أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: htoumiat@nebrasselhaq.com

السبت 08 شعبان 1432 هـ الموافق لـ: 09 جويلية 2011 11:12

- الآداب الشّرعيّة (29) الإنصات للجليس والإصغاء إليه

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فلا زلنا في بيان أخطاء المجالس، وموعدنا في هذه الحلقة مع:

16- مشاركة الجليس في حديثه:

فمن آداب المجالس الإنصات للجليس، والإصغاء إليه.

وكلمة " الإنصات " لا تعني مجرّد الاستماع، بل هي الاستماع إلى جليسك دون أن تتكلّم؛ لذلك غاير الله بينهما فقال تعالى:{وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا}.

وكلمة " الإصغاء " تعني الميلَ، ومنه قوله تعالى:{وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ}، فالمقصود من الإصغاء لحديث الجليس هو الميل إليه والإقبال عليه.

وإنّ كثيرا من الجُلساء ليشاركونك حديثَك، بأن يُكمِلوا كلامَك، ويُتِمّوا خِطابك، وفي ذلك إزعاج ما به خفاء، لا يخفى إلاّ على أهل لجفاء.

والباعث على أن يُكمل الجليس حديثك أحد أمرين اثنين:

الأوّل: خفّة في الطّبع، فينبغي مجاهدة النّفس للتخلّص منها، فلا أذهب لعقل الرّجل مثل الخفّة.

الثّاني: استعراض العضلات، وإظهار المعلومات، حتّى يقال عنه: ذاك الّذي لا يخفى عليه شيء !

فإليه ما جاء في " الآداب الشّرعيّة " لابن مفلح رحمه الله:

" قال ابن الجوزيّ رحمه الله: وإذا روى المحدّث حديثا قد عرفه السّامع، فلا ينبغي أن يُداخلَه فيه، قال عطاء بن أبي رباح: إنّ الشّاب ليحدّثني بحديث فأستمع له كأنّي لم أسمعه، ولقد سمعته قبل أن يولد.

ثم روى بإسناده عن خالد بن صفوان قال: إذا رأيت محدّثا يحدّث حديثا قد سمعْتَه، أو يخبر بخبر قد علمْتَه، فلا تشاركْه فيه حرصا على أن يعلم من حضرك أنّك قد علمته، فإنّ ذلك خفّة فيك وسوء أدب.

وروى أبو حفص العكبري في "الأدب" له عن ابن وهب قال: إنّي لأسمع من الرّجل الحديثَ قد سمعتُه قبل أن يجتمع أبواه، فأنصت له كأنّي لم أسمعه.

ثمّ روى ما تقدّم عن عطاء، ثم قال: سمعت أبا عليّ الحسن بن عبد الله جليسَ أبي أحمد الفقيه البغدادي يقول: يُروى عن سفيان الثّوري أنّه تراه يعجَب من حديثٍ، ولعلّه أدرى به.

وروى ابن بطّة عن  إبراهيم بن الجنيد: قال حكيم لابنه: تعلّم حُسْنَ الاستماع، كما تتعلّم حسن الكلام، فإنّ حسن الاستماع إمهالك للمتكلّم حتّى يفضي إليك بحديثه، والإقبال بالوجه والنّظر، وترك المشاركة له في حديث أنت تعرفه. وأنشد:

ولا تشارِكْ في الحديث أهلَه *** وإن عرفت فرعه وأصله

وروي أيضا عن الهيثم بن عديّ قال قالت الحكماء: من الأخلاق السيّئة على كلّ حال، مغالبة الرّجل على كلامه، والاعتراض فيه لقطع حديثه.

وما أحسن قولَ أبي تمّام:

من لـي بإنسان إذا أغـضبـته *** وجهلت، كان الحلمُ ردَّ جـوابِه

وتراه يُصغـي للحديث بسمعـه *** وبقلبـه، ولعـلّـه أدرى بـه

وإنّ عدم مشاركة الجليس في حديثه فيه عديد من الفوائد، منها:

أ) تنشيط المتحدّث.

ب) إدخال السّرور عليه.

ج) سلامتك من العُجب بنفسك.

د) سلامتك من سوء الأدب.

ويلحق بهذا العيب:

17- مقاطعة الحديث:

فإنّ من أدب الإسلام أن يستمع المسلم إلى أخيه المسلم حتّى يُكمل حديثَه، ويُتِمّ كلامه، وإن خولف في الرّأي.

ومن طالع سيرة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم علِم أنّه كان من هديه عليه الصّلاة والسّلام ألاّ يقطع على أحدٍ حديثه، وكان شعارُه صلّى الله عليه وسلّم الإنصات، ثمّ يقول: (( هَلْ فَرَغْتَ ؟ ... فَاسْتَمِعْ الآنَ )).

وروى ابن سعد عن أنسٍ رضي الله عنه قال يصف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( كَانَ إِذَا لَقِيَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَتَنَاوَلَ أُذُنَهُ، نَاوَلَهُ إِيَّاهَا، ثُمَّ لَمْ يَنْزِعْهَا حَتَّى يَكُونَ الَرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَنْزِعُهَا عَنْهُ ) ["صحيح الجامع" (8911)].

فلا يختلف النّاس في أنّ مقاطعة الحديث من عيوب المجالس، ولكنّ الّذي قد يخفى عليهم أنّها الآفة الّتي تأتي على الحوار فتقضي عليه من الأساس، وتستأصِل أهدافه وثماره من الجذور.

وروي عن الهيثم بن عديّ قال: قالت الحكماء: من الأخلاق السيّئة على كلّ حال، مغالبة الرّجل على كلامه، والاعتراض فيه لقطع حديث.

18- الاستئثار بالحديث:

فهناك من يثرثر في حديثه، ولكنّه يُعطي غيره فرصة ليتحدّث، والثّرثرة قبيحة - كما سيأتي بيانه لاحقا إن شاء الله - وأقبح منها أن يستأثر المرء بالحديث، فلا يعطي غيره حقّ الكلام.

والأثرة بالحديث آفة قبيحة، يغفل عنها كثير من المتحدّثين، لماذا ؟

لأنّه يظنّ أنّ سكوتَ جليسه إنّما هو إعجاب بكلامه ومقالته، وموافقة له على إطالته.

قال الشّيخ السّعدي رحمه الله في "الرّياض النّضرة":

" وإيّاك أن تتصدّى في مجالسك مع النّاس للتّرؤس عليهم وأنت لست برئيس، وأن تكون ثرثارا متصدّرا بكلّ كلام..وربّما من جهلك وحمقك ملكت المجلس على الجلوس، وصرت أنت الخطيب والمتكلّم دون غيرك.

وإنّما الآداب الشّرعيّة والعرفيّة مطارحة الأحاديث، وكلّ من الحاضرين يكون له نصيب من ذلك، اللهمّ إلاّ الصّغار مع الكبار، فعليهم لزوم الأدب، وألاّ يتكلّموا إلاّ جوابا لغيرهم " اهـ.

أخر تعديل في السبت 08 شعبان 1432 هـ الموافق لـ: 09 جويلية 2011 11:14

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.