أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

الأحد 11 ذو القعدة 1432 هـ الموافق لـ: 09 أكتوبر 2011 06:44

- نبذة عن تاريخ الطّرق الصّوفية في الجزائر (2)

الكاتب:  الشّيخ محمّد حاج عيسى
أرسل إلى صديق

هذا بيان لهذه الطّرق مع جهد يسير في ترتيبها، والتّعريف بها، وقد اعتمدت في ذلك على "تاريخ الجزائر الثّقافي" لأبي القاسم سعد الله، إضافةً إلى بعض المواقع الإلكترونية الخاصّة بهذه الطّرق، وقد أخّرْت الطّريقة الشّاذلية لكثرةِ فروعِها، وانقسامِها على نفسها.

1- الطّريقة القادريّة.

تُنسَب هذه الطّريق إلى الشّيخ عبد القادر الجيلالي (ت:561 هـ): الفقيه البغدادي الزّاهد المعروف، صاحب "الغُنية" وغيرِها، وقد كان لهذه الطّريقة الّتي ظهرت في المشرِقِ عدّة فروع تتّصل بالزّاوية الأمّ ببغداد.

وكان للطّريقة القادريّة في الجزائر عدّة زوايا في زمّورة، والشّلف، وتيارت، والوادي، وورقلة، والأوراس، وكنتة. وقد أبلغها الدّكتور سعد الله في كتابه "تاريخ الجزائر الثّقافي" إلى 33 زاويةً في نهاية القرن التّاسع عشر، ينتمي إليها 25 ألف مريد.

ولهذه الطّريقة وِرْدٌ تتميّز به، منه ما يتعلّق بالذكر بعد الصّلوات، ومنه وِرْدٌ يوميّ. ويلاحظ أنّ هذه الأوراد في أصلها مشروعة، لكنْ اعترتْها البدعيّة من ناحية التّخصيص بالأوقات والتّحديد بالأعداد، كقول "لا إله إلاّ الله" 500 مرّة في اليوم، والصّلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم 121 مرّة في اليوم، والاستغفار بعد الصّلاة 100 مرّة، مع أنّ المأثورَ عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو الاستغفار ثلاثاً.

وهنا ملاحظة حول جهاد الأمير عبد القادر: فإنّه لا علاقة له بالانتماء للقادريّة، لأنّه قد ساندَه فيه الرّحمانيّون والدّرقاويون، في حين أنّنا نجد من رموز القادريّة من لم يحارِبْ فرنسا، بل حارَبَ معها، كمقدَّم زاوية ورقلة الّذي قُتِل وهو يحارب مع الفرنسيّين إخوانَه الجزائريّين سنة 1895 !

ولقد ظلّت فرنسا راضيةً عن هذه الطّريقة وزواياها بعد ذلك؛ حتّى التحق شيخُها في وادي سوف الشّيخ عبدُ العزيز بن الهاشمي برَكْبِ الحركة الإصلاحيّة، وتبرّأ من بِدعِ وخرافاتِ وضلالاتِ الطّرقيّة، وحوّل زاويتَه إلى معهدٍ لتعليم الإسلام واللّغة العربيّة، فقلبت له فرنسا ظهر المجنّ، وأغلقت زاويتَه، ورمت به في غياهب السّجون؛ ذلك أنّها كانت تشجِّع زوايا الدَّجَل والدّروشة، وترى في زوايا العلم والمعرفة خطراً على وجودِها، ومناهضةً لسياسة التّجهيل والتّغريب الّتي كانت تنتهجها.

ومن فروع القادريّة الّتي كان لها وجود في الجزائر:

أ) العمارية.

نسبةً إلى الوليّ الصّالح عمّار بوسنّة (كان في القرن الثّاني عشر في ضواحي عنّابة)، ومؤسِّسُها هو مبارك بن يوسف المغربيّ، وهو عميلٌ من عملاء فرنسا، سمّى نفسه خديم سيدي عمّار، وطريقته: الطّريقة العمّاريّة؛ وقد أسّس هذه الطّريقةَ بتشجيعٍ من فرنسا الّتي بَنَتْ زاويةً قُرب "قالمة"؛ لتنطلق منها دعوتُه.

كما ساعدته بالدّعاية لطريقته بإقامة الحفلات في المدن وفي المقاهي، وعن طريق تكوين فِرق بهلوانيّة متجوّلة تنتقل في الأرياف.

وفي سنة 1882 تمكّن من وضع ذكرِ طريقتِه المستقِلّ عن الذّكر القادريّ، بإعانةِ شيخٍ قادريٍّ تونسيٍّ عميلٍ أيضا، وذِكْرُه هذا يتميّز باختلافه حَسَب أيّام الأسبوع؛ إذ منه:" لا حول ولا قوّة إلاّ بالله " يوم الأحد ، و" لا إله إلاّ الله " يوم الإثنين، وهكذا.

وقد بلغت الزّوايا التّابعة له 26 زاويةً، كانت تستقطب 7 آلاف مريد إلى نهاية القرن التّاسع عشر الميلادي.

ب) البوعليّة.

نسبةً إلى البوعلي (ت:610 هـ) من "نفطة" في تونس، وكان لها أتباعٌ في العهد الفرنسيّ في الشّرق الجزائريّ، وزاويةٌ لها مقدَّم في خنشلة، وحسَب بعضِ المؤرّخين الفرنسيّين فإنّها كانت تعتمد على الرّقص والشّعوذة، مثل طريقة العيساوة.

ج) البكائية.

وهي من الطّرق الّتي تفرّعت عن الطّريقة القادريّة، ومؤسّسُها: أحمد البّكاي الكُنْتِي في منطقة كنتة بتوات (في نهاية القرن الخامس عشر)، وكان لولده عمر (ت:960 هـ/1553 م) دورٌ في نشر القادريّة في غرب إفريقيا.

2- الطّريقة الرّحمانيّة.

مؤسِّس هذه الطّريقة هو محمّد بن عبد الرّحمن الأزهري (ت:1208 هـ/1793 م).

كان قد جلب الطّريقة الخلوتية من المشرق وطوّرها فنُسِبَتْ إليه، وذلك في سنة (1188 هـ/1774 م)، وكان لهذه الطّريقة 220 زاويةً تضُمُّ ما بين 130 إلى 160 ألف مريدٍ قبلَ نهاية القرن التّاسع عشر، ولذلك كانت تُعتَبَرُ من أوسع الطّرق انتشاراً في الجزائر أثناء الحقبة الاستعماريّة، وقد تراجع ذلك النفوذ كثيرا بفضل الدّعوة الإصلاحيّة المباركة الّتي نشرتها جمعيّةُ العلماءِ المسلمين.

وشيخُها المعروف بصاحب القبرين، أحدهما: في موطنه ومقرِّ زاويتِه ببني إسماعيل دائرة بوغني ببلاد القبائل. والثّاني: في مقبرة سيدي امحمد بالعاصمة.

ولزاويته فروعٌ في الشّرق والجنوب، من أشهرها: زاوية "الهامل" ببو سعادة، الّتي تحمل لواءَ الطّريقة في هذه الأيّام، ومنها زاوية الحملاوي وباشتارزي في قسنطينة، وخنقة سيدي ناجي ببسكرة.

3- الطّريقة التّجانية.

تنتسب إلى مؤسِّسها: أحمد بن محمّد التّجاني (ت:1230 هـ/1814 م)، وهو من مواليد عين ماضي بالأغواط عام (1150 هـ/1737 م).

ارتحل إلى فاس، وتلمسان، وتونس، والقاهرة، ومكّة، والمدينة، وبغداد، وأخذ الطّريقة القادريّة والطيبية والرحمانية والناصرية والمدنيّة والخلوتية.

وفي عام 1196 م قرّر إنشاءَ طريقةٍ خاصّة به، وكان يومَها بفاس المغربيّة، ثمّ اتّخذ عينَ ماضي مقرّاً للخلافة العامّة للطّريقة، الّتي صار لها أتباعٌ في وسطِ وغرب إفريقيا. وقد أحصى لها الفرنسيّون في الجزائر نهايةَ القرن التّاسع عشر 32 زاوية و25 ألف مريد.

وتتميّز هذه الطّريقةُ بصلاة "الفاتح" التي يزعُم التّيجاني أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم علّمه إيّاها في المنام، وأنّها من كلام الله تعالى، وقراءتُها خيرٌ من قراءة القرآن ! وأنّ من داوم على قراءتها دخل الجنّة بغير حساب ! ولأجل هذا أفتى الشّيخ ابنُ باديس رحمه الله تعالى بكفر من انتمى إليها، بناءً على هذه العقائد الباطلة.

4- السّنوسية الطكّوكية.

الطّريقة السّنوسية تُنسَب إلى محمّد بن عليّ السّنوسي المستغانمي (ت:1859 م) الّذي أخذ مجموعةً من الطّرق في الجزائر، والمغرب، ومنها الشّاذلية، ثمّ استقرّ في ليبيا، وأسّس عام 1843 م هذه الطّريقةَ الّتي تُنسَب إليه، وشرع في الدّعوة إليها من هناك.

أسّس في حياته 22 زاويةً، منها: زاوية جغبوب الّتي توفِّي بها، وهي طريقةٌ صوفيّة لا تختلف عن بقيّة الطّرق بأذكارها المبتدَعة، وحضرتِها المستقبَحة.

وبعضُ النّاس يبالغ في الثّناء عليها، وربّما وصفها بالسّلفية لاعتمادِ صاحبها على رواية الحديث النّبويّ، وخروجِه في بعض المسائل الفقهيّة عن اختيارات خليل صاحب "المختصر"، وكذلك بناءً على مواقفِ أتباعِها تُجَاه الاستعمار الأوروبيّ، وذلك لا يُخرجها عن حقيقتِها الصّوفية في السّلوك والاعتقاد.

وقد اتّبعت هذه الطّريقة سياسةً حاولت من خلالها استيعابَ مريدي الطّرق الأخرى؛ فأباحت تعدُّد المشايخ والانتماء؛ ولذلك كثر أتباعُها في إفريقيا وآسيا، وليس لها في الجزائر إلاّ زاويةٌ واحدة سمحت فرنسا بتأسيسها (عام 1859)، وببقائها، وهي: زواية ابن طكوك في مستغانم.

5- الشّاذلية.

تنسب هذه الطّريقة إلى أبي الحسن الشّاذلي الّذي سبق أن تحدّثنا عنه، وقد عرفنا شيخَه وسنَدَه، فقد كان ينتسِب إلى ابن مشيش، لكن سرعان ما استقلّ عنه، وأصبح يستمدّ من عالَم الرّوحانيات مباشرةً.

وقد انتشرت طريقتُه عن طريق خليفته أبي العبّاس أحمد المرسي (ت:686 هـ) الّذي كان يقول عن نفسه:" والله لو حُجب عنّي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طرفةَ عينٍ ما عددت نفسي من المسلمين "! ثمّ عن طريق تلميذِ هذا الأخير: ابنِ عطاء الله السّكندريّ (ت:709 هـ).

ومن خصائص هذه الطّريقة في الذّكر اليوميّ في الصّباح والمساء: الاستغفار 100 مرّة، والصّلاة على الرّسول صلّى الله عليه وسلّم 100 مرّة، وتكرار الشّهادة 100 مرّة، وحضور الحضرة مرّة في الأسبوع على الأقلّ، وزيارة المقدَّم والحديث إليه مرّة في الشهر على الأقلّ. كما أن للشّاذلي أورادا وأحزابا تُنسَب إليه يتلوها أتباعه، ويتقرّبون بها إلى الله عزّ وجلّ.

ولهذه الطّريق أكثرُ من عشرين فرعاً مُنشقًّا عنها، الّذي وُجِد منها في الجزائر: الزّروقية، واليوسفيّة، والعيساويّة، والكرزازيّة، والشيخيّة، والنّاصريّة، والطيبيّة، والزيانيّة، والحنصاليّة، والحبيبيّة، والمدنيّة، والدّرقاويّة، إضافة إلى السّنوسية التي تُعتبر مستقِلّة عنها تماما.

أ) الزروقية.

تنسب إلى الشّيخ أحمد الزروق الفاسي (ت:899 هـ/1494 م).

وهو فقيه أقام في الجزائر، وبجاية، وقسنطينة، قبل أن ينتقل إلى مصراته بليبيا، حيث كانت وفاتُه، وهو لم يؤسِّسْ طريقةً، وإنّما ترك أفكارا ومؤلّفاتٍ في آداب المريد، ثمّ أسّس أتباعه هذه الطّريقة ونسبوها إلى شيخهم، كما نسبوا إليه أشعارا إن لم تكن شركا فليس في الدّنيا شرك، ومن تلك الأشعار المشار إليها ما جاء في "البستان" لابن مريم (ص:48-49) أنّه قال:

وأُلْهِمْتُ أسرارا وأُعطيتُ حـكمـةً *** وحُزت مقامات العُلـى المستنيـرة

وإن كنتَ في هـمّ، وضيقٍ  وكربـةٍ *** وقلبٍ كسيـرٍ، ثمّ سُقمٍ   وفاقـة

توجّهْ لقُـرْبٍ، وأسْـرِع بخـطـوة *** فنادِ: أيا  زروقُ   ءاتِ بسـرعـة

فكم كربةٍ تُجلَى إذا ذُكِـر  اسْمُـنا *** وكم ثـمرةٍ  تُجْنَى بأفرادِ  صحبتِي

مريدي، فلا  تخف ولا تخـش ظـالماً *** فإنّك ملحـوظٌ بعيـن العنـايـة

وإنّي للمريـد لا شـكّ  حـاضـر *** أشـاهده فـي كلّ  حين ولحظـة

وألحظـه ما دام  يرعـى مـودّتِـي *** يلازِم حزبِي، ثمّ  وردي، وحضرتي

أنـا لمريـدي  جامـعٌ   لشتـاتـه *** إذا مسّـه جَـوْر  الزّمـان  بنكبة

وقفت بباب الله  وحـدي موحّـدا *** ونوديتُ: يا زروق، ادخُل  لحضرتي

وقال لي أنت القطب في الأرض كلّها *** وكلّ عبيـد الله  صـاروا رعيّـتِي

وتصرّفت بإذن من له الأمـر كلّـه *** وقرّبنِـي المولـى، وفـزت بنظـرة

وجالت خيولـي في  الأرضين كلّها *** فأهل السّمـا والأرض تعرف سطوتِي

وإنّي ولِـيُّ الله، غـوثُ   عبـادِه *** وسيـفُ القضـاء للظّالِم المتعـنّـت

أيا سـامعاً قـولِي هذا  فحـاذرن *** وسلِّـم لأهـلِ الله فِي  كلّ حـالـة

وما قلت هذا القولَ  فخراً، وإنّمـا *** أذنْـت بـه؛ لتعلمـوا بِحقيـقَتِـي

ومنهم من ينسب هذه التّائيةَ إلى محمّد بن عيسى المكناسيّ صاحب الطريقة "العيساوية" الآتي ذكره، مع تغيير اسم زروق حيث ورد فيها بابن عيسى.

وقد كان للطّريقة الزروقية في الحقبة الاستعمارية أتباعٌ في قسنطينة، وتلمسان، وبجاية، وقد قُدِّر مريدوها آنذاك وإلى نهاية القرن التّاسع عشر ب 2.7 ألف مريد.

ب) اليوسفية.

نسبةً إلى أحمد بن يوسف الملياني (ت:931 هـ/1525 م)، وهو من تلاميذ أحمد الزّروق. وقد كان له أتباع في مليانة وتلمسان، ولكنّ خلفاءه من أحفاده التحقوا بالإدارة الفرنسيّة إثر الاحتلال؛ مما تسبب في قتلهم على التوالي في سنوات (1872 م و1881 م و1895 م)، ولعلّ ذلك كان سبب اندثار هذه الطريقة الّتي قُدِّر أتباعُها في نهاية القرن التّاسع عشر بـ 1.4 ألف.

ج) العيساوية.

وهي طريقة أسّسها محمد بن عيسى (ت:933 هـ/1526 م) دفين مكناس، وانحرف بها عن الشّاذلية الجزولية. وقد اشتهرت بأعمالها السّحريّة، والحركات البهلوانيّة، وهم يزعُمون أنّ أعمالَهم معجزاتٌ إلهيّة، وقد عُدَّ أتباعُها في الجزائر في نهاية القرن التّاسع عشر بـ3.5 ألف، موزَّعين على 13 زاوية في وزرة بالمديّة، والرّمشي قرب تلمسان، وقسنطينة، وعنّابة، ولا يزال لها أتباع في الجزائر إلى يومنا هذا.

د) الحنصاليّة.

مؤسّسُها: سعيد بن يوسف الحنصالي (ت: 1114 هـ/1702 م) من دادس بالمغرب الأقصى. وهي من فروع الشّاذلية، ويقوم أتباعُها بأعمال تشبه أعمالَ العيساويّة، وهم يزعُمون الإفادة في العثور على الأشياء المسروقة، والدّلالة على المجرمين، ويقرؤون جماعةً القصيدة الدّمياطية (الزّمياطي) الّتي هي سحرٌ خالص، فيُصيبهم نوعٌ من الصّرع والجنون.

وكان لها أتباع في قسنطينة، ووهران، ومجموع زواياها 18 زاوية، وأتباعها يقدّرون بـ4 آلاف مريد.

هـ) الكرزازية (الأحمديّة).

أسّسها أحمد بن موسى الحسني مولى كرزاز (ت:1016 هـ/1608 م) قُرْبَ توات بأدرار.

تتلمذ على أحمد بن يوسف الملياني، وأتباعُه يقولون: إنّه أذن له في تأسيس طريقة، ووِرْدُها متميِّز بما يأتي: لا اله إلاّ الله، محمّد رسول الله 10 مرّات عقب كلّ صلاة، والصّلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم 80 مرّةً عقب صلاة عصر الجمعة، وقراءة حزب الفلاح المعروف للشّاذلي عقِب صلاة الصّبح و المغرب، وبسم الله الرّحمن الرّحيم 100 مرّة عقب صلاة العشاء، و200 عقِب صلاة الصّبح، والصّلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عند المصافحة، وإقامة الذّكر المعروف بالسّماع الّذي يُقال بالمسجد في الشّتاء عقب صلاة الصّبح، وفي الصّيف كلَّ خميس.

أتباعُ هذه الطّريقة يزعُمون أنّهم لا يقبلون في صفوفهم إلاّ متعلّما، وليس لهذه الطّريقة أتباعٌ إلاّ في منطقة توات، وتلمسان وما جاورها.

كان ولاؤُهم للمغرب، ثمّ عُرفوا بالعِمالة للفرنسيّين، ظهر ذلك جليّا لمّا سلّم أحمد بن الكبير بوحجاجة بعضَ الهاربين إليه من ثورة بوعمامة، ولمّا توفّي عام 1896 بادر خليفتُه عبدُ الرّحمن بن محمد بإعلام الفرنسيين، ووعدهم بالسّير على منهاج سلفه.

في نهاية القرن التّاسع عشر كان لها 3 آلاف مريد.

و) الناصرية.

وهي طريقة شاذلية موجودة في المغرب، أسّسها محمّد بن ناصر الدّرعي (ت:1085 هـ/1674 م) وسنده إلى الشّاذلي عن طريق الشّيخ أحمد الزّروق، وعن طريق الجزولي، وأشار أبو القاسم سعد الله إلى وجود أتباع لها في الجزائر في الحقبة الاستعمارية، ومن فروعها الطّريقة الزيانيّة الآتي ذكرُها.

ز) الزّيانية.

أسّسها محمّد بن عبد الرّحمن بن بوزيان (ت:1145 هـ/1733 م) في القنادسة، بعدما تلقّى الطّريقة النّاصرية في المغرب الّتي تميّزت بتقسيم أذكار الطّريقة إلى ثلاثِ فئاتٍ ذكر خاصّ بالمتعلّمين، وذكر العوامّ، وذكر النّساء.

وتتميّز بوِرد خاصّ فيه: تلاوة حزب من القران خمس مرّات في اليوم، وقراءة "دلائل الخيرات" مرّة كلّ يوم، أو مرّة في كلّ جمعة، والوِرد اليوميّ للمبتدئين وهو الورد الشّاذلي العامّ: أستغفر الله العظيم وأتوب إليه 100 مرّة، واللّهمّ صلّ على سيّدنا محمّد عبدِك ورسولِك النبيّ الأمّي وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما 100 مرّة، لا إله إلاّ الله 1000 مرّة، وعلى رأس كلّ مئة يأتي محمّد رسول الله، وإن كان المريد لا يقدر على تمام الألف يقول: لا إله إلاّ الله 100 مرّة، محمّد رسول الله.

وقد كان أتباع هذه الطريقة موالين لفرنسا، وهم أوّل من خان الشّيخ بوعمامة عام 1881، وكانت من الطّرق الّتي أيَّدت فرنسا في الحرب العالميّة الأولى، وأصدرت بياناً مليئاً بعباراتِ التملّق لفرنسا، والاحتقار لألمانيا وتركيا.

ح) الطيبيّة الوزّانية.

تأسّست الطّريقة الوزّانية في المغرب (عام 1059 هـ/1659 م) على يد عبد الله بن إبراهيم الشّريف الوزاني الإدريسي (ت:1089 م)، واسم الطّيبية نسبة إلى حفيدة الطيب بن محمّد.

ولهذه الطريقة عدّة فروع في جميع جهات الجزائر، حيث كان لها إلى غاية نهاية القرن التّاسع عشر 20 زاوية، و22 ألف مريد، ولها في الجزائر مقدَّمون، أمّا شيخُها الرّئيسي فمقرّه في المغرب، ولا يكون إلاّ من أشراف وزّان.

ابتدأت علاقتُهم بالفرنسيّين في عهد بوجو الّذي طلب من المغاربة عن طريقهم الكفّ عن مساندة المقاومة، وتمتّنت هذه العلاقة أكثر بعد زواج أحد مقدَّمي الطّريقة بامرأة فرنسيّة.

ط) الطّريقة الشيخية.

نسبةً إلى أولاد سيدي الشّيخ، ومؤسِّس هذه الطّريقة هو عبد القادر بوسماحة دفين البيّض (ت:1023/1615)، ويزعُم أصحابُها أنّها طريقة مستمَدَّة من الشّاذلية والقادرية والصديقية والبكرية في آنٍ واحد، وقد كان مؤسِّسها قادريّا أوّل الأمر، ثمّ انتحل الشّاذلية، وأوصَى أولاده بذلك.

وحسب الإحصاءات الفرنسية في نهاية القرن التّاسع عشر، فإنّه كان لها أربعة زوايا وعشرة آلاف مريد.

وموقفُها من فرنسا كان مختلفا من زاوية إلى أخرى، وبعض المواقف كان مخزيا حيث اعتذروا للأمير عبد القادر فلم يساندوه، ثمّ خانوا محمّد بن عبد الله شريف ورقلة، وسلّموه لفرنسا، وتحالف بعضُهم مع الطّريقية الطّيبية لتعبيد الطّريق لفرنسا في الصّحراء، وفي 1881 أعلن الشّيخ بوعمامة ثورتَه بعدما أسّس زاوية خاصّة به، وقد استمرّ جهادُه إلى 1908 م.

ك) الشابية.

أسّسها بالقيروان أحمد بن مخلوف (ت:887 هـ/1482 م)، وقد ذكر أنّ أتباع هذه الطريقة قاوموا الأتراكَ، فشرّدوهم في البلاد، ومنهم من انتقل إلى شرق الجزائر كعنّابة وخنشلة وسوق أهراس، وأشار الدّكتور سعد الله إلى وجود أتباعٍ لها في العهد العثماني.

ل) الدرقاوية.

مؤسّس هذه الطّريقة هو محمّد العربي الدرقاوي (ت:1239 هـ/1823 م) نسبةً إلى قبيلة درقة بفاس.

تميّز أتباعُ طريقته بلباس المرقّع، وحمل السّبحة والعصا، ويفضّلون العزلة ويمشون حفاةً. وقد كان لهذه الطّريقة عشرُ زوايا في الجزائر و9.5 من المريدين إلى نهاية القرن التّاسع عشر.

ومن أهمّ زواياها: زاوية أولاد الأكراد بتيارت الّتي أسّسها عدّة بن غلام الله (ت:1283هـ/1867 م).

وعن الطريقة الدّرقاوية تفرّعت عدّة طرقٍ أخرى منها:

- المدنيّة.

تأسّست عام 1820 م على يد محمّد بن حمزة المدنِيّ، تلميذ الدّرقاوي في طرابلس، ولها في الجزائر زاويتان: إحداهما بالوسط، والأخرى في الغرب، وقُدِّر أتباعها بـ 1.6 ألف من المريدين في نهاية القرن التّاسع عشر.

- الشاذلية الجديدة.

مؤسّسها هو الموسوم بن محمد بورقية، كان درقاويا، أخذ الطّريقة عن عدّة غلام الله، ثمّ أنشأ زاويتَه في قصر البخاري عام (1865 م).

وزعم أنّه الوحيد الملتزم بالطّريقة الشّاذلية، وبرز أثناء ثورة أولاد سيدي الشّيخ (1864 م)، وثورة المقراني (1871 م)، حيث راسل الإخوانَ الطّرقيين يحرّم عليهم الانضمام إلى الثّورة، ويلعن كل من يتدخّل في السّياسة، وبقي خلفاؤه على الولاء المطلق لفرنسا.

وقد كان له 11 زاوية و14 ألف مريد في نهاية القرن التّاسع عشر.

وبعد وفاته عام (1883) انقسمت طريقته إلى زوايا مستقلة منها: زواية عنابة، وزاوية ثنية الحدّ، وزاوية قدور بن محمّد المستغانمي (ت:1905) الّذي أدخل على الطّريقة بعضَ تعاليم التّيجانية، وزاوية العطّاف لمحمّد بن الشرقي (ت: 1923).

- الهبرية.

أسّسها محمّد الهبري الإدريسي (ت:1901) في الرّيف المغربي، وزعم أنّه يريد تجديدَ الطّريقة الدرقاوية، ومن أقواله:" لا يدخل طريقتنا إلاّ من كان مكتوبا من السّعداء في اللّوح المحفوظ أو شريفا "!

وكان له أتباع في الغرب الجزائريّ. خلفه ولده محمد الهبري الصّغير (ت:1939) الذي كان مواليا لفرنسا.

- البلقايدية.

أسّسها محمّد بلقايد المولود عام 1911 بتلمسان، وهو يدّعي النّسب الشّريف، كان هبريا، وأعلَن انفصالَه عن شيخه بعد استقلال الجزائر.

وهو يزعُم أنّه لم يعلن ولايته إلاّ بعد وفاة أولاد شيخه محمّد الهبري الصّغير تأدُّباً معهم! ولكن هذا غير صحيح؛ لأنّ آخرَ أولاد شيخه إنّما توفّي عام 2000 م، وتوفّي هو قبله بسنتين أي عام 1998، حيث خلفه ولده عبد اللّطيف الّذي أسّس زاويةً في وهران.

- العليويّة.

مؤسّسها هو أحمد بن مصطفى بن عليوة (ت:1934). استقلّ عن الدرقاوية عام 1910 م، وأسّس زوايتَه في مستغانم، وقد كان أمّياً لا يكتب بشهادته على نفسه وجميع من يُنسَب إليه من كتابات هي لأصحابه.

والجديد في طريقته: الجهر بعقيدة الحلول والاتحاد، ولذلك هي تعتبر مستقلة تماما عن الطريقة الدرقاوية، ومن تعالميها: الخلوة مدّة أربعين يوما لا يكفّ فيها عن ذكر الله تعالى، ويذكر فيها الشّهادة 75 ألف مرّة .

وقد أيّدتْها فرنسا ظاهرا وباطنا، كما دخل فيها فرنسيّون كثيرون ادَّعَوْا الإسلام، وكانت طريقته من أشدّ الطّرق عداء لدعوة "جمعيّة العلماء المسلمين".

- طريقة الشيخ البودالي.

ومن فروع الدّرقاوية المستقلة عنها: طريقة الشّيخ البودالي بفرندة (تيارت)، ذكرها الدّكتور سعد الله.

- الحبيبية.

تُنسب إلى محمّد بن الحبيب الأمغاري الفاسي، والمدفون بمكناس (ت:1391 هـ/1972 م)، ولها أتباعٌ بالأغواط، والبُلَيْدة، وتلمسان.

هذا آخرُ ما أردنا تسطيرَه في هذه النّبذة التّاريخيّة الّتي تكشِف حقيقةَ هذه الطّرق الصّوفية، وأسباب تفرّقها وتعدّدها، وتبيّن كذلك مصدرَها، وكيفيّةَ وفودِها إلى هذه البلاد، نسأل الله تعالى أن ينفع بها، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

ملحوظة: بالنّسبة للإحصاءات المنقولة فهي إحصاءات تقريبيّة لبعض الفرنسيّين، نقلها عنهم الدّكتور أبو القاسم سعد الله في كتابه "تاريخ الجزائر الثّقافي".

أخر تعديل في السبت 10 ذو القعدة 1432 هـ الموافق لـ: 08 أكتوبر 2011 21:47

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.