أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

الثلاثاء 19 شوال 1431 هـ الموافق لـ: 28 سبتمبر 2010 13:15

- شرح " كِتَـابُ الحَـجِّ " (7) الحجّ من أركان الإسلام

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

تابع الباب الأوّل:  ( التّرغيب في الحجّ والعمرة، وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات )

شرح الأحاديث: الثّامن، والتّاسع، والعاشر والحادي عشر. قال رحمه الله:

1101-وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سُؤَالِ جِبْرَائِيلَ إِيَّاهُ عَنِ الإِسْلاَمِ، فَقَالَ:

(( الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَحُجَّ وَتَعْتَمِرَ، وَتَغْتَسِلَ مِنَ الجَنَابَةِ، وَأَنْ تُتِمَّ الوُضُوءَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ )).

قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَنَا مُسْلِمٌ ؟ قَالَ: (( نَعَمْ )). قَالَ: صَدَقْتَ.

[رواه ابن خزيمة في "صحيحه"، وهو في الصّحيحين وغيرهما بغير هذا السّياق].

وتقدّم في "كتاب الصّلاة" و"الزّكاة" أحاديث كثيرة تدلّ على فضل الحجّ والتّرغيب فيه، وتأكيد وجوبه، لم نُعدها لكثرتها، فليراجعها من أراد شيئا من ذلك.

الشّــرح:

هذا الحديث - كما قال المصنّف رحمه الله - أصله في الصّحيحين بغير هذا اللّفظ، وهو المشهور بحديث جبريل عليه السّلام.

-( الإِسْلاَمُ ): إذا ذُكِر مع الإيمان كما في هذا الحديث، كان معناه الشّعائر الظّاهرة: النّطق بالشّهادتين، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وصوم رمضان، وحجّ البيت الحرام. أمّا إذا أُفرِد فيدخل فيه الإيمان كذلك. لذلك قالوا: إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا.

-( تشْهَدَ ): الشّهادة لها أربع مراتب كما ذكر ابن القيّم رحمه الله في " مدارج السّالكين " (3/450):

المرتبة الأولى: العلم، فلا بدّ أن يتعلّم المسلم معنى الشّهادة، لقوله تعالى:{ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.

المرتبة الثّانية: النّطق بها.

المرتبة الثّالثة: إعلام غيره بها.

المرتبة الرّابعة: التزامه بمضمونها.

الفوائد المستنبطة من  الحديث:

-  الفائدة الأولى: في الحديث بيان منزلة الحجّ، وأنّه من أعظم شعائر الإسلام الظّاهرة، ولذلك قال عمر رضي الله عنه:" فليمت يهوديّا أو نصرانيّا ! فليمت يهوديّا أو نصرانيّا ! فليمت يهوديّا أو نصرانيّا !: من وجد سعة ولم يحجّ ".

وقال سعيد بن جبير رحمه الله:" لو مات جار لي وله ميسرة ولم يحجّ، لم أُصلِّ عليه ".

- الفائدة الثّانية: وفي الحديث أيضا دليل على وجوب العمرة. وقد سبق بيان ذلك.

- الفائدة الثالثة: فيه تعظيم أمر الطّهارة، حيث قرن ذكرها مع أركان الإسلام، لقوله: ( وَتَغْتَسِلَ مِنَ الجَنَابَةِ، وَأَنْ تُتِمَّ الوُضُوءَ )، وذلك لأنّ الطّهارة شرطٌ من شروط الصّلاة، فأخذت حكمها ومنزلتها.

بل هي من أعظم الأمانات، فقد روى الطّبراني بإسناد جيّد عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قال: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَدَاءُ الأَمَانَةِ ؟ قَالَ: (( الغُسْلُ مِنَ الجَنَابَةِ، إِنَّ اللهَ لمَ ْيَأْمَنْ ابْنَ آدَمَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ دِينِهِ غَيْرِهَا )).

[صحّحه الشّيخ الألباني في " صحيح التّرغيب والتّرهيب"(369)].

***     ***     ***

1102-وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( الْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ )).

[رواه ابن ماجه عن أبي جعفر عنها].

هذا الحديث سبق أن شرحنا ما يشبهه، وفيه بشارة للنّساء والعجزة.

وهو يدلّ على سعة رحمة الله تعالى بعباده، حيث جعل لهم بدلا عمّا يعجزون عنه، كما جعل التّسبيح والتّهليل عِوضا للفقراء عمّا لا يستطيعونه من الأعمال الصّالحة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنْ الْأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَا وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ ! يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرُونَ وَيُجَاهِدُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ ؟!

قَالَ: (( أَلَا أُحَدِّثُكُمْ إِنْ أَخَذْتُمْ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ، إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ ؟ تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ )).

***     ***     ***

قال رحمه الله:

1103-وَعَنْ مَاعِزٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  أَنَّهُ سُئِلَ:

أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ:

(( إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، ثُمَّ الْجِهَادُ، ثُمَّ حَجَّةٌ بَرَّةٌ، تَفْضُلُ سَائِرَ الْأَعْمَالِ كَمَا بَيْنَ مَطْلَعِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا )).

[رواه أحمد والطّبرانيّ، ورواة أحمد إلى ماعز رواة "الصّحيح". وماعز هذا صحابيّ مشهور غير منسوب].

الشّرح:

- قوله: ( وعن ماعِزٍ  ) ليس هو ماعز بن مالك رضي الله عنه الّذي رُجم في زمان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فذاك أسلميّ، وهذا كما وردت نسبته في بعض الرّوايات أنّه البكائيّ.

- قوله: ( حجّة برَّة ): البرّة أي: المبرور، كما يقال: فلان برٌّ، أي: مبرور. وأوّل درجات الحجّ المبرور: أن يسلَم من الإثم واللّغو والرّفث.

وقد سبق أن شرحنا مثل هذا الحديث أوّل الباب.

وبيّن هنا أنّ الحجّة المبرورة بينها وبين سائر الأعمال الصّالحة كما بين المشرق والمغرب. كناية عن علوّ مرتبتها.

ولمّا كان الحجّ المبرور له درجة عُليا، يقود إلى الحياة العُليا، ذكر الحديث التّالي وهو حديث جابر رضي الله عنه.

***  ***  ***

1104-وَعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ )).

قِيلَ: وَمَا بِرُّهُ ؟ قَالَ:

(( إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَطِيبُ الكَلَامِ )).

[رواه أحمد، والطّبرانيّ في "الأوسط" بإسناد حسن، وابن خزيمة في "صحيحه"، والبيهقيّ، والحاكم مختصرا، وقال: "صحيح الإسناد"].

الشّرح:

      ( الْحَجُّ الْمَبْرُورُ ): كما سبق أن ذكرنا أنّ الحجّ المبرور درجتان:

أولاهما: مراعاة الواجبات واجتناب المحرّمات، وهي بمنزلة درجة الإسلام.

ثانيهما: مراعاة المستحبّات، وذلك بإطعام الطّعام، وطيب الكلام، وهي بمنزلة الإحسان.

وقد قيل:" ثلاث من المروءة في السّفر: خدمة الإخوان، وإطعام الطّعام، وممازحة الخلاّن في غير ما يُغضِب الرّحمن ". هذا في كلّ سفر، فكيف بالسّفر إلى بيت الله الحرام، وخدمة ضيوف الرّحمن ؟

      (لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ ): وأكرِمْ به من جزاء !

وإنّ الّذي يخرج قاصدا أيّ بيت من بيوت الله، ليسجد لله، ويتضرّع إلى الله، وعده المولى بالجنّة، فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَاحَ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ نُزُلَهُ مِنْ الْجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ )). والنُّزُل هو ما يُعَدُّ للضّيف إذا نزل، يُعدّ الله له جنّةً عرضها السّماوات والأرض، فكيف إذن بمن خرج قاصدا أعظم بيوت الله، لينزل ضيفا على مولاه ؟

أخر تعديل في الأربعاء 20 شوال 1431 هـ الموافق لـ: 29 سبتمبر 2010 12:02

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.