أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]
تربية الأبناء

تربية الأبناء (6)

من سلسلة: تربية الأبناء.

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

تربية الأبناء 01.

 

إنّ من أعظم نعم الله تعالى على الإنسان في هذه الحياة: نعمة الولد .. تلكم المنحة الإلهيّة، والهبة الربّانية. 

1-بيان ثقل مَهمّة الوالدين أمام ربّ العالمين:

أوّلا: الأولاد وصيّة الله.

  • ثانيا: الأولاد أمانة.
  • ثالثا: الأولاد هم الفطرة.
  • رابعا: الأولاد فتنة.

-المفهوم الصّحيح للتّربية.

2- أوّل حقّ عليك أيّها الرّجل .. هو اختيار الأمّ الصّالحة لأولادك ..

وأوّل حقّ عليك أيّتها المرأة .. هو اختيار الأب الصّالح لبنيك وبناتك .


من سلسلة: تربية الأبناء.

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

تربية الأبناء 02:

 

عباد الله، فهذا لقاؤنا الثّاني معكم في سلسلة من الخطب حول حقوق الأولاد والبنات، على الآباء والأمّهات، ولا بأس أن نذكّر إخواننا وأخواتنا، وآباءنا وأمّهاتنا، بأهمّ ما تطرّقنا إليه في الخطبة السّابقة:

فقد رأينا: وجوب شكر الله تعالى على نعمه وما أكثرها ! ومن أجلّها نعمة الولد وما أعظمها وأكبرها !

وأنّ شكر هذه النّعمة لا يكون بمجرّد اللّسان ومحض الكلام، إنّما يكون بصرفها فيما أمر العليّ العلاّم، ممّا جعلنا نقف مليّا أمام عِظَم وثِقل مهَمَّة الوالدين. 

فذكرنا أنّه لا سبيل ولا خلاص، ولا مفرّ ولا مناص، إلاّ بإيصال حقوق فرضها ربّ العباد، لقرّة الأعين وفلذات الأكباد. فكان أوّل حقوق الولد هو اختيار الأمّ الصّالحة، والأب الصّالح. 

فنواصل اليوم حديثنا لبيان حقوق أخرى:

الحقّ الثّاني: تحصين الولد بالدّعاء:

فاعلم أنّ الدّعاء للولد يستحبّ:

أوّلا: في كلّ وقت وخاصّة في ساعات الإجابة:

وهذا ممّا يغفل عنه كثير من النّاس في هذا البلد، يغفلون عن الدّعاء بصلاح الولد. فعليك أخي الكريم .. أختي الكريمة بالإكثار من دعاء الواحد القهّار.

وإنّي أكرّر دوما الحديث عن هذا الحقّ لأمور ثلاثة:

- الأوّل: لأنّ الدّعاء من أجلّ العبادات لله تبارك وتعالى، مع ذلك نرى أكثر النّاس مقصّرا في الدّعاء لولده بالصّلاح، تدعو له في كلّ حال: قائما وقاعدا، مضطجعا وساجدا، دبر الصّلوات المكتوبات، وبالأعمال الصّالحات.

- الثّاني: أنّ هذه الأدعية والأذكار حصن للولد، وحرز له من آفات الرّوح والجسد، ولعلّه بدعائك يكون من الصّالحين، وعباد الله المتّقين.

- الثّالث: إنّه كما ينتفع الوالد بصلاح ولده، فإنّ الولد ينتفع أيضا بصلاح ودعاء والده، بل يتعدّى نفعه إلى الأحفاد. 

ثانيا: الدّعاء عند البناء بالزّوجة.

ثالثا: الدّعاء عند الوِقاع.

    رابعا: الدّعاء لهم في حياتهم.

  • الحقّ الثّالث: وهو: مراعاة الزّوجة أثناء حملها خاصّة. 

وقد ذكر أحد المختصّين وهو توم فيلكس في كتابه " زلاّت الوالدين ": أنّ ما يظهر على المولود من انفعالات الخوف والشّجاعة، والغضب والكسل، والحقد والحسد وغيرها هو نتيجة لعوامل وانفعالات نفسيّة للمرأة أثناء الحمل"..!!

  • الحقّ الرّابع: الرّضا بما وهب الله تعالى.

فعلى المسلم الرّضا عن الواهب بالموهوب، سواء كان ابنا أو بنتا، قال الله سبحانه:{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}

من سلسلة: تربية الأبناء.

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

تربية الأبناء 03:

   

واليوم نواصل سيرنا معكم، فأحضروا قلوبكم وأبصاركم وأسماعكم، لنتحدّث حول:

* حقوق الولد بعد ولادته.

1- تعويذ المولود عند ولادته: وذلك بالدّعـاء والرّقيـة فور ولادته.

فقد قصّ الله تعالى علينا قصّة امرأة عمران إذ قالت:{رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} 

يعلّمنا الله تعالى أن نقول: اللّهمّ إنّي أعيذه - أو أعيذها - بك من الشّيطان الرّجيم. 

ومن أنفع ما صحّ من الرّقى للصّغير ما رواه البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، وَيَقُولُ:

(( إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ ))

2-  ثانيا: ومن حقوق الولد على والدته الرّضاع.

قال تعالى من فوق سبع سماوات، يذكّر بهذا الحقّ لهم:{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ}

فالله يحثّ الأمّهات على أن يُغذّين أطفالهنّ ممّا وهبهنّ، وقد ثبت علميّا أنّ الأطفال الذين يعتمدون الرّضاعة الصّناعيّة أكثر تعرّضا للأمراض والأوبئة من الأطفال الذين يعتمدون الرّضاعة الطّبيعيّة. 

ثمّ إنّ الأمّ - إضافة إلى جودة لبنها وكمال تغذيتها – تجعل الطّفل يرتوي منها عطفا وحنانا، وأمنا وأمانا، وحبّا وغذاء نفسيّا، ومأوى وملجأ مَرْضيّا، ولكن حقّ علينا قول ربّنا:{أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}

3-  الحقّ الثّالث: حسن اختيار الأسماء 

فهذا أيضا من أوكد حقوق الأبناء على والديهم. 

وإنّ الطّفل يتأثّر كثيرا نفسيّا بنوع الاسم الذي يعطى له، فتتأثّر رؤيته لنفسه بذلك، فإنّ بعض الأطفال يعانون من أسمائهم لأنّها تحمل معاني لا تعجبهم.

إنّ أوّل كلمة يتعلّمها الطّفل عادة أو يحاول أن يكتبها هي اسمـه، فإذا كان حسنا انعكس ذلك عليه بهجة وسرورا، وإن كان ذميما انعكس عليه ويلا وثبورا.

فاعلم أنّ لتسمية المولود شروطا ثلاثةً:

1- أن لا يكون فيه معنى قبيح.

2- ألاّ يكون من أسماء الكافرين، أو المعروفين بالمجون والمفسدين.

3- أن لا يكون يوحي إلى شيء مذموم.

يقول الشّيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه " تسمية المولود ":

" فيا أيّها المسلم ! أكرّر مؤكّدا، وبالحقّ مذكّراإنّ الاسم عنوان المسمّى، فإذا كان الكتاب يُقرأ من عنوانه، فإنّ المولود يعرف من اسمه... ومن المنتشر قولهملكلّ مسمّى من اسمه نصيب .."

وإنّ حسن الاختيار يدلّ على أكثر من معنى، فهو يدلّ:

على مدى ارتباط الأب المسلم بهدي النبيّ  صلّى الله عليه وسلّم، وأنّه مخالف تمام لسنن الغرب الغويّ، وأنّه على خير واستقامة في دينه، وفي المثل الشّعبي الشّرقي:من اسمك أعرف أباك.

وإنّ الاسم الحسن يربط المولود بهدي الشريعة وآدابها، ويشبع نفسه بعزّة الانتماء  إلى دين الله تعالى، وعباده وأوليائه المتّقين.

4-  الحقّ الرّابع: العقـيـقـة.

العقيقة: هي ذبح شاة عن المولود يوم سابعه، وهي سنّة مؤكّدة عند أكثر أهل العلم، ويكفيها شرفا وعظمة أنّهم قد اختلفوا في وجوبها، حتّى قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: إن استدان ليعقّ عن ولده أحبّ إليّ.

وإنّما عظّم العلماء، من السّلف الأجلاّء، أمر العقيقة لما جاء فيها من الأحاديث الصّحاح، وأشدّها:

ما رواه أبو داود عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( كُلُّ غُلَامٍ رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ وَيُحْلَقُ وَيُسَمَّى ))

5-  الحقّ الخامس: ومن المحصّنات للمولود حلق شعره والتصدّق بوزنه فضّة.

فحلق رأس المولود يوم سابعه من السنّة، ثمّ تتصدّق بوزن شعره فضّة، روى أبو داود عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( كُلُّ غُلَامٍ رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ: تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَيُحْلَقُ، وَيُسَمَّى )).

سنّة ماتت في بيوت أكثر المسلمين، وابتعدت عن منهج الصّادق الأمين، فلا جرم أن ارتفعت البركة عن أكثر أولادنا وبناتنا.

 

من سلسلة: تربية الأبناء.

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

تربية الأبناء 04:كيف نكسب أولادنا؟

   

سؤال يطرحه كثير من آبائنا وهم يبكون .. يسأله كثير من إخواننا وهم يشكون .. فاعلموا معاشر المؤمنين أنّ أعظم وأهمّ ما يفتح قلوب الأبناء: 

الدنـوّ منهم. 

أي: القرب منهم بملاطفتهم ومداعبتهم، ومحادثتهم وملاعبتهم، بلا إفراط ولا تفريط، فكلامنا هذا لا يعني أن يبالغ الوالد في المخالطة حتّى تذهب هيبته وسلطته، فإنّ هذا مهمّ جدّا في تربية الأبناء، ولكن كما قلنا لا إفراط ولا تفريط

جاء في كتاب " نموّ الذّكاء عند الأطفال ": أنّ الأولاد منذ صغرهم - وخاصّة إذا بلغ سنّ السادسة إلى الثّامنة - يميلون إلى الجلوس إلى آبائهم، ويحلمون بأن يكونوا على مثالهم، ويرغبون في السّماع إلى توجيهاتهم، فينبغي للأب المسلم أن يستغلّ هذه الفرصة وهذا الميل، فيوجّهه التّوجيه الصّحيح المثمر، ويغرس فيه كلّ خير مزهر .. 

إليكم ننقل هذه الأخبار، من سيرة المصطفى المختار، لتدركوا أنّه لا بدّ من اللّين والملاطفة، لتحقيق المودّة والمؤالفة .. 

فقد كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يعلم أنّ الأطفال لا يرون الدّنيا بعقولهم وأفهامهم، إنّما يدركونها بأعينهم، بما يشاهدونه من الملاطفة والحبّ والمخالطة. 

- روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم، فَقَالَ: تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ ؟! فَمَا نُقَبِّلُهُمْ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَوَأَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ ؟))

أمّا عدم الاهتمام بشؤون الأولاد - خصوصاً إذا كبروا- وكانوا بحاجة ماسّة إلى نصائحك وإلى توجيهاتك وإلى مساعداتك، فإنّ هذا من أعظم عوائق التّربية، وينشأ عنه أمور خطيرة، وأرى أعظمها ثلاثة: 

1- الجهل بأحكام الدّين:

ومن أعجب القصص أنّ فتاة، حان موعد زفافها، وقرب أسعد لحظات حياتها، ولكنّك تراها حزينة باكية، ما الأمر ؟ ما الذي حدث ؟

فقالت: قد حان موعد زفافي ..

أهي دموع الفرح ؟!.. كلاّ .. إنّها دموع حسرة وترح .. أتدرون لماذا ؟ لأنّ يوم زفافها صادف يوم عادتها ..

فقيل لها: أولا يمكن أن تحدّثي أهلها بذلك ؟ ففزعت وكأنّها رأت المهالك ..

فمن المستحيل حسب نمط تربيتهاأن تفتح موضوعا مثل هذا مع والدتها ! فلا تسأل عن والدها ..

سبحان الله !.. ما الذي أوصلهم إلى هذا الوضع المخزي ؟!..

إنّه البعد عنهم، وعدم السّماع منهم، والاحتكاك بهم ..

قد يجتمع أفراد الأسرة على رؤية أفلام اللّهو والمجون، ولكن أن تسأل والدها أو والدتها عن أمر دينها، وطاعة ربّها، فهنا يدّعي الجميع الحياء !..

2- السّكوت عن الخطأ

ومن القصص المؤثّرة في ذلك:

أنّ أبا كان يمانع في زواج ابنته إلاّ من فئة مُعَيّنة، أو طائفة معيّنة، أو أصحاب الأموال.

وهذا من أعظم ما يجنيه الوالدان على أولادهم، فجاوزت الفتاة سنّ الزّواج، فشاء الله تعالى أن تُصاب بمرض عُضال، فحضرتها الوفاة.

فدعَت أباها .. فقالت: يا أبتِ، قل: آمين. فقال الأب: آمين. ثم قالت الثانية: يا أبتِ قل: آمين فقال: آمين، فقالت الثالثة كذلك. فقال أبوها: ولكن على ماذا أقول آمين. قالت: حرمَك الله من الجنة كما حرمتني من الزواج !

وفاضت روحها.

فلا تتصوّر تعاسة ذلك الأب ! وكم تحمَّل من العذاب في حياته بعد موت ابنته ؟ وكم نَدِم، ولكن مع الأسف الشديد ولات حين مَنْدَم.

 

من سلسلة: تربية الأبناء.

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

تربية الأبناء 05:تعليم الولد وتزكيته.


    

هذا لقاؤنا الخامس معكم أيّها المؤمنون، نحدّثكم فيه - والحديث ذو شجون -، عن برد الأفئدة وقرّة العيون، كيف نصل إلى دروبهم ؟ وكيف نستولي على قلوبهم ؟ كيف نكسب أولادنا ؟ وكيف نحفظ أكبادنا ؟

وإنّ من أعظم مفاتيح قلب الولد، التي رتّب الله كلّ خير من ورائه، وباهى بها ملائكته في سمائه:

2- تعليم الولد وتزكيته. 

-عباد الله، إنّ الله تعالى يقول:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }

-واعلموا أنّ الطّفل في سنواته الأولى يتعلّم أكثر بكثير ممّا يتصوّره الآباء، وقد أجمع أهل الاختصاص بعلم التّربية والاجتماع أنّ نسبة 90 % من التّربية تتمّ في السّنوات الخمس الأولى.

-وفي هذه المرحلة يميل الطّفل كثيرا إلى إرضاء والده ووالدته، ويحبّ أن يستمع إلى عبارات المدح والثّناء من والديه، فيحاول أن يفعل كلّ ما يقال له .. وله استعداد في ترك كلّ ما ينهى عنه، فلم يبق إلاّ أن يصبّ في قلبه ماء الإحسان، ويغرس في صدره أصول الإيمان ..

-...في الوقت الذي تلاطفه، وتمازحه، وتحدّثه وتلاعبه، فإذا بك تنقلب إلى الجدّ، وتجعله يسمعك تحذّره .. فيقرع سمعه لأوّل مرّة كلمة:" الشّرك بالله ".. أتدري يا بُنيّ ما الشّرك بالله ؟

ثمّ تذكر له بعض صور ومظاهر الشّرك بالله: إنّه دعاء غير الله .. إنّه الرّجاء في غير الله .. إنّه الذّبح لغير الله .. إنّه الكفر بالله .. إنّه سبّ الله .. إنّه الاستهزاء بشيء من دين الله .. إنّه الذّنب الوحيد الذي حكم الله بأنّه لا يغفره ..

وهذا من أنفع وسائل التّربية .. التّعليم بعد الإلغاز..{ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ.. }وستراه في حياته كلّها يكبر على التّوحيد الصّحيح، والإيمان الصّريح .. وينغرس فيه هذا الخوف من الله تعالى غرسا لا يزول، كما يغرس الجهّال في أبنائهم الخوف من الغول.

-ثمّ اجلس معه مرّة أخرى .. وحدّثه عن برّ الوالدين، وأن يطرق هذا الباب بكلتا اليدين،

-ثمّ اجلس معه يوما آخر، وانتقل إلى أن تبيّن له أنّه مُراقَب مراقبة صارمة في جميع حركاته، وأنفاسه وسكناته .. وأنّ الله مطّلع على ما أظهر وأخفى، وأنّه يعلم السرّ وأخفى

-ثمّ جلسة أخرى تعلّمه فيها المحافظة على الصّلاة، وإن لم تجب عليه، ولا تأمره بها قبل سبع سنوات، بل اكتف بالتّعليم والإرشاد إلى فضائلها.

تعلّمه الصّلاة من الصّغر، وذلك بأن تصلّي أمامه في البيت ما شاء الله من النّوافل، وهذه حكمة من الحكم في استحباب الصّلاة في البيوت، إذ يشاهد الأولاد أباهم يمرّغ وجهه في الأرض ساجدا لله خاشعا، فيشاهدون ذلك يوميا، ممّا يغرس في نفوسهم عظمة الخالق جلّ وعلا، ويحبّب إليهم الصّلاة، ويتعرّفون على أعمالها.

-ثمّ جلسة أخرى .. تخبره برسالته المقدّسة في هذه الحياة .. بالدّعوة إلى الله تعالى، والصّبر عليها {وَأْمُرْ بِالمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنْكَرِ وَاصْبِر عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور..}

 

 

من سلسلة: تربية الأبناء.

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

تربية الأبناء 06 التّربية بالقدوة الحسنة-من مظاهر التّقصير في تربية الأبناء

    

التّربية بالقدوة الحسنة. 

القدوة الحسنة من أعظم أساليب التربية الإسلامية الّتي دلّ عليها القرآن والسنة، ففيها إيصال الأدب عن طريق الفعل الإيجابي. 

ومن الأدلّة على هذا الأسلوب قوله تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} 

وقد أكّد على هذا علماء الإسلام منذ القديم وتناقلوا وصيّة عمرو بن عتبة لمؤدّب ومعلّم أولاده حيث قال له: 

" ليكن أوّل إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت ". 

...ويأتي على هذا الخير كلّه فينقضه أن: تخالف بفعلك قولك, فلا يصلح أن يأمر الوالد ابنه بالصّلاة وهو يراه متهاونا في شأنها ويؤخّرها عن وقتها ؟ أو أن ينهاه عن التدخين وهو يراه ملازما له ؟ وهل ينفع أن يأمره بالصدق وهو يراه يكذب ؟

من أجل ذلك أنكر الله تعالى ذلك إنكارا شديدا، فقال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ}

ومن الأخطاء:

الدّعاء على الأولاد بالشرّ:

هذا ما جرت عليه عادة كثير من المسلمين، لا سيّما النّساء منهم ! يلهج لسانهم بالدّعاء على الأولاد بالسّوء، وكأنّ الله تعالى أوصاهم بذلك، مع أنّنا رأينا في خطب ثلاث فضل وأهمّية الدّعاء بالخير للأولاد بالهداية والثّبات والصّلاح، ولكنّ أكثر النّاس غافلون {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ..}

وقد حرّم الله تعالى على لسان رسوله صلّى الله عليه وسلّم الدّعاء على الأولاد بالشرّ، فقد روى مسلم عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ )).

وروى مسلم أيضا وأبو داود عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:

((لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ! وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ ! وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ ! وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ ! لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبَ ((

والعجيب .. أنّ الواحد منّا يغفل عن هذا الإثم العظيم، فمرّة دعت امرأة على ولدها - وأنتم تعلمون كم تتقن نساؤنا فنّ الدّعاء على الأولاد - فإذا بالولد يعود إلى البيت مصابا في بدنه .. فلم تجد الوالدة شيئا سوى أن تعلّق الأمر بالعين ! ولم تعلّقه بالدّعاء الذي تدفّق منها كما يتدفّق الماء من العين.

قال تعالى:{وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ..}

من أخطاء الوالدين في تربية الأولاد:

تنشئة الأولاد على الخوف والجُبن..

إنّ الخوف ثلاثة أنواع: خوف محمود، وخوف مذموم، وخوف طبيعيّ..

- أمّا الخوف المحمود فهو ما يمنع صاحبه، ويحجبه عن محارم الله تعالى، وهذا ما يجب تربية الأولاد عليه، ودعوتهم إليه، لأنّ الله مدحه في كتابه الكريم، ورتّب عليه الأجر العظيم، قال تعالى:{فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ..}.وقال:{وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ..}

- وأمّا الخوف المذموم فهو الخوف من المخلوقات خوفا يزيد على درجة الخوف من الله، أو يساويها، وذلك كأن يُخوِّفه من الظّلام أو من أصوات الكلاب أو من الجنّ والشياطين، ومن الأرواح، وهذا كلّه من مساوئ التّربية، لأنّه يؤدّي إلى انحراف خطير، وضلال كبير، وجهل بقدرة الله تعالى.

- أمّا الخوف الطّبيعي الفطريّ، فهو ما يحسّ به الأنسان من خوف بطبيعته، كخوفه من قتل العدوّ، ولدغ العقرب، ونحوها، فهذا خوف لا يسلم منه أحد، وهذا نبيّ الله موسى عليه السّلام مثال الشّجاعة والقوّة، ورسول من أولي العزم، يقول{قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ}، وفي موضع آخر قال الله عنه:{فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى}

إذا فهمنا ذلك كلّه، فإنّ خوف الصّغير من الله يجب أن يزرع زرعا، ويغرس غرسا ..

والخوف من المخلوق فيما لا يقدر عليه يجب أن ينبش من قلبه نبشا.

ويجب على الوالدين أن يبتعدا كلّ البعد عن الأسباب المؤدّية إلى هذا النّوع من الخوف، كالّذي اعتاده كثير منّا من قذف الطّفل في الهواء ثمّ التقاطه مرّة أخرى، فإنّ هذا النّوع من اللّعب من الأمور التي تثير الخوف في نفس الطّفل.

وأمّا خوفه من الظّلام - الّذي يُعتبر أعظمَ مظاهر الخوف عند الطّفل- يجب على الوالدين أن يعوّدا الطّفل من الصّغر على النّوم في الظّلام، ولا بأس أن يعلّمه أنّ علماء الطّبيعة يقولون إنّ النّوم في الظّلام ضروريّ لراحة الجسم وأنفع له.

- أمّا موقف الوالدين من خوف الطّفل الطّبيعيّ، فلا بدّ للوالدين من مراعاة نفسيّة الطّفل، فما هو وهم لديك هو لديه حقيقة، ولا يمكن أن يُزال هذا الخوف إلاّ بالتعوّد، ولا يجوز للوالدين أن يقابلا خوف الطّفل الطّبيعيّ بالسّخرية، وعدم المبالاة، فإنّ ذلك يُفقد الطّفل الاطمئنان والاستقرار، بل على الوالدين أن يقابلا ذلك بالعطف والحنان، والرّأفة والاحتضان.

كثرة المشكلات بين الوالدين:

من مبادئ التّربية عدم إظهار المشاكل والنّزاعات أمام الأطفال

ومن الأخطاء في تربية الأولاد : القسوة عليهم:

الأصل في التّربية هو الرّفق:

فقد أجمع المربّون على أنّ من أهمّ دعائم وأركان التّربية للأطفال الرّحمة والرّفق في التّوجيه، فالطّفل وإن كان صغيرا ضعيف الإدراك، قليل الفهم، إلاّ أنّه يعي ويدرك معنى البسمة الحانية، والاحتضانة الرّقيقة، قال تعالى لنبيّه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}

من أراد الإصلاح والتربية، والتّعليم والتّزكية، فعليه بالكلمات .. الكلمات التي تحمل التّرغيب، فإذا لم تُجد انتقل إلى التّرهيب.. ثمّ انتقل إلى الزّجر ..

فإنّ الأولاد يختلفون، فمنهم من تؤثّر فيه الصّيحة أكثر من الحذف بالعصا، ومنهم من تؤثّر فيه بالنّظر أكثر من الخذف بالحصى ..

التّخويف بالضّرب قبل الشّروع في الضّرب: فلا بأس- بل من السنّة - تخويف الولد بتعليق العصا أو السّوط على الجدار، فقد روى الطبراني عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( عَلِّقُوا السَّوْطَ حَيْثُ يَرَاهُ أَهْلُ البَيْتِ، فَإِنَّهُ أَدَبٌ لَهُمْ ((.

لا يحلّ الضّرب إلاّ في سنّ التّمييز:

وقد اختلف العلماء في السنّ التي يضرب فيها الولد:

- فمنهم من حرّم الضّرب إلى سنّ العاشرة، قالوا لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما أذن بالضّرب على الصّلاة - التي هي أعظم ما يربّى عليه العبد - إلاّ بعد أن يبلغ عشر سنوات، قالوا: فغير الصّلاة من باب أولى.

- ومنهم من قال: يصلح الضّرب في آخر الأمر، في السنّ التي يقع بها التّمييز بين الخطأ والصّواب، وغالب ذلك في السّابعة والثّامنة، فمتى لم يدرك الخطأ والصّواب فيحرم الضّرب.

وإيّاك ثمّ إيّاك من الضّرب حالة الغضب..

وقد ذكر بعض الدّعاة قصة عجيبة لأحد الآباء، حيث إنّه عاقب ولده بالتوثيق بالحبال فوثّق يديه وقدميه، وذلك لأنه قام بتمزيق بعض الأثاث في المنزل الجديد، وجاءت أمّه تستشفع له فأبى الوالد، وما زال الولد يبكي ويبكي ويستغيث بأبيه والأب رافض فكّ وثاقه.

حتّى أُغمي على الولد ! فلمّا أسعفه إلى المستشفى قرّر الأطباء بتر وقطع أطرافه من اليدين والقدمين، وذلك لأنّ الدماء تجمدت ولو سَرَت في الجسد لتسمم الجسد كلّه ! ويوشك أن يموت !

وتمّت عمليّة البتر، وكانت الفاجعة بعد ذلك عندما كان الولد ينادي أباه، فيقول: يا أبت أعد إلي يديّ وقدَميّ .. ولن أعود إلى ذلك مرّة أخرى .. يا أبت سامحني على ما حدث مني وأعد إليّ يديّ.

فكانت عيشة نكدٍ لذلك الأب، وهذا كلّه بسبب سوء تصرّفه، وعدم اللّين والحلم والحكمة في التّربية.

ومن الأخطاء أيضا:

إعطاءهم ما يريدون إذا بكوا:

وهذه تربية خاطئة، وذلك أن الولد يبكي فتعطيه أمّه كلّ ما يبكي لأجله، فينطبع في نفسه أن الصراخ والبكاء هو الوسيلة إلى الوصول إلى ما يريد، ويكبر على هذا، ولا يزال العرب يبكون اليوم في مجلس الأمن يظنّون أنّ بكاءهم يوصلهم إلى حقوقهم !!.

ومن الأخطاء أيضا:

المبالغة في حسن الظن بالأولاد:

حيث لا يسمح لأحد أن ينتقدَ أولادَه ! أو ينصحه فيهم ! وكأنّ أولاده هم مثال الكمال.

وهذا خطأ يربّي الطّفل على عدم الاعتراف بالخطأ، وأنّه حرّ في كلّ أفعاله وأعماله.

أو العكس وهو المبالغة في سوء الظن بالأولاد حيث إنّهم مهما عملوا كذّبهم، أو لم يصدّقهم حتّى يفقدوا الثقة مع أبيهم.

ونختم الحديث بهذه المشاهد:إليك صورا مشرقة من أحوال الصّالحين، تبيّن لك حضور الوالدين في حياتهم، حتّى انتفعوا بهم بعد مماتهم.

- قالت أمّ معاوية بن أبي سفيان - ومعاوية وليد بين يديها-: " إن عاش ساد قومه "، ثمّ قالت:" ثكلتُه إن لم يَسُد قومه".

- كانت أمّ الشّافعي خلفه رحمه الله، فقد وُلِد يتيماً، فكفلته، وعلّمته، وشجّعته، حتّى بلغ ما بلغ.

- قالت أم سفيان الثوري لسفيان: يا بُني اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي.

- - وعن عبد الملك بن عُمَيْر قال: لما زوّج عوف بن محلِّم الشيباني ابنته أم إياس بن الحارث بن عمرو الكندي، فجهزت، وحضرت لتحمل إليه، دخلت عليها أمها أمامة لتوصيها فقالت: يا بنية، إنَّ الوصية لو تركت لفضل في الأدب أو مكرمة في الحسب لتركت ذلك منك، ولزويتها عنك، ولكنها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل، أي بنيّة، لو استغنت المرأة عن زوجها بغنى أبيها، وشدّة حاجتها إليه، لكنت أغنى الناس عنه، إلا أنهنّ خُلقن للرجال، كما لـهن خُلق الرجال.

أي بنيّة، إنك قد فارقت الجوّ الذي منه خرجت، والعش الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، أصبح بملكه عليك مليكاً، فكوني لـه أمة يكن لك عبداً.

احفظي لـه خصالاً عشراً، تكن لك دركاً وذكراً.

أمّا الأولى والثانية: فالصحبة لـه بالقناعة، والمعاشرة لـه بحسن السمع والطاعة، فإنّ في القناعة راحة القلب، وفي حسن السمع والطاعة رضى الرب.

وأمّا الثالثة والرابعة: فالتفقد لموضع أنفه، والتعاهد لموضع عينه، فلا تقع عينه منك على شيء قبيح، ولا يشمّ أنفه منك إلا أطيب ريح، وإن الكحل أحسن الحسن الموجود، والماء أطيب المفقود.

وأما الخامسة والسادسة: فالتعاهد لموضع طعامه، والتفقّد لـه حين منامه، فإنَّ حرارة الجوع ملـهبة، وإنّ تنغيص النوم مغضبة.

وأما السّابعة والثامنة: فالرّعاية لعيالـه، والاحتفاظ بمالـه، فإنَّ أصل الاحتفاظ بالمال حسن التقدير، والرّعاية على العيال حسن التدبير.

وأما التاسعة والعاشرة: فلا تفشي لـه سراً، ولا تعصي لـه في حال أمراً، فإنك إنْ أفشيت سره، لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره.


 

 

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.