أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: htoumiat@nebrasselhaq.com

الأربعاء 22 صفر 1432 هـ الموافق لـ: 26 جانفي 2011 12:28

15- قل دوْرات، ولا تقل دوَرات

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فإنّ الدّورة في اللّغة: من دار يدور دوْرا، أي: التفّ بالشّيء وأحاط به، من دَوْرِ العمامة، ودَوْرِ الخيل وغير ذلك، ومنه الدّار، لأنّها تحيط بساكنيها.

وتطلَق الكلمة اليومَ في عرف الفنون المختلفة على: تحديد زمن معيّن لعمل شيء معيّن، حتّى يُحاط به، وللدّوْرات العلميّة نظام خاصّ تُبنَى عليه قوامه: الاختصار، وأخذ الزّبدة من كلّ علم.

ومن الأخطاء الشّائعة أنّهم إذا جمعوا ( دوْرة ) قالوا: ( دوَرات )- بفتح عين الكلمة -.

والصّواب أنّ الجمع ( دوْرات )- بتسكين الواو -، ولا يجوز فتحها؛ لأنّ من شروط فتح عين جمع المؤنّث السّالم أن يكون الحرف صحيحا، فتقول في جمع ( سجْدة ) و( ركْعة ) سجَدات وركَعات.

قال ابن مالك رحمه الله في " الخلاصة ":

والسّالِمَ العين الثلاثي اسما أنل *** إتبـاعَ عينٍ فاءه بما شُكِل

إن ساكنُ العين مؤنّـثا بـدا *** مختتما بالتّـاء أو مـجرّدا

ومقصود كلامه رحمه الله: أنّه يجوز إتباعُ حركة الحرف الثّاني من الكلمة ( وهو عينها ) حركة الحرف الأوّل منها (وهو فاؤها)، سواء كانت الفاء مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة، فتقول: سجْدة سجَدَات- كما مرّ -، وظُلْمة ظُلُمات، وكسْرة كسِرات. ولكن لذلك شروط:

1- أن تكون الكلمة اسما، لا وصفا، فلا تقول في جمع ( ضخْم ) ضخَمات، وإنّما يقال: ضخْمات.

2- أن تكون الكلمة مؤنّثة في المعنى، مختومة بالتّاء أو مجرّدة، فتقول في جمع ( ضرْبَة ) و( هنْد ) ضرَبات وهنِدات، ولا تقول في جمع (طلْحة) طلَحات، وإنّما تقول: طلْحات، لأنّه مذكّر في المعنى.

3- أن تكون الكلمة ثلاثيّة، فتقول في جمع ( مكْتبة ) مكْتبات ليس غير.

4- أن تكون الكلمة صحيحة العين - وهذا هو الشّاهد -، فلا تقول في جمع ( بيْضة ) و( جوْزة ) بيَضات وجوَزات، وإنّما تقول: بيْضات، وجوْزات، وكذلك دوْرة دوْرات.

وهناك تفصيل آخر فيما لو كانت الكلمة مكسورة الفاء ولامها معتلّة، وليس هذا موضع بسطه.

ومن هنا نستفيد أمرا مهمّا، وهو: أنّ قول النّحويّين في تعريف جمع المؤنّث السّالم:" هو ما دلّ على أكثر من اثنتين ولم تتغيّر صيغة مفرده " إنّما هو على الغالب.

وفرارا من ذلك يسمّيه كثير من المحقّقين: ( ما جمع بألف وتاء مزيدتين )، قال ابن هشام رحمه الله في " قطر النّدى ":

" لا فرق بين أن يكون قد سلمت بنية واحده كـ( ضخمة وضخمات )، أو تغيّرت كـ( سجْدة وسجَدات ) و( حبلى وحبليات ) و(صحراء وصحراوت)، ألا ترى أنّ الأوّل محرّك وسطُه، والثّاني قلبت ألفه ياء، والثالث قلبت همزته واوا ؟ ولذلك عدلْت عن قول أكثرهم: جمع المؤنّث السّالم، إلى أن قلت: الجمع بالألف والتّاء، لأعمّ جمع المؤنّث وجمع المذكّر، وما سلم فيه المفرد وما تغيّر ".

تنبيه:

قد يقول قائل: لماذا لا يحمل قولُهم ( دوَِرات ) بفتح الواو على لغة هذيل، فقد قالوا في جمع جوْزة جوَزات، وبيْضة: بيَضات ؟ وقد قال ابن مالك رحمه الله في " الخلاصة ":

ونادرٌ، أو ذو اضطرار غيرُ ما *** قدّمتـه، أو لأنـاسٍ انتمى

فالجواب: ينسُب أهل العلم هذه اللّغة إلى هذيل، وينسبها الفرّاء إلى قيس كما في " إعراب القرآن " للنحّاس-، ونقل ابن خالويه رحمه الله في كتاب " شواذ القراءات " أنّ كلاًّ من ابن أبي إسحاق والأعمش قرأ:{ثَلاَثَ عوَرَاتٍ} بفتح العين .

ولا يردُ ذلك على ما ذكرناه لأمرين اثنين:

1- على كثرة ما ورد من أشعار الهُذليّين، وما ثبت من نثرهم، فإنّه لم يُعثرْ على غير هاتين الكلمتين ( جوزات، وبيضات)، والكلمة الثّالثة عن غيرهم ( عوَرات ).

فهو ليس قاعدةً عامّة لديهم، وإنّما خرجوا عن القياس في هذه الكلمات الثّلاث فحسْب، وما خالف القياس فعليه لا يُقاس، والشاذّ يُحفَظ ولا يُقاس عليه.

2- لو ثبت أنّهم طردوا ذلك في كلّ معتلّ العين، لكان لغة قومٍ بأعيانهم، ولا يُتابَعُون على ذلك، وإلاّ لاتّبعنا بني هذيل في رفع الاسم الموصول بالواو فنقول: ( اللّذون )، وجررنا الاسم بـ( متى )، وقلبنا ألف المقصور ياء عند إضافته إلى ياء المتكلّم، فنقول: (هذه عَصَيَّ)، ولنطقنا حتّى: عتّى، وغير ذلك.

وإنّما يتكلّم العربيّ بالمشهور من كلام العرب، لا بما ندر.

والله أعلم وأعزّ وأكرم.

أخر تعديل في الأربعاء 28 صفر 1432 هـ الموافق لـ: 02 فيفري 2011 19:29

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.