أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- معركة العربيّة.

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فـ" ما ذلَّت لغةُ شعبٍ إلاّ ذَلَّ، ولا انحطّت إلاّ كان أمرُه في ذَهابٍ وإدبار، ومن هذا يفرض الأجنبي المستعمِر لغته فرضًا على الأمة المستعمَرة ... فيحكم عليهم أحكامًا ثلاثةً في عملٍ واحد:

أمّا الأوّل: فحبسُ لغتِهم في لغته سجنًا مؤبّدًا.

وأمّا الثّاني: فالحكم على ماضيهم بالقتل محوًا ونسيانًا.

وأمّا الثّالث: فتقييدُ مستقبلِهم في الأغلال الّتي يصنعها، فأمرهم من بعدها لأمره تَبَع ".

[" من وحي القلم " (2/23) للرّافعي رحمه الله].

ومن مظاهر إذلال اللّغة العربيّة هجرُها، واتّخاذ العامّية خدناً بدلها.

- التّقويم الميلاديّ، وزمن مولد المسيح عليه السّلام.

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.

فقد أجمع أهل العلم على أنّ الأولى هو استخدامُ التّأريخ والتّقويم الهجريّ، وإنّما اختلفوا في وجوبه، وفي حكم من قوّم وعدّ الأيّام، والشّهور والأعوام بغيره.

وأوسط الأقوال وأعدلها إن شاء الله، هو: المنع من إفراد التّاريخ الميلادي بالذّكر، بل يجب أن يذكر قبله التّاريخ الهجريّ، ثمّ يُذكر التّاريخ الميلادي بعده بحسب الحاجة والاضطرار إليه، كما هو حال كثير من بلاد الإسلام ردّها الله إلى دينه ردّا جميلا -.

ووجوه المنع من الاقتصار على التّأريخ الميلادي ما يلي:

- التّرهيب من الاِحتفَال بِأعْيادِ أهْلِ الصّلِيب.

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين، محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذه نصيحةٌ ونداءٌ، إلى المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الّذين نأمل أن يكونوا كما وصفهم ربّ الأرض والسّماوات:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} [الأحزاب:36]..

والّذين نرجو أن يكون شعارهم ودثارهم:{وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: من الآية285].

- شهر رجب في سطور ...

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على محمّد وعلى آله أجمعين، أمّا بعد:

فقد قال أهل العلم:" إنّ لله تبارك وتعالى خواصّ، في الأزمنة والأمكنة والأشخاص "؛ وإنّ من الأزمنة الّتي خُصّت بالفضيلة: شهر رجب، ولا أدلّ على تعظيمه من تسميته بذلك، كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.

ولكن كشأن كلّ فضيل، فقد نُسجت حوله الأقاويل والأباطيل، وعلقت بأذهان كثير من المسلمين اعتقادات في شهر رجب ما عليها من دليل، فرغبت في بيان أهمّها في شكل سؤال وجواب، سائلا المولى تعالى التّوفيق إلى الصّواب.

- لماذا يحتفل المسلمون بأعياد الكفّار والمشركين ؟

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وعلى كلّ من اتبع سبيله واستنّ بسنّته واهتدى بهداه، أمّا بعد:

فلك أن تتساءل - أخي الكريم - عن أسباب انتشار هذه المظاهر في بلادنا ؟ .. وما سبب ضياع شخصيّتنا ؟ وما سبب ذهاب نور معالمنا ومبادئنا ومناهجنا ؟ ..

فاعلم أنّ هناك أسبابا كثيرة، وإنّنا نذكر منها ثمانية:

- Mise en garde contre la célébration des fêtes des impies

Louange à Allah le Seigneur de tous, et que le salut et la bénédiction soient sur son prophète Mohammed صلى الله عليه وسلّم, et sur ses proches et ses compagnons.

Ceci est un appel à tous les musulmans, hommes et femmes, aux croyants et aux croyantes en cette foi qui est l'Islam.

Ceci est un conseil à ceux et à celles qu'Allah a adressé la parole dans Son saint Coran en disant :

- تذكير أهل الإيمان بتعظيم لغة القرآن

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فهذه نصيحة إلى إخواننا وأخواتنا الّذين رضُوا بالله ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمّد نبيّا ورسولا، ثمّ بالعربيّة لغةً ولسانا.

لغة نزل بها القرآن العظيم، ونطق بها النبيّ المصطفى الأمين صلّى الله عليه وسلّم ..

نصيحة إليهم كي يجتنبوا التّحدّث بغير اللّغة العربيّة فصيحها أو عامّيتها قدر الإمكان، فيكفي أنّ الحاجة والضّرورة تقودنا إلى التحدّث بغيرها في كلّ مكان.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

Previous
التالي

الأربعاء 09 محرم 1432 هـ الموافق لـ: 15 ديسمبر 2010 03:47

- شرح الأسماء الحُسنى (21) الوهّـاب عزّ وجلّ.

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فقد وقفنا مليّا مع اسمين عظيمين من أسماء الله عزّ وجلّ، وهما ( الرزّاق، والرّازق )، ورأينا الثّمرات الّتي يجنيها المسلم من معرفتها، والإيمان بها.

ومن أسماء الله عزّ وجلّ القريبة من معناهما اسم:

27- الوهّــاب عزّ وجلّ.

المبحث الأوّل: أدلّة ثبوت هذا الاسم والصّفة.

هذا الاسم ورد ذكره ثلاث مرّات في القرآن الكريم، منها قوله تعالى:{إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: من الآية8].

 

ولم يأت في السنّة إلاّ حديث واحد فيه مقال، وهو ما رواه أبو داود عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم كَانَ إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ اللَّيْلِ قَالَ: (( لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، اللَّهُمَّ أَسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبِي، وَأَسْأَلُكَ رَحْمَتَكَ، اللَّهُمَّ زِدْنِي عِلْمًا، وَلَا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ )).

ولمجيئه في القرآن الكريم لم يختلف العلماء في أنّه اسم من أسمائه عزّ وجلّ، فكلّ من تكلّم في أسمائه عزّ وجلّ ذكره.

المبحث الثّاني: المعنى اللّغوي لهذا الاسم.

ملخّص ما جاء في "النّهاية" (5/231)، و"اللّسان" (6/4929): أنّ الوهّاب بمعنى كثير العطاء، فهو صيغة مبالغة من " وهب الشّيء إذا أعطاه، ومصدره: الوهْب والوهَب والهبة.

وفي أصل اشتقاق الهبة قولان:

الأوّل: أنّه من هبّ الشّيء إذا مرّ، ومنه هبوب الرّيح، فالعطيّة تمرّ من يد إلى أخرى.

الثّاني: من هبّ بمعنى تيقّظ، لأنّ فاعلها تيقّظ لفعل الخير.

ويقال في المبالغة: وَهُوب ووهّابة أيضا، وهو متصرّف له ماضٍ ومضارع وأمر فيقال: وهب يهبُ وهبْ.

أمّا ( هَبْ ) الدالّة على الاعتقاد والظنّ، فإنّه فعل جامد لا مصدر له ولا مضارع ولا ماضٍ.

والهـبـة: في اللّغة هي العطيّة الخالية عن العوض، فتدخل فيها الصّدقة والهديّة والوصيّة[1].

فإن قيل: كيف يمكننا التّفريق بين الهديّة والهبة ؟

فالجواب: أنّ كلّ هديّة هبة، وليس كلّ هبة هديّة، فقد تطلق الهبة على الصّدقة، والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يوهب أشياء على سبيل الهديّة لا الصّدقة.

المبحث الثالث: معنى الاسم في حقّ الله سبحانه وتعالى:

قال الطّبري رحمه الله: " الوهاب لمن يشاء من خلقه، ما يشاء من ملك وسلطان ونبوّة ".

وقال الخطّابي رحمه الله في "شأن الدّعاء" (ص 53)، ونقله البيهقيّ في "الاعتقاد" (ص 57): " هو الّذي يجود بالعطاء من غير استثابة " أي: من غير طلب للثّواب من أحد.

وقال الحليمي رحمه الله في "المنهاج" (1/206): " هو المتفضّل بالعطايا المنعم بها لا عن استحقاق عليه ".

قال ابن القيّم رحمه الله تعالى في "النّونيّة" (2/234):

وكذلك الوهّـاب من أسمـائـه *** فانظـر مواهـبـه مدى الأزمـان

أهل السّموات العلى والأرض عن *** تلك المـواهـبِ ليـس ينـفكّـان

وبهذا يظهر الفرق الدّقيق بين الرزّاق والوهّاب، وهو:

أنّ الرزّاق من الرّزق وهو أعمّ من الهبة، لأنّ من يرزق قد يرقب ثوابا وعوضا كما قال تعالى:{وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ} [النّساء: من الآية5]، وقال:{وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ} [البقرة: من الآية233]، بخلاف الهبة.

المبحث الرّابع: آثار الإيمان بهذا الاسم

1- لا شكّ أنّه لمّا كان الوهّاب بمعنى الرزّاق فآثار الإيمان به هي نفسها، وكما سبق ذكره أنّ هذا الاسم ورد ذكره ثلاث مرّات في القرآن الكريم:

مرّة بمعنى الرزّق العامّ الّذي يعمّ جميع الخلق، قال تعالى:{أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} [ص:9].

ومرّة بمعنى الرّزق الخاصّ بالأبدان والأعيان، كقوله تعالى:{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [ص:35].

ومرّة بمعنى الرّزق الخاصّ بالقلوب وهو الهداية:{رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران:8].

لذلك قال الطّبري رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:" يعني إنّك أنت المعطي عبادك التّوفيق والسّداد للثّبات على دينك وتصديق كتابك ورسلك ".

2- أعظم هبة وهبها الله العبد هي الاستقامة على دينه، لذلك وصف الدّاعين بهذا الدّعاء بأنّهم أولو الألباب، فقال:{وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)} [آل عران].

ولذلك كانت النبوّة أعظم هبة، قال تعالى عن موسى عليه السّلام:{فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء: من الآية21]، وكذا العلم الّذي هو ميراث النبوّة.

3-الفرق بين هبة الخالق والمخلوق: وذلك من أوجه:

- الوجه الأوّل: من حيث الدّوام والاتّصال، ذكره الخطّابي رحمه الله تعالى في "شأن الدّعاء" (ص53) فقال:

" فكلّ من وهب شيئا من عرض الدّنيا لصاحبه فهو واهب، ولا يستحقّ أن يسمّى وهّابا إلاّ من تصرّفت مواهبه في أنواع العطايا، فكثرت نوافله ودامت.

والمخلوقون إنّما يملكون أن يهبوا مالا أو نوالا في حال دون حال، ولا يملكون أن يهبوا شفاءً لسقيم، ولا ولدا لعقيم، ولا هُدىً لضالّ، وعافية لذي بلاء، والله الوهّاب سبحانه يملك جميع ذلك، وسع الخلقَ جودُه، فدامت مواهبه، واتّصلت مننُه وعوائده "اهـ.

- الوجه الثّاني: من حيث العوض، ذكره الرّازي في "شرح الأسماء"، وهو يُفهم مّما مضى بيانه، فأكثر الخلق إنّما يهبون من أجل عوض ينالونه، كمقابل لذلك، أو ثناء بين النّاس، وأحسنهم من يهب طمعا في الأجر من الله تعالى.

- الوجه الثّالث: أنّ هبة الله تعالى لا حصر لها، ولا عجز فيها، فهو كما مضى في شرح اسم "الرزّاق" أنّه المعطي بلا كلفة الرّازق بلا مؤنة.

- الوجه الرّابع: أنّ هبة الله تعالى ليست عن ضعف أو ذلّ، ولكنّها عن مشيئة وقدرة وعزّة، لذلك قال تعالى:{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ} [الشّورى:49]، بخلاف عطيّة العبد، فتكون أحيانا ناتجة عن ضعف.

- الوجه الخامس: أنّ هبة الله تعالى عن حكمة بالغة، لذلك ختم آية الهبة بقوله:{أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى:50].

فهبته إمّا شكر لعمل العبد، أو استدراج له، فكلّ عطاء منه أصاب موضعه، بخلاف عطيّة العبد فإنّها ربّما لم تُصِب موضعها.

من ذلك حديث البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ:

(( قَالَ رَجُلٌ لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ عَلَى سَارِقٍ ! فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ.

فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ زَانِيَةٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ ! فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ، لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ.

فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ غَنِيٍّ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ عَلَى غَنِيٍّ ! فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى سَارِقٍ وَعَلَى زَانِيَةٍ وَعَلَى غَنِيٍّ.

فَأُتِيَ، فَقِيلَ لَهُ: أَمَّا صَدَقَتُكَ عَلَى سَارِقٍ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ عَنْ سَرِقَتِهِ، وَأَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ عَنْ زِنَاهَا، وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ )).

ومن ثمرات الإيمان بهذا السم الكريم:

4- إذا علم العبد أنّ الهبة من الله تابعة لحكمته ومشيئته، فينبغي له الرّضا بما قسم الله له:

- فالذرّية هبة من الله تعالى، وقد ذكر الله أنبياء بذرّية ذكور كنوح، ويعقوب عليهم السّلام، وذكر أنبياء لهم ذرّية إناث كنبيّ الله لوط عليه السّلام، وذكر أنبياء وليس لهم ذرّية كعيسى ويحيى ويوسف عليه السّلام، وذكر أنبياء وهبهم الله ذرّية بعد كبر في السنّ ووهن في العظم كنبي الله إبراهيم وخليله القائل:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} [إبراهيم:39]، ونبيّ الله زكريّا عليه السّلام القائل:{رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران: من الآية38].

بل ذكر أنّ نبيّا آتاه الله ملكا لا ينبغي لأحد بعده، ووهب له الرّياح تجري بأمره رخاء حيث أصاب، أي حيث شاء، وسخّر له الشّياطين تعمل له ما يشاء من تماثيل ومحاريب وقصور وقدور وجفان، ويغوصون في البحر يستخرجون منه اللّآلئ، وقال الله له:{هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [ص:39].

ومع ذلك لم يهب له إلاّ شقّ ولد، روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ:

(( قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عليهما السلام: " لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى مِائَةِ امْرَأَةٍ أَوْ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ كُلُّهُنَّ يَأْتِي بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ )).

- وليعلم أنّ الله سمّى الولد هبة، فينبغي له أن يرضى بهبة الله تعالى له، سواء أكان ذكرا أو أنثى، سواء أكان صحيحا أم سقيما، وما أقبح أن لا يرضى العبد بعطيّة الله له.

5- وممّا ينبغي لنا معرفته: أنّ هناك اسمين يُذكران عادة بهذا المعنى، وهما: ( المعطي والمانع ).

نراهما إن شاء الله لاحقا.



[1] أمّا في الفقه فهي: " تمليك شيء بلا عوض على سبيل التبرّع حال الحياة ".

فقولهم: " تمليك شيء" عامّ، واستثنيت منه المرأة، فإنّها لا تهب نفسها دون صداق، إلاّ للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم لقوله تعالى:{وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: من الآية50].

وقولهم: " بلا عوض " قيد خرج به البيع والإجارة، فإنّها هبة مقابل شيء أو منفعة.

وقولهم:" على سبيل التبرّع " قيد خرجت به النّفقة الواجبة، كالزّكاة والنّفقة على الأهل.

وقولهم: " حال الحياة " قيد خرجت به الوصيّة، لأنّها تمليك شيء على سبيل التبرّع بعد الموت. وللهبة أحكام كثيرة في الفقه.

أخر تعديل في الأحد 27 جمادى الأولى 1432 هـ الموافق لـ: 01 ماي 2011 21:51

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.