أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: htoumiat@nebrasselhaq.com

الأحد 25 ربيع الثاني 1433 هـ الموافق لـ: 18 مارس 2012 06:37

- معنى ( تَرِبَتْ يَدَاكَ )

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فعن أبي هريرَةَ رضي الله عنه عن النّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قالَ:

(( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ )).

[رواه البخاريّ ومسلم].

وقوله صلّى الله عليه وسلّم: (( تَرِبَتْ يَدَاكَ )) معناه: لصقتا بالتّراب، وهو خبر بمعنى الدّعاء، والمقصود منه الحثّ والتحرِيض.

ولكنّ أهل العلم اختلفوا في توجيه هذا الدّعاء على أقوال:

1- فقيل: إنّ العرب تستعملها لمجرّد التّوكيد، ولا تريد معناها، مثل قولهم: لا أبا لك، وقولهم: لعمرك.

2- وقيل: هو دعاءٌ بكثرةِ المالِ، قال الحافظ المنذريّ رحمه الله:

" واللّفظ مشترك بينهما، قابل لكلّ منهما "، واستظهر أنّه دعاء بالغِنى، ومعناه: اظفر بذات الدّين ولا تلتفت إلى المال، أكثر اللَّه مالك.

واستحسنه ابن العربيّ المالكيّ رحمه الله ولم يرجّحه، ولكنّ الحافظ ابن حجر رحمه الله ردّه " بأنّ المعروف أترب إذا استغنى، وترب إذا افتقر ".

3- وقيل: فيه تقدير شرط، أي: وقع لك ذلك إن لم تفعل، ورجّحه ابن العربي.

4- وقيل: هي هنا دعاء عليه بالفقر، وذكره الحافظ المنذري عن الزّهري رحمه الله، ولكن لا يراد منه حقيقته، فهو مثل قوله صلّى الله عليه وسلّم: (( ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أِلْسِنَتِهِمْ ؟!)).

وهذا هو الصّواب إن شاء الله.

ويؤيّد ذلك أنّ هذه العبارة لا علاقة لها بالّذي يريد الزّواج، بدليل انّها استُعملت في مواطن أخرى منها:

- ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن أُمِّ سلَمَةَ رضي الله عنها قالتْ: جَاءَتْ أَمُّ سُلَيْمٍ رضي الله عنها إلى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ، فَهَلْ عَلَى المَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( نَعَمْ إِذَا رَأَتْ الْمَاءَ )) فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَجْهَهَا وَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ ! وَتَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ ؟! فَقَالَ: (( تَرِبَتْ يَدَاكِ ! فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا ؟)).

- ومن ذلك أيضا ما رواه البخاري ومسلم عن عائشَةَ رضي الله عنها أَنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا - وَهُوَ عَمُّهَا مِنْ الرَّضَاعَةِ - بَعْدَ أَنْ أُنْزِلَ الْحِجَابُ، قالتْ: فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم أَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ، وَقُلْتُ: إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي الْمَرْأَةُ وَلَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ، قَالَ: (( تَرِبَتْ يَدَاكِ أَوْ يَمِينُكِ )) فَأَمَرَنِي أَنْ آذَنَ لَهُ عَلَيَّ.

- ومن ذلك أيضا ما رواه مسلم عن عبدِ اللهِ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم فَمَرَرْنَا بِصِبْيَانٍ فِيهِمْ ابْنُ صَيَّادٍ، فَفَرَّ الصِّبْيَانُ، وَجَلَسَ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: (( تَرِبَتْ يَدَاكَ ! أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟)) فقال: لَا، بَلْ تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ. فقال عمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه: ذَرْنِي يَا رَسُولَ اللهِ حَتَّى أَقْتُلَهُ، فقالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنْ يَكُنْ الَّذِي تَرَى فَلَنْ تَسْتَطِيعَ قَتْلَهُ )).

- ومن ذلك ما رواه أبو داود وأحمد بسند صحيح عن المُغِيرَةِ بنِ شعبَةَ رضي الله عنه قال: ضِفْتُ النّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم ذَاتَ لَيْلَةٍ -أي: نزلت عليه ضيفا -، فأَمَرَ بِجَنْبٍ - وهو شقّ الشّاة -، فَشُوِيَ، وَأَخَذَ الشَّفْرَةَ فَجَعَلَ يَحُزُّ لِي بِهَا مِنْهُ، فَجَاءَ بِلَالٌ، فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ، قَالَ: فَأَلْقَى الشَّفْرَةَ، وَقَالَ: مَا لَهُ تَرِبَتْ يَدَاهُ ؟! وَقَامَ يُصَلِّي.

وأمثلة ذلك كثيرة جدّا.

فإن قيل: أوليس يُحتمل أن يستجيب الله دعاءَ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ؟! أليس هو القائل: (( لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ تبارك وتعالى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ )) [رواه أبو داود].

فالجواب: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو الرّؤوف الرّحيم بأمّته قد اشترط على الله شرطا: أنّه إذا دعا وهو في حالة غضب على أحدٍ فإنّه يجعلها له كفّارة، فكيف وهو لا يريد من دعائه ذلك إلاّ التّحريض ؟

روى مسلم عن عائشَةَ رضي الله عنها قالتْ:

دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم رَجُلَانِ فَكَلَّمَاهُ بِشَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ ؟ فَأَغْضَبَاهُ، فَلَعَنَهُمَا وَسَبَّهُمَا، فَلَمَّا خَرَجَا، قلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَصَابَ مِنْ الْخَيْرِ شَيْئًا مَا أَصَابَهُ هَذَانِ ؟ قَالَ: (( وَمَا ذَاكِ ؟)) قَالَتْ: لَعَنْتَهُمَا وَسَبَبْتَهُمَا ! قَالَ:

(( أَوَ مَا عَلِمْتِ مَا شَارَطْتُ عَلَيْهِ رَبِّي ؟ قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا )).

فالحمد لله على كرمِه، وهو الموفّق لا ربّ سواه.

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.