح كتاب اللّباس 02: التّرغيب في لبس الأبيض من الثّياب.

من سلسلة: شرح كتاب اللّباس والزّينة من (صحيح التّرغيب والتّرهيب).

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

شرح كتاب اللّباس 02: التّرغيب في لبس الأبيض من الثّياب

المقدّمة (تابع) 

4- حكم اللّباس:

- الأصل في اللّباس والزّينة هو الإباحة. قال تعالى:{ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ}

-وقد تعرض له أحكام أخرى:ربما كان اللّباس أحيانا محرّما وربما كان مستحبّا وربما كان مكروها وربما كان واجبا.

-من أمثلة متى يكون اللّباس واجبا:

-عند ستر العورة.

-تزيّن المرأة لزوجها إذا أمرها بذلك.

-من أمثلة متى يكون اللّباس مستحبّا:

-اللّباس الذي يتعلقّ بالتّزيّن للصلاة وللجمعة والعيدين وعند لقاء النّاس وزيارة الإخوان.

-من أمثلة متى يكون اللّباس مكروها:

-أن يكون مخالفا لعرف أهل البلد، أو يكون مُتوسعا فيه، أو يكون مزعفرا –على مذهب جمهور العلماء-، بعض الهيئات في الصّلاة كالتّلثّم في الصّلاة، واشتمال كاشتمال الصّمّاء.

-من أمثلة متى يكون اللّباس محرّما:

-كلبس الحرير، وإسبال الثّياب، ولباس الشّهرتين.

الباب الأوّل: ( التّرغيب في لبس الأبيض من الثّياب).

1-عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"البسوا من ثيابكم البياض فإنّها من خير ثيابكم وكفّنوا فيها موتاكم"

- قوله عليه الصّلاة والسّلام (البسوا من ثيابكم البياض) هذا أمر ومعلوم أنّ أمر الشّارع يفيد الوجوب، إلا أنّ هذا الأمر يفيد الاستحباب بإجماع العلماء، والذي يصرف هذا الأمر عن الوجوب ثلاثة أمور:

- قوله عليه الصّلاة والسّلام (من ثيابكم) : (من) تفيد التبعيض: كأنّه قال صلى الله عليه وسلم اجعلوا بعض ثيابكم بيضا. 

- قوله صلى الله عليه وسلم (فإنّها من خير ثيابكم) فدلّ هذا على أنّ الثّياب الأخرى فيها خير، ولو لم تكن جائزة ما أثبت لها صلى الله عليه وسلم الخيرية. 

- ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنّه لبس غير الأبيض، وأقرّ صلى الله عليه وسلم بعض الصّحابة على ذلك. 

- الحكمة من استحباب الأبيض من الثّياب: 

- قال صلى الله عليه وسلم (فإنّها من خير ثيابكم). لكن ما هو وجه الخير؟ 

2- عن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب وكفّنوا فيها موتاكم"  

- البياض فائدته الطّهارة، والطّيبة: البياض يظهر فيه أدنى أثر للوسخ فيغسله المرء فيبقى دائما طاهرا. 

- وقوله صلى الله عليه وسلم (أطيب) أي حسن طبعا وشرعا. 

- ويُستحب الثوب الأبيض خصوصا في مقامين:

- عند الإحرام.

- لتكفين الميّت.

قوله صلى الله عليه وسلم (وكفّنوا فيها موتاكم) ليس للوجوب أيضا:

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنهما قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :"إِذَا تُوُفِّيَ أَحَدُكُمْ فَوَجَدَ شَيْئًا فَلْيُكَفَّنْ فِي ثَوْبٍ حِبَرَةٍ "

- هل تلبس المرأة جلبابا أبيض؟

 

  


الصفحة 153 من 253

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.