أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- معركة العربيّة.

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فـ" ما ذلَّت لغةُ شعبٍ إلاّ ذَلَّ، ولا انحطّت إلاّ كان أمرُه في ذَهابٍ وإدبار، ومن هذا يفرض الأجنبي المستعمِر لغته فرضًا على الأمة المستعمَرة ... فيحكم عليهم أحكامًا ثلاثةً في عملٍ واحد:

أمّا الأوّل: فحبسُ لغتِهم في لغته سجنًا مؤبّدًا.

وأمّا الثّاني: فالحكم على ماضيهم بالقتل محوًا ونسيانًا.

وأمّا الثّالث: فتقييدُ مستقبلِهم في الأغلال الّتي يصنعها، فأمرهم من بعدها لأمره تَبَع ".

[" من وحي القلم " (2/23) للرّافعي رحمه الله].

ومن مظاهر إذلال اللّغة العربيّة هجرُها، واتّخاذ العامّية خدناً بدلها.

- التّقويم الميلاديّ، وزمن مولد المسيح عليه السّلام.

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.

فقد أجمع أهل العلم على أنّ الأولى هو استخدامُ التّأريخ والتّقويم الهجريّ، وإنّما اختلفوا في وجوبه، وفي حكم من قوّم وعدّ الأيّام، والشّهور والأعوام بغيره.

وأوسط الأقوال وأعدلها إن شاء الله، هو: المنع من إفراد التّاريخ الميلادي بالذّكر، بل يجب أن يذكر قبله التّاريخ الهجريّ، ثمّ يُذكر التّاريخ الميلادي بعده بحسب الحاجة والاضطرار إليه، كما هو حال كثير من بلاد الإسلام ردّها الله إلى دينه ردّا جميلا -.

ووجوه المنع من الاقتصار على التّأريخ الميلادي ما يلي:

- التّرهيب من الاِحتفَال بِأعْيادِ أهْلِ الصّلِيب.

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين، محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذه نصيحةٌ ونداءٌ، إلى المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الّذين نأمل أن يكونوا كما وصفهم ربّ الأرض والسّماوات:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} [الأحزاب:36]..

والّذين نرجو أن يكون شعارهم ودثارهم:{وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: من الآية285].

- شهر رجب في سطور ...

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على محمّد وعلى آله أجمعين، أمّا بعد:

فقد قال أهل العلم:" إنّ لله تبارك وتعالى خواصّ، في الأزمنة والأمكنة والأشخاص "؛ وإنّ من الأزمنة الّتي خُصّت بالفضيلة: شهر رجب، ولا أدلّ على تعظيمه من تسميته بذلك، كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.

ولكن كشأن كلّ فضيل، فقد نُسجت حوله الأقاويل والأباطيل، وعلقت بأذهان كثير من المسلمين اعتقادات في شهر رجب ما عليها من دليل، فرغبت في بيان أهمّها في شكل سؤال وجواب، سائلا المولى تعالى التّوفيق إلى الصّواب.

- لماذا يحتفل المسلمون بأعياد الكفّار والمشركين ؟

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وعلى كلّ من اتبع سبيله واستنّ بسنّته واهتدى بهداه، أمّا بعد:

فلك أن تتساءل - أخي الكريم - عن أسباب انتشار هذه المظاهر في بلادنا ؟ .. وما سبب ضياع شخصيّتنا ؟ وما سبب ذهاب نور معالمنا ومبادئنا ومناهجنا ؟ ..

فاعلم أنّ هناك أسبابا كثيرة، وإنّنا نذكر منها ثمانية:

- Mise en garde contre la célébration des fêtes des impies

Louange à Allah le Seigneur de tous, et que le salut et la bénédiction soient sur son prophète Mohammed صلى الله عليه وسلّم, et sur ses proches et ses compagnons.

Ceci est un appel à tous les musulmans, hommes et femmes, aux croyants et aux croyantes en cette foi qui est l'Islam.

Ceci est un conseil à ceux et à celles qu'Allah a adressé la parole dans Son saint Coran en disant :

- تذكير أهل الإيمان بتعظيم لغة القرآن

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فهذه نصيحة إلى إخواننا وأخواتنا الّذين رضُوا بالله ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمّد نبيّا ورسولا، ثمّ بالعربيّة لغةً ولسانا.

لغة نزل بها القرآن العظيم، ونطق بها النبيّ المصطفى الأمين صلّى الله عليه وسلّم ..

نصيحة إليهم كي يجتنبوا التّحدّث بغير اللّغة العربيّة فصيحها أو عامّيتها قدر الإمكان، فيكفي أنّ الحاجة والضّرورة تقودنا إلى التحدّث بغيرها في كلّ مكان.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

Previous
التالي

الثلاثاء 11 شعبان 1440 هـ الموافق لـ: 16 أفريل 2019 12:04

السّيرة النّبويّة (103) غزوة أُحُـدٍ: نهاية المعركة.

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

كان المشركون يحاصرون المسلمين وهم على الجبل .. ولكنّهم لا يستطيعون الاقتراب منهم، فقد رأوهم كالقلاع حول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

وإنّه لمن الانتحار البيّن اقتحام الجبل.

فاكتفوا بعضَ الوقت بنضح النّبال فحَسْب .. ولكنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لديه أمهر الرّماة: أبو طلحة، وسعدٌ، وشابٌّ صغير ما أجازه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أُحُدٍ إلاّ لأجلِ مهارته في الرّمي: رافع بن حديج رضي الله عنه.

كانوا درعاً حصينةً للنّبي صلّى الله عليه وسلّم، فلم تُصِبْه سهامُ المشركين .. لكنّها كتبت الشّهادةَ على صدر ذلك الشّاب.

وكانت هذه المرّة شهادةً غريبةً لا عهدَ لأحد بها !

فهذا الشّهيد لم يمت ذلك اليوم .. ولا في أُحُدٍ .. ولا بعد أُحُدٍ .. ولا حتّى في حياة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم !

رافعُ بنُ خَديجٍ: شهيدٌ يمشي على الأرض، ويعيش مع النّاس، يأكل ويشرب معهم، يصلّي ويصوم ويقاتل معهم.. وهو من شهداء أحد !

روى الطّبراني عن زوجة رافع رضي الله عنه قالت:" إِنَّ رَافِعًا رُمِيَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم يَوْمَ أُحُدٍ بِسَهْمٍ فِي ثَنْدُوَتِهِ [والثّندوة: ثدي الرّجل]، فَأَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اِنْزِعْ السَّهْمَ. قالَ:

(( يَا رَافِعُ، إِنْ شِئْتَ نَزَعْتُ السَّهْمَ وَالقُطْبَةَ جَمِيعًا، وَإِنْ شِئْتَ نَزَعْتُ السَّهْمَ وَتَرَكْتُ القُطْبَةَ، وَشَهِدْتُ لَكَ يَوْمَ القِيَامَةِ إَنَّكَ لَشَهِيدٌ !)).

قَالَتْ: فَنَزَعَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم السَّهْمَ وَتَرَكَ القَطَبَةَ، فَعَاشَ بِهَا حَتَّى كَانَ فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه، فَانْتَقَضَ بِهِ الجُرْحُ فَمَاتَ..).

فها هو الآن مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يحمل على صدره شهادته.. ولكنّه الآن هو والصّحابة يحملون على صدورهم رؤوسهم، فهم على موعد جديد مع النّعاس .. أَمْنٌ من جديدٍ يربط الله به على قلوب المؤمنين.

روى ابن إسحاق عن الزّبير بن العوّام رضي الله عنه قال: ( لقد رأيتُنِي مع رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم حين اشتدّ الخوف علينا، أرسل الله علينا النّوم، فما منّا من رجل إلاّ ذقنه في صدره، فوالله إنّي لأسمع قول معتب بن قشير - ما أسمعه إلاّ كالحلم - يقول: لو كان لنا من الأمر شيءٌ ما قتلنا ها هنا ! فحفظتها منه، وفي ذلك أنزل الله تعالى: ...).

يقصد قول الله تعالى:{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران:154].

نزلت هذه الآيات لتفضح هذا المنافق وبقايا المنافقين الّذين أبقاهم الخوف، وفضحهم الخوف .. وهذا الرّجل وأمثاله بقوا على ما هم عليه {أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} [محمد: من 16].

أمّا أولئك الّذين لاذوا بالفرار بعد نزول الرّماة، وحدوث الانتكاسة، فقد تابوا فتاب الله عليهم، وعفا عنهم، وأنزل قرآنا يصدع بذلك، فقال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [آل عمران: 155].

وانحاز كلّ جيش إلى معسكره.

ونهض النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد ذلك ليستند إلى صخرة وحوله جماعة من الصّحابة، لكنّه صلّى الله عليه وسلّم أراد أن يطّلع إلى ما آلت إليه المعركة، فحاول الصّعود على الصّخرة فلم يستطع، فقد كان مرهقا، وجريحا !

وهنا تذكّروا جرحه وعطشه.

فشرب النّبي صلّى الله عليه وسلّم وشرب من معه من الصّحابة..وحان وقت مداواة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

في الصّحيحين  عن سهل رضي الله عنه قَالَ: ( كَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم تَغْسِلُ الدَّمَ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَسْكُبُ عَلَيْهَا بِالْمِجَنِّ ) تغسله كما غسلته من قبل أيّام مكّة.. قَالَ: ( فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ أَنَّ الْمَاءَ لَا يَزِيدُ الدَّمَ إِلَّا كَثْرَةً أَخَذَتْ قِطْعَةَ حَصِيرٍ، فَأَحْرَقَتْهُ، حَتَّى صَارَ رَمَادًا، ثُمَّ أَلْصَقَتْهُ بِالْجُرْحِ فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ ).

أراد بعد ذلك أن يصعد على الصّخرة، وعاوده الإرهاق، ولا ننسى أنّه كان يضع دِرْعَين، فتأمّله طلحة رضي الله عنه وتأمّل يده الّتي فقدت أصابعها، فهانت عليه آلامه ومتاعبه وأسقامه: فأوجب الجنّة.

روى أحمد والتّرمذي وابن إسحاق وابن حبّان والحاكم - واللّفظ مركّب من رواياتهم جميعا - عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه قَالَ:

خَرَجْنَا مَعَ رَسُول الله صلّى الله عليه وسلّم فِي أُحُدٍ، وَكَانَ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم دِرْعَانِ، فَنَهَضَ إِلَى الصَّخْرَةِ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَبَرَكَ طَلْحَةُ تَحْتَهُ، فَصَعِدَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم عَلَى ظَهْرِهِ حَتَّى اسْتَوَى عَلَى الصَّخْرَةِ، قَالَ الزُّبَيْرُ رضي الله عنه: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: (( أَوْجَبَ طَلْحَةُ )). أي وجبت له الجنّة.

وبينما كان صلّى الله عليه وسلّم يتأمّل ما حدث من على الجبل، وارتفع على قمّته، أراد الله تعالى أن يرفعه في أعلى قمم الصّبر والحلم.

ففي الصّحيحين عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: شُجَّ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: (( كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ ؟!)) فَنَزَلَتْ:{لَيْسَ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: من 128].

فمسح قوله، ومسح حزنه، ومسح دمه، وجاء بدعاء كالغيث من السّماء، فقد روى ابن حبّان عن سَهْلٍ رضي الله عنه أنّه قال: (( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ )).

واستمسك الجرح وهدأت السّاحة .. وكانت طائفة من المسلمين قد حال بينها وبين النبيّ صلّى الله عليه وسلّم العدوّ، فهم إلى الآن لا يدرون ما حدث له .. أهو في القتلى أو من أهل النّجاة ؟

روى الإمام أحمد عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه في حديثه الّذي مرّ معنا من قبل، وهو يقصّ الحدث عن بعض الصّحابة قال:

( فَمَا زِلْنَا كَذَلِكَ، مَا نَشُكُّ أَنَّهُ قَدْ قُتِلَ، حَتَّى طَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم بَيْنَ السَّعْدَيْنِ - بين الجبلين - نَعْرِفُهُ بِتَكَفُّئِهِ إِذَا مَشَى، قَال:َ فَفَرِحْنَا حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يُصِبْنَا مَا أَصَابَنَا، قَالَ: فَرَقِيَ نَحْوَنَا وَهُوَ يَقُولُ: (( اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَعْلُونَا )) حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا، فَمَكَثَ سَاعَةً، فَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ يَصِيحُ فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ:

اُعْلُ ! هُبَلُ ! مَرَّتَيْنِ- يَعْنِي آلِهَتَهُ -).

أطلق هذه الكلمات مُنْتَشِياً بنصرٍ مشكوكٍ فيه:

فقد هُزِم هو وجيشه في أوّل المعركة حتّى كاد الزّبير يَسْبِي زوجته هندَ ورفيقاتها ..

ولقد قتل من جيشه سبعون.. وقتل من المسلمين سبعون.. فأين النّصر المزعوم ؟!

ولا يزال في أيدي المسلمين أسرى من المشركين لا أحدَ يدري كم عددهم ؟ أمّا المسلمون فلم يؤسر منهم أحدٌ.. فلو كان ما يزعمه نصرا حقيقيّا لخلّص بعض جيشه من الأسر ..

ثمّ لماذا لم يطاردوا المؤمنين إلى المدينة ؟ وما أقربها من أُحُدٍ !

والمسلمون الآن هم الأعلون حِسّا ومعنًى .. وأبو سفيان أسفل الجبل يزعج جبل أحد بصراخه وشركه.

وكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم نهاهم أن يجيبوه .. عندئذ أراد أن يستفزّهم، فنادى:

( أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ ؟ أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ؟ أَيْنَ ابْنُ الْخَطَّابِ ؟ ). فلم يجبه أحد.. عندها أصبح أكثر تعقّلا وتأدّبا ..

روى البخاري عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه:

فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.. فَنَهَاهُمْ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم أَنْ يُجِيبُوهُ، ثُمَّ قَالَ:

أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.. ثُمَّ قَالَ:

أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ قُتِلُوا..

فَمَا مَلَكَ عُمَرُ رضي الله عنه نَفْسَهُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ- وَاللهِ - يَا عَدُوَّ اللهِ ! إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ، وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ.

أي: قد بقي لك أنت ومن معك لترى ما فعلناه بكم، وكيف أكثرنا فيكم القتل.

وفي رواية أخرى قال: ( هذا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهذا أبو بكر، وها أنا ذا عمر ).

فقَالَ أبو سفيان: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، الأَيَّامُ دُوَلٌ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ..

فَقَال عُمَرُ رضي الله عنه: ( لاَ سَوَاءُ ! قَتْلاَنَا فِي الجَنَّةِ، وَقَتْلاَكُمْ فِي النَّارِ ).

فقال أبو سفيان: إِنّكم لتزعمون ذلك ؟ لقد خِبْنا وخسرنا إذاً.. ثمّ قال:

إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بِهَا وَلَمْ تَسُؤْنِي.

ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ: أُعْلُ ! هُبَلُ ! أُعْلُ ! هُبَلُ !

قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَلَا تُجِيبُوا لَهُ ؟ )) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نَقُولُ ؟ قَالَ: (( قُولُوا: اللهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ )).

قَالَ أبو سفيان:  إِنَّ لَنَا الْعُزَّى، وَلَا عُزَّى لَكُمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَلَا تُجِيبُوا لَهُ ؟)) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نَقُولُ ؟ قَالَ: (( قُولُوا: اللهُ مَوْلَانَا، وَلَا مَوْلَى لَكُمْ )).

عندئذ خسئت ألفاظ أهل الشّرك، وسقط تمجيد الأصنام أمام هذا التّوحيد النّقيّ الّذي لا تشوبه شائبة.

وانصرف المشركون عن أحد .. وقد يتساءل بعض المشركين في الطّريق .. وبعض المسلمين أيضا: لماذا لم ينتصر المسلمون يومَ أُحُدٍ ؟

والجواب عن ذلك نراه لاحقاً، إن شاء الله

أخر تعديل في الثلاثاء 11 شعبان 1440 هـ الموافق لـ: 16 أفريل 2019 12:31

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.