أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- معركة العربيّة.

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فـ" ما ذلَّت لغةُ شعبٍ إلاّ ذَلَّ، ولا انحطّت إلاّ كان أمرُه في ذَهابٍ وإدبار، ومن هذا يفرض الأجنبي المستعمِر لغته فرضًا على الأمة المستعمَرة ... فيحكم عليهم أحكامًا ثلاثةً في عملٍ واحد:

أمّا الأوّل: فحبسُ لغتِهم في لغته سجنًا مؤبّدًا.

وأمّا الثّاني: فالحكم على ماضيهم بالقتل محوًا ونسيانًا.

وأمّا الثّالث: فتقييدُ مستقبلِهم في الأغلال الّتي يصنعها، فأمرهم من بعدها لأمره تَبَع ".

[" من وحي القلم " (2/23) للرّافعي رحمه الله].

ومن مظاهر إذلال اللّغة العربيّة هجرُها، واتّخاذ العامّية خدناً بدلها.

- التّقويم الميلاديّ، وزمن مولد المسيح عليه السّلام.

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.

فقد أجمع أهل العلم على أنّ الأولى هو استخدامُ التّأريخ والتّقويم الهجريّ، وإنّما اختلفوا في وجوبه، وفي حكم من قوّم وعدّ الأيّام، والشّهور والأعوام بغيره.

وأوسط الأقوال وأعدلها إن شاء الله، هو: المنع من إفراد التّاريخ الميلادي بالذّكر، بل يجب أن يذكر قبله التّاريخ الهجريّ، ثمّ يُذكر التّاريخ الميلادي بعده بحسب الحاجة والاضطرار إليه، كما هو حال كثير من بلاد الإسلام ردّها الله إلى دينه ردّا جميلا -.

ووجوه المنع من الاقتصار على التّأريخ الميلادي ما يلي:

- التّرهيب من الاِحتفَال بِأعْيادِ أهْلِ الصّلِيب.

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين، محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذه نصيحةٌ ونداءٌ، إلى المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الّذين نأمل أن يكونوا كما وصفهم ربّ الأرض والسّماوات:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} [الأحزاب:36]..

والّذين نرجو أن يكون شعارهم ودثارهم:{وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: من الآية285].

- شهر رجب في سطور ...

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على محمّد وعلى آله أجمعين، أمّا بعد:

فقد قال أهل العلم:" إنّ لله تبارك وتعالى خواصّ، في الأزمنة والأمكنة والأشخاص "؛ وإنّ من الأزمنة الّتي خُصّت بالفضيلة: شهر رجب، ولا أدلّ على تعظيمه من تسميته بذلك، كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.

ولكن كشأن كلّ فضيل، فقد نُسجت حوله الأقاويل والأباطيل، وعلقت بأذهان كثير من المسلمين اعتقادات في شهر رجب ما عليها من دليل، فرغبت في بيان أهمّها في شكل سؤال وجواب، سائلا المولى تعالى التّوفيق إلى الصّواب.

- لماذا يحتفل المسلمون بأعياد الكفّار والمشركين ؟

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وعلى كلّ من اتبع سبيله واستنّ بسنّته واهتدى بهداه، أمّا بعد:

فلك أن تتساءل - أخي الكريم - عن أسباب انتشار هذه المظاهر في بلادنا ؟ .. وما سبب ضياع شخصيّتنا ؟ وما سبب ذهاب نور معالمنا ومبادئنا ومناهجنا ؟ ..

فاعلم أنّ هناك أسبابا كثيرة، وإنّنا نذكر منها ثمانية:

- Mise en garde contre la célébration des fêtes des impies

Louange à Allah le Seigneur de tous, et que le salut et la bénédiction soient sur son prophète Mohammed صلى الله عليه وسلّم, et sur ses proches et ses compagnons.

Ceci est un appel à tous les musulmans, hommes et femmes, aux croyants et aux croyantes en cette foi qui est l'Islam.

Ceci est un conseil à ceux et à celles qu'Allah a adressé la parole dans Son saint Coran en disant :

- تذكير أهل الإيمان بتعظيم لغة القرآن

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فهذه نصيحة إلى إخواننا وأخواتنا الّذين رضُوا بالله ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمّد نبيّا ورسولا، ثمّ بالعربيّة لغةً ولسانا.

لغة نزل بها القرآن العظيم، ونطق بها النبيّ المصطفى الأمين صلّى الله عليه وسلّم ..

نصيحة إليهم كي يجتنبوا التّحدّث بغير اللّغة العربيّة فصيحها أو عامّيتها قدر الإمكان، فيكفي أنّ الحاجة والضّرورة تقودنا إلى التحدّث بغيرها في كلّ مكان.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

Previous
التالي

الأحد 24 رجب 1432 هـ الموافق لـ: 26 جوان 2011 06:50

- شرح كتاب الذّكر (9) مجالس الذّكر والعلم مجالس المغفرة

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

الباب الثّاني: ( التّرغيب في حضور مجالس الذّكر، والاجتماع على ذكر الله تعالى ).

شرح التّبويب:

بعد ما ذكر المصنّف رحمه الله تعالى التّرغيب في ذكر الله عموما، ذكر بابا في الّترغيب في حضور مجالس الذّكر والعلم، وذلك للدّلالة على أنّ ذكر الله عزّ وجلّ لا ينحصر في مجرّد التّمجيد والتّهليل والتّكبير وغير ذلك، وإنّما هو يشمل مجالس مذاكرة العلم كذلك.

فعلى المؤمن - وخاصّة في هذه الأزمنة - البحث عن هذه المجالس، فهي من المعالي والنّفائس، وأنّ المعرض عنها معرض عن الله تعالى.

ففي الصّحيحين البخاري ومسلم عن أبي واقدٍ اللَّيْثِيِّ رضي الله عنه:

أنّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ، إِذْ أَقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم، وَذَهَبَ وَاحِدٌ، قَالَ فَوَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا، وَأَمَّا الْآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ، وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ:

(( أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ ؟ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَآوَاهُ اللهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ )).

- الحديث الأوّل:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ، يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ، فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا.

قَالَ: فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: مَا يَقُولُ عِبَادِي ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: يُسَبِّحُونَكَ، وَيُكَبِّرُونَكَ، وَيَحْمَدُونَكَ، وَيُمَجِّدُونَكَ.

قَالَ: فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي ؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ لَا وَاللَّهِ يَا رَبُّ ! مَا رَأَوْكَ.

قَالَ: فَيَقُولُ: كَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا.

قَالَ: يَقُولُ: فَمَا يَسْأَلُونِي ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ.

قَالَ: فَيَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبُّ ! مَا رَأَوْهَا ؟

قَالَ: فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا، وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً.

قَالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: مِنْ النَّارِ.

قَالَ: فَيَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبُّ ! مَا رَأَوْهَا.

قَالَ: فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا، وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً.

قَالَ: فَيَقُولُ: فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ.

قَالَ: يَقُولُ مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ: فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ. قَالَ: هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ )).

[رواه البخاري- واللّفظ له - ومسلم].

شرح الحديث:

- قوله ( إنّ لله ملائكة ) في رواية مسلم: ((... فُضْلاً )): أي: زائدون على الحفظة، لا وظيفة لهم إلاّ التماس حِلَقِ الذِّكْر. قاله النّووي رحمه الله.

- قوله: ( يطوفون في الطّرق ): في رواية مسلم (( سَيَّارَةً ))، وفي رواية خارجَ الصّحيحين: (( سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ )).

- ( هلمّوا ) هي لغة أهل نجد بمعنى: أقبلوا.

وأمّا أهل الحجاز فيقولون للواحد والاثنين والجمع: ( هلمّ ) بلفظ الإفراد، وبه نزل القرآن سواء كانت بمعنى " أقبل " أو "أحضر"، قال تعالى:{قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا} [الأنعام: من الآية150]، وقال:{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا} [الأحزاب: من الآية18].

- قوله: ( فيحفّونهم بأجنحتهم ): أي يدنون بأجنحتهم حول الذّاكرين.

لذلك رجّح ابن عبد البرّ رحمه الله تعالى أنّ معنى قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( وَإِنَّ المَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رِضاً بِمَا يَصْنَعُ )) هو أنّها تجلس إليه وتحفّه بأجنحتها.

- قوله: ( إلى السّماء الدّنيا ): في رواية مسلم: (( قَعَدُوا مَعَهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُم بَعْضاً بِأَجْنِحَتِهِمْ، حَتَّى يَمْلَؤُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ سَمَاءِ الدُّنْيَا )).

- قوله ( فيسألهم ربّهم عزّ وجلّ، وهو أعلم منهم ): في رواية مسلم: (( قالَ: فَيَسْأَلُهُمْ اللَّهُ عزّ وجلّ وَهُوَ أَعْلَمُ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ ؟)).

وسبب سؤاله تبارك وتعالى أمران:

الأوّل: إشهادُهم على صلاح أمر الذّاكرين.

الثّاني: بيان حكمة الله تعالى من خلقِ الإنس، فتعترف الملائكة وتشهد أنّ هناك من العباد من يسبّح الله بحمده ويقدّس له، مع أنّ قلوب بني آدم محاطة بالصّوارف والشّواغل، وتتذكّر يوم قالوا:{أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}، فقال:{إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} [البقرة:30]..

- قوله: ( يسبّحونك، ويكبّرونك، ويحمدونك ) وفي رواية: (( مَرَرْنَا بِهِمْ وَهُمْ يَذْكُرُونَكَ ))، وعند البزّار: (( وَيُعَظِّمُونَ آلاَءَكَ، وَيَتْلُونَ كِتَابَكَ، وَيُصَلُّونَ عَلَى نَبِيِّكَ، وَيَسْأَلُونَكَ لِآخِرَتِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ )).

ويؤخذ من مجموع هذه الرّوايات أنّ المراد بمجالس الذّكر أنّها الّتي تشمل ذكرَ الله بجميع أنواعه :من تسبيح، وتكبير، وغيرهما، وعلى تلاوة كتاب الله سبحانه وتعالى، وعلى الدعاء، وقراءة الحديث النّبوي، ومدارسة العلم الشّرعي ومذاكرته.

- قوله: ( فيقول: هل رأوني ؟ فيقولون: لا والله، ما رأوك.. ): فيه دليل على أمور:

الأوّل: على أنّ الذّكر يتبع المعرفة، فالّذي لا يعرف الله تعالى بصفات كماله، ونعوت جلاله لا يذكره كثيرا، وكأنّه تعالى يقول: لا يمكن لأحد أن يذكرني على هذا النّحو إلاّ من رآني وعرفني.

الثّاني: فيه إثبات رؤية الله تعالى، ولو كان محالا ما سألهم: وكيف لو رأوني ؟

الثّالث: وفيه بطلان قول الزّنادقة أنّ اليقين مُسْقِط للتّكليف، إذ قال الملائكة: ( لو رأوك لازدادوا لك تعظيما وتمجيدا ).

- قوله: ( فما يسألوني ؟): فيه التّرغيب إلى أهمّ أنواع الذّكر وهو الدّعاء، وأعظم الدّعاء هو سؤال الله الجنّة.

فقد روى أبو داود وأحمد عن بعضِ أصحابِ النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: قال النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم لرجُلٍ:

(( كَيْفَ تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ ؟)) قَالَ: أَتَشَهَّدُ، وَأَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ النَّارِ، أَمَا إِنِّي لَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: (( حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ )).

والله تعالى لم يُكثِر من وصف الجنّة إلاّ ليسأله إيّاها عبادُه، وما ذكر وصف النّار إلاّ ليستجير به منها عباده.

- قوله: (( أشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ )) جاء في رواية مسلم:  (( قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَك، قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، وَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا )).

وهذا يشبه كثيرا قوله تعالى لأهل عرفة، وليس ذلك إلاّ لأنّ مجالس الذّكر فيه أجر الحجّ، وفي ذلك حديثان:

الأوّل: ما رواه الترمذي بإسناد حسن عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ )).

الثّاني: ما راوه الطّبراني في "الكبير" عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( مَنْ غَدَا إِلَى المَسْجِدِ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْراً أَوْ يُعَلِّمُهُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامٍّ حَجُّهُ )).

- قوله: ( يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لجاحة ) في رواية مسلم: (( قَالَ: يَقُولُونَ: رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ ؟)).

- قوله: ( هم القوم، لا يشقى بهم جليسهم ) هذه العبارة تنفِي عن جليسهم الضّرر فحسب، ولا تدلّ على أنّه انتفع بمجالستهم، فجاءت رواية مسلم تنفي هذه الاحتمال، فقال: ( وَلَهُ غَفَرْتُ ).

وقوله: ( هُمُ القَوْم ) وفي رواية: ( هُمُ الجُلَسَاء ): الألف واللاّم إشعار بالكمال، أي: هم القوم كلّ القوم.

فوائد الحديث:

- في الحديث فضل مجالس الذّكر والذّاكرين، وفضل الاجتماع على ذلك، وأنّ جليسهم يندرج معهم في جميع ما يتفضل الله تعالى به عليهم إكراما لهم، ولو لم يشاركهم في أصل الذّكر.

- وفيه محبّة الملائكة لبني آدم، وعنايتهم بهم.

- وفيه أنّ السّؤال قد يصدر من السّائل وهو أعلم من المسئول؛ لإظهار العناية بالمسئول عنه، والتنويه بقدره، والإعلان بشرف منزلته.

- وفيه أنّ الّذي اشتملت عليه الجنّة من أنواع الخيرات، والنّار من أنواع المكروهات فوق ما وُصِفَتا به.

- وفيه فضل سؤال الله تعالى، ودعائه، والرّغبة فيما عنده، وأنّ الإلحاح والمبالغة في ذلك من أسباب القبول.

- وفي الحديث بيان فضل الجليس الصّالح، حيث غُفِر للمُذنب من أجل مجالسته للصّالحين.

قال ابن القيّم رحمه الله في "الوابل الصّيب":

" فهذا من بركتهم على نفوسهم وعلى جليسهم، فلهم نصيب من قوله:{وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ}، فهكذا المؤمن مباركٌ أين حلّ، والفاجر مشؤوم أين حلّ .. ومجالس الذّكر: مجالس الملائكة، ومجالس اللّغو والغفلة مجالس الشّياطين، فليتخيّر العبدُ أعجبَهما إليه، وأولاهما به، فهو مع أهله في الدّنيا والآخرة ".

والله تعالى الموفّق لا ربّ سواه.

أخر تعديل في الأحد 24 رجب 1432 هـ الموافق لـ: 26 جوان 2011 06:51

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.