أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

الأربعاء 02 شوال 1432 هـ الموافق لـ: 31 أوت 2011 11:34

- وقفاتٌ مع الدّخولِ المدرسيّ

الكاتب:  الشّيخ محمّد حاج عيسى
أرسل إلى صديق

الخطبة الأولى [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فإنّ من الموضوعات الّتي تشغَل النّاس هذه الأيّام: الدّخول المدرسيّ، وانطلاقُ موسم جديد من مواسم الدّراسة والتّعليم؛ فرأيت أن أقف مع هذا الحدَثِ وقفةً، بل وقفاتٍ، لتوجيه الآباء والأبناء إلى حقيقة التّعليم، ولتصحيح بعض المفاهيم .. وقفاتٍ نراها مهمّة؛ لأنّ أكثرَ النّاس لا يفكّرون في هذا الحدَث إلاّ من النّاحية المادية فقط، فأردنا أن نلفت انتباههم إلى أمور هي أهمّ من ذلك.

الوقفة الأولى: تعزية وتهنئة.

أوّل ما نبتدئ به: تعزية من ذهب عنه فصلُ الصّيف دون أن يغْنَم منه شيئا من الأعمال الصّالحة الباقية .. ضيّعه كاملا دون أن ينتفع منه، وسيُسأل عنه يوم القيامة؛ لأنّ أيّام الصّيف والعُطَل داخلةٌ في العُمُر الّذي يسألنا المولى عزّ وجلّ عنه. 

وكذلك نهنّئُ من اغتنمَ أطولَ أيّام السنة في العلم النّافع والعمل الصّالح .. في التفقّه في الدّين، وحفظ القرآن، وفي الدّعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنّهي عن المنكر، وغير ذلك من الأعمال الصّالحة.

الوقفة الثّانية: بين علوم الدّنيا وعلوم الدّين.

أيّها الآباء .. مهمّ جدّا أن يدرُسَ أولادُكم في المدرسة ليتعلّموا القراءة، والكتابة، والحساب، وغيرها من العلوم الّتي تنفعهم في دنياهم، لكنّ الأهمّ من كلّ ذلك: أن يتعلّم أولادُكم عقيدتَهم، وأخلاقَهم، فأين الاهتمام بها وأين الاعتناء بها ؟

أيّها الأب .. أين أنت من قول لقمان لابنه:{يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان:13] ؟ {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان:17-19] ؟

أيّها الأب .. إنّك مسئول عن تعليم أولادك، وإنّك مسئول عن عقيدتهم قبل ذلك، قال النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: (( مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ )) [متفق عليه].

الوقفة الثّالثة: اهتمام كبير بمستقبل الأولاد.

في هذه الأيّام يظهر من الآباء اهتمامٌ كبيرٌ بمستقبل أولادِهم الدّنيوي: ماذا يكون هذا الابن ؟ مهندساً، أو طبيباً، أو طيّاراً ... الخ.

ولكنّهم يُهمِلون إهمالاً تامّا المستقبلَ الأهمّ الأبعدَ والأدوم: المستقبلَ الأخرويّ ! فهلاّ كان تفكيرُهم في مصيرِ أولادهم في الآخرة مثل تفكيرهم في مصيرهم في الدّنيا على الأقلّ ؟! وقد قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التّحريم:6].

فهل أولادكم يعملون بعمل أهلِ الجنّة أم بعمل أهل النّار ؟ هل هم ممّن يقيمون الصّلاة ؟ وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: (( مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ )) [رواه أبو داود].

الوقفة الرّابعة: لا تحرّفوا النّصوص.

قال تعالى:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة:11]، وقال:{إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ}.

هذه الآيات وغيرُها ممّا جاء في القرآن والسنّة في مدحِ العلم وأهلِه، إنّما معناها العلمُ بالله، وبرسوله، وبدينه؛ فإنّه العلم الّذي يُمدح بإطلاق، وليس في علوم الدّنيا الّتي إن خلت عن مراقبة شرع الله تعالى كانت مذمومةً بإطلاق، وقال تعالى عن أهلها:{يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم:7].

الوقفة الخامسة: على الأقل أصلح النية.

إنّ علومَ الدّنيا قد تكون نافعةً في الآخرة لمن خلُصت نيّتُه وأراد الخير لأمّته ولأهله، وسلفُنا كانوا يحتسبون الأجرَ في النّوم والطّعام، فكيف لا نحتسب أجر علوم الدّنيا مع كثرة ما نُنْفِق فيها من أوقات وأموال ؟

فمن كانت نيّتُه إعزازَ أمّة الإسلام، وإعدادَ القوّة لمواجهة فراعنة العصر، فهذا إن شاء الله من المحسنين، مأجور على نيّته وعمله.

ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو سمعة يكسبها، فهجرته إلى ما هاجر إليه.

وننبّه هنا إلى أنّ من الآباء من يُفسِد نيّاتِ الأبناء، يقولون: تعلّم لأجل المنصِب ! وتعلّم من أجل المال !

الوقفة السادسة: ها هو الشرف لمن يريده.

كثيرٌ من الآباء لا يهمّه مِن تعلّمِ أبنائِه إلاّ أن يقال له: ابنه فلان ذا منصب كذا ! إلاّ نيل شرف زائلٍ ! وهذا من النيّات الفاسدة.

ونحن ندلّهم على شرف عظيم، رغّبهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في تحصيله، حيث قال صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ، فَيَقُولُ: لَهُ هَلْ تَعْرِفُنِي ؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ، فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ، وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ.

فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا، فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذِهِ ؟! فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ، وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ )) [رواه أحمد].

وأين شرف الدنيا من شرف الآخرة ؟ أين هذا من ذاك ؟

الخطبة الثانية.

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّد المرسلين، والعاقبة للمتّقين، ولا عدوان إلاّ على الظّالمين، أمّا بعد:

الوقفة السّابعة وهي الأخيرة: أيّها الآباء المهمة لم تنته.

لا تنتهي مَهمّة الآباء بإيصال الأولاد إلى باب المدرسة، كما أنّها لا تنتهي بإدخالهم المسجدَ، بل هناك تبدأ مسؤوليّات جديدةٌ على الآباء:

وذلك من جانب تعليمِهم الأدبَ الواجبَ في المدرسة: الأدبَ مع المعلِّمِ، ومع الزّملاء، والأدب في تحصيل العلم، وكذلك من جانب التّحذير من الآفات الموجودة في المدرسة الّتي لم يعهدُوها من قبل.

1- وإنّ من واجب الأب أن يختار لابنه أحسنَ المدراس سُمعةً، وأن يختار له في المدرسة أحسنَ المعلّمين .. من واجبه أن يختار له الوسط الصّالح، والمعلّمَ القدوة. وإن لم يفعل فإنه يكون داخلا في معنى قوله صلّى الله عليه وسلّم: (( يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، وَيُمَجِّسَانِهِ )).

2- ومن واجب الأب أيضا: تدارُكُ النّقائص الّتي في المدرسة: في برامج التّعليم كتحفيظ القرآن، وتلقين العقيدة الإسلاميّة، وكذلك عليه أن يُصحِّح لأولادِه المفاهيمَ المغلوطةَ الّتي يتلقّوْنَها في المدرسة، وما أكثرها مع الأسف الشّديد !

3- وليحذر الآباء أن يجعلوا من موسِمِ الدّخول المدرسيّ موعداً للانقطاع عن المسجد، وعن الدّراسة المسجدية؛ فإنّ ذلك من أعظم الأغلاط، ومظاهر الجناية على الأولاد، وعلى مستقبلهم في الدّنيا والآخرة.

4- ومن واجب الآباء: تحذير الأولاد من المفاسد في المدرسة، وعلى رأس تلك المفاسد: الاختلاط بين الجِنسَين، فلا بدّ من تحذير الأولاد ذكوراً وإناثا منه، وقد قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم: (( مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ )) [متفق عليه].

ومن واجبهم: مراقبتُهم، ومتابعتُهم في هذا الشّأن وخاصّة البنات، مراقبتهم في أخلاقهم، وفي لباسهم، وفي مخالطتهم.

5- من واجبه: أن يُوجِّهَ أولاده إلى الرُّفقَة الصّالحة فإنّ " الطّبع لصّ "، و(( المَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ؛ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ ))، فينهَى الولدَ عن مخالطة المنحرفين، والمدخّنين، والمهمِلين، وغيرِِ الجادّين.

6- ومن واجب الآباء: تحذيرُ أولادِهم ذكوراً وإناثا من تضييعِ الصّلاة بحجّة الدّراسة؛ لأنّ الصّلاة أهمّ، وإنّهم يأثمون لإخراجها عن وقتها، وقد قال تعالى:{إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً} [النساء: 103].

7- ومن واجبهم: مراقبةُ الموادِّ الّتي يدرسُها الأولادُ في المدرسة، وإنّه يجب منعُهم من دراسة الموسيقى؛ لأنّها حرام.

ولا بدّ من منع البنات من ممارسة الرّياضة - خاصّة بعد البلوغ - ولو أدّى ذلك إلى تركِها الدّراسةَ، وإنّ ذلك من مُقتضَيات الرّجولة، والغيرةِ على العِرض والشّرف. ومن لم يفعل ذلك فإنّه يُعتبَر قد خان الأمانة، والله تعالى يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال:27].

والمربِّي مستأمَنٌ على عقيدة ولده، وعلى أخلاقه قبل أيّ شيء آخر.

قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ: الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )) [متّفق عليه].

وسبحانك اللّهم وبحمدك، أشهد أن لا إلا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

أخر تعديل في الأربعاء 02 شوال 1432 هـ الموافق لـ: 31 أوت 2011 22:09

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.