أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: htoumiat@nebrasselhaq.com

الأربعاء 25 ذو الحجة 1431 هـ الموافق لـ: 01 ديسمبر 2010 00:36

49- ما معنى أولياء الله الصّاحين ؟

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

نصّ السّؤال:

السّلام عليكم، هل يوجد في القرآن العظيم ذكرٌ للأولياء الصّالحين ؟ فإن وُجِد فما هو معنى الأولياء الصّالحين ؟ وجزاكم الله خيرا.

نصّ الجواب:

فيقول المولى تبارك وتعالى:{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)}.

فمن هم أولياء الله عزّ وجلّ ؟ أهم الّذين تُبنى عليهم القِباب ؟ أهُم الذين تبنى عليهم الأضرحة ويُقصدون دون العزيز الوهّاب ؟

هذا ما شاع لدى عامّة المسلمين قرونا طويلة، فظنّوا ولاية الله لعباده مقصُورةً على أناس بأعيانهم .. فحرمُوا أنفسهم من اليقين في الدّعاء بحجّة أنّهم ليسوا من الأولياء ! وحرموا أنفسهم من الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله بحجّة أنّهم ليسوا من الأولياء! وكيف لا يظنّون ذلك، وهم لا يتدبّرون كلام الله الّذي فسّر لنا هو بنفسه معنى الوليّ فقال:{الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}..

أي: الّذين توفّرت فيهم صفتان:

- الأولى: ( آمنوا ) أي: حقّقوا توحيده، والإيمان به، ولم يُشركوا به شيئا.

- و( كانوا يتّقون ) فما من شيء أمرهم به إلاّ فعلوه، وما من شيء نهاهم عنه إلاّ اجتنبوه. وإن زلّت بهم الأقدام وضلّت بهم الأفهام تابوا إليه واستغفروه:{إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف:196]..

هؤلاء المذكورون في الآية:

أ) في مقدّمتهم: الأنبياء عليهم السّلام، ثمّ ورثتهم من العلماء الربّانيّين، أعلام الهدى ومصابيح الدُّجى.

قال الإمام أحمد رحمه الله: إن لم يكن أهل العلم هم أولياء الله فليس لله وليّ.

ب) ثمّ العُبّاد من كلّ أمّة: فمن فضل الله تعالى ومنّه وكرمه أنّه فتح بابا واسعا لمن قصُرت بهم الهمم في تحصيل العلم، فيكونوا من أوليائه، ذلكم الباب هو: العبادة والإكثار منها.

وقد وعدهم المولى تبارك وتعالى قائلا:{يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الزخرف:68].

أي: لا خوفٌ عليهم فيما هو آت، ولا حزن على ما قد مضى أو فات.

ثمّ يبشّرهم الله عزّ وجلّ ببشارة ظاهرة، بالسّعادة في الدّنيا والآخرة.

- أمّا في الحياة الدّنيا: فقد كتب الله كتابا لا تبديل فيه أنّ أولياءه هم الغالبون فقال:{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)}[المائدة]..

- أمّا في ساعة توديع الحياة الدّنيا فقد كتب الله كتابا لا تبديل فيه أنّ أولياءه هم الآمنون فقال:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31)} [فصّلت].

- أمّا يوم القيامة فقد كتب الله كتابا لا تبديل فيه أنّ أولياءه هم الفائزون:{يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)} [الزّخرف].

ولمّا ابتعد أكثر النّاس عن صفات العلماء العاملين، والعُبّاد الصّالحين:

أضاعوا ما وعدهم الله به أن ( لا خوف عليهم )، فصاروا من أشدّ النّاس هلعا، وأكثرهم فزعا، وأشدّهم في الحياة طمعا، يُفتنون في كلّ عام مرّة أو مرّتين ثمّ لا يتوبون ولا هم يذّكرون.

وضيّعوا: ( وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )، فصار كثير منهم مثالا للحزن والشّقاء، تحت حرّ البأساء والضرّاء.

نسأل الله العفو والعافية، في الدّنيا والآخرة.

أخر تعديل في الأربعاء 28 صفر 1432 هـ الموافق لـ: 02 فيفري 2011 17:49

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.