أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

الجمعة 25 محرم 1432 هـ الموافق لـ: 31 ديسمبر 2010 02:46

- من أسباب الانحراف: حسنُ الظَنِّ بالنَفسِ

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أمّا بعد:

فإنّ من الأمور التي يوافقك عليها جميع المؤمنين، ولا يخالفك فيها أحد من المسلمين، أنّ هذه الدّنيا إنّما هي جسر يعبره العابرون، وقنطرة يجتازها المارّون .. وسمع الجميع قول الحبيب الشّفيع صلّى الله عليه وسلّم: (( كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ ))..

كن كأنّك غريب .. ولكنّ الغريب قد يتّخذ مسكناً وينوي إقامةً، فاستدرك صلّى الله عليه وسلّم قائلا: (( أو عابِرُ سَبِيلٍ )) أي: بل عابرُ سبيل.

وكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يذكّر أصحابه كلّ جمعة بهذا السّفر من دار العدم إلى دار الشّقاء اللاّزم، إلى دار الخلود الدّائم .. فكان يقرأ على أصحابه صبيحة كلّ جمعة سورتين تشتملان بداية الخلق ونهايتَه: كان يقرأ بسورة الدّهر سورة الإنسان، وسورة السّجدة ..

 

أمّا سورة الدّهر ففيها قوله تعالى:{هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً} [الإنسان:1].. فتنتهي إلى وصف حال أهل الجنّة وحال أهل النّار:{يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)} ..

أمّا سورة السّجدة ففيها قوله تعالى:{الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9)} إلى أن قال:{أَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20)} إلى أن قال:{فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30)}..

الشّاهد أنّهم في هذه الدّنيا في سفر دائم، لا يدري الواحد منّا متى يقال له: حطّ رحالك، وودّع أهلك ومالك، وأعرض علينا أعمالك !

عندئذ ينتهي السّفر {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} [النّحل: من الآية61].

هم إمّا إلى نعيم مقيم، أو جحيم أليم، كما قال العليّ الخبير:{فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشّورى: من الآية7].

ولئن كان السّفر الذي نسافره هذه الأيّام قطعة من العذاب، فكيف بالسّفر لملاقاة العزيز الوهّاب ؟

فالسّفر شاقّ وطويل، والزّاد ضئيل وقليل ..

فيا قرّة عيون الأبرار بالنّظر إلى وجه الكريم في الدّار الآخرة، ويا ذلّة الرّاجعين بالصّفقة الخاسرة {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ}

فحـيّ على جنّات عـدن فإنّها *** منازلك الأولـى وفيها المخيّم

ولكنّنا سبي العدوّ فهـل تـرى *** نعـود إلى أوطـانـنا فنسلم

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة *** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

وما يزيد الهمّ همّا، ويُضيف إلى الغمّ غمّا، كثرة قطّاع الطّرق الّذين تصادفهم، وكثرة الأعداء الّذين تجاهدهم..

وقد أصبح جلّ النّاس اليوم، إذا حذّرتهم من العدوّ، انصرف ذهنه إلى البيت الأسود الغربيّ، أو العدوّ الصّهيوني اليهوديّ، أو المنصّر الصّليبيّ، أو العلمانيّ الإرهابيّ .. وكلّ هؤلاء لا ريب أنّهم من الأعداء الّذين {لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلّاً وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} [التّوبة: من الآية8]..

ولكنّني أقصد أوّل أعدائك وهو نـفـسـك.. نفسك الّتي بين جنباتك وتحملها في طيّاتك ..

لذلك كان موضوع هذه الخطبة: التّحذير من حسن الظنّ بالنّفس ..

وينحصر موضوعنا هذا في نقاط ثلاث مهمّات:

الأولى: في بيان خطر حسن الظنّ بالنّفس.

الثّانية: ما أسباب حسن الظنّ بالنّفس.

الثّالثة: كيف السّبيل إلى الحذر من هذا العيب الشّنيع.

* النّقطة الأولى: في بيان خطر حسن الظنّ بالنّفس.

فإنّ أَمْرَ هذه النّفس أمر عظيم، وخطرها خطر جسيم، لأنّها أفتك سلاح يستعمله ضدّك الشّيطان الرّجيم.. ومتى كانت النّفس مشتاقة إلى المعاصي والشّهوات، تواقة إلى المجون والنّزوات، كانت من أعظم خطوات الشّيطان، وأكبر أسباب الخسران.

تلك الخطوات الّتي نهانا الله عزّ وجلّ عن اتّباعها، والوقوع في حبالها قائلا:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور:21].

وكيف يحسن العبد الظنّ بنفسه وقد قال عزّ وجلّ:{إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} [يوسف] ؟

فبدلا من أن يحذرها ويتّقي ملذّاتها، تجد ابن آدم اليوم يزكّيها ويبرّئها .. ويثني عليها ويمدحها .. وكأنّ نفسه لم تدخل في الخطاب.

وما أحسن تفسير الفضيل بن عياض لقوله تعالى:{وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُم} [النساء: من الآية29] قال:" لا تغفلوا عنها فمن غفل عن نفسه فقد قتلها ".

قال أهل العلم: من أعظم أسلحة الشّيطان الرّجيم حسن الظّنّ بالنّفس، فإذا أوقعه الشّيطان في ذلك أورده المهالك..

لأنّ حسن الظنّ بالنّفس يجعلك تقع في مصيبتين:

الأولى: الغفلة عن عيوبها، فترى المساوئ محاسن، وترى السّيئات قربات..وترى العيوب كمالا، والذّنوب جمالا..

وعين الرّضا عن كلّ عيب كليلة *** كما أنّ عين السّخط تُبدي المساويا

قال بعض الصّالحين:" متى رضيت عن نفسك فاعلم أنّ الله غير راض عنها ".

وروى ابن أبي الدّنيا في "محاسبة النّفس" عن أبي الدّرداء رضي الله عنه أنّه قال:" لا يفقه الرّجل كلّ الفقه حتّى يمقت النّاس في جنب الله، ثمّ يرجع إلى نفسه فيكون لها أشدّ مقتا "..

وروى الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يوما وبيني وبينه جدار يقول: عمر بن الخطّاب أمير المؤمنين ؟! بخٍ ! والله لتتّقينّ الله يا ابن الخطّاب أو ليُعذّبنّك.

وذكر ابن الجوزي في " صفة الصّفوة " أنّ الأحنف بن قيس كان عند الانتهاء من الصّلاة والدّعاء يأتي بالمصباح، فيضع أصبعه فيه ثمّ يقول: يا حنيف ! ما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟

هذا الأحنف الذي قالوا فيه: ما رأينا أحدا أعظم سلطانا على نفسه منه.

وهذا بكر بن عبد الله المزني رحمه الله يقول وهو في جمع يوم عرفة:" ما أحلى هذا الجمع لولا أنّي فيهم ".

وقال غيره: لولا أنّي معهم لقلت إنّه مغفور لهم.

وقال مطرّف بن عبد الله في وقفة عرفة: اللهمّ لا تردّ هذا الجمع من أجلي.

وقال مالك بن دينار: إذا ذكر الصّالحون فأفّ لي وتفّ.

المصيبة الثّانية النّاتجة عن حسن الظّن بالنّفس:

الاهتمام والانشغال بعيوب النّاس .. وهذا ما منه مفرّ إذا كان العبد يحسن الظنّ بنفسه، فقد روى ابن حبّان بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (( يُبْصِرُ أَحَدُكُمْ القَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيهِ، وَيَنْسَى الجِذْعَ فِي عَيْنِهِ )).

والله لو علموا قُبـح سريرتي *** لأبـى السّلام عليّ من يلقاني

ولأعرضوا عنّي وملّوا صحبتي *** ولبُؤْت بعد كـرامة بهـوان

لا تشغلنّ بعيب غيرك غافلا *** عن عيب نفسك إنّـه عيبان

كان أبو بكر الصدّيق يكثر من أن يقول:" اللهمّ اجعلني عندك من أحسن خلقك، وعند النّاس من أوسط خلقك، وعند نفسي من أحقر خلقك "..

فبعد الاغترار بالنّفس، يبدأ المرء في التّفتيش والتّنقيب عن عيوب النّاس، يعيش {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [النور: من الآية39]..

وبعد أيّام يصبح هذا الانشغال بعيوب النّاس سجيّة وخصلة لا تنفكّ عنه، فيستعظم وقوع الصّغائر من النّاس ويغفل عن الكبائر من نفسه، وإن تفطّن لعيبه وجد له ألف عذر وعذر، أمّا أن يجد عذرا واحدا لمن معه فذاك فيه نظر..

قال تعالى:{يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً} [النساء:120] وقال:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام:112].

وبعدها بأيّام يصبح هذا الانشغال بعيوب النّاس قربة من القرب، وعبادة من العبادات، ويسمّيه نقدا، وتقويما، وبيانا، وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر، وهو في الحقيقة غيبة ومصيبة، ولكن كما قال تعالى: {كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [يونس: من الآية12]، وقال جلّ ذكره:{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [فاطر:8]، وقال عزّ وجلّ:{أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} [محمد:14].

الخطبة الثّانية:

الحمد لله على إحسانه، وعلى جزيل نعمه وعظيم امتنانه، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله الدّاعي إلى سبيله ورضوانه، أمّا بعد:

فاعلموا معاشر المؤمنين أنّه ما من داء إلاّ وله أسباب ودواء، فينبغي للعاقل أن يضع يده على مواطن الدّاء ويسأل الله التّوفيق إلى الشّفاء، ويباشر في استعمال الدّواء.

لذلك كانت النّقطة الثّانية: أسباب حسن الظنّ.

فأسباب حسن الظنّ بالنّفس كثيرة، منها:

- الجهل.

- داء العصر، وهو الغفلة.

- داء انتشر في وسط المتديّنين، ألا وهو الأقدميّة: فحال أكثرنا اليوم كما قال ربّنا تعالى:{كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: من الآية16].

- انفتاح الدّنيا وانبساطها:

فيوم كان الرّجل يعمل في أرضه بيديه، فيختلط الزّرع بدمه، والشّوك بشحمه، فقد كان يحمد الله على نعمه ويطيعه في أوامره.

ويوم كانت المرأة يذوب جسدها لكثرة تعبها كانت مثال المرأة المسلمة..

واليوم اغترّ المسلمون بهذا النّعيم الزّائل والمتاع الحائل، صار الواحد منّا يقول: لو لم يكن الله راضيا عنّي ما أنعم عليّ بهذا الخير.. ويجعل هذه النّعم دليلا على رضا الله عنه .. ونسي المسكين أنّ الابتلاء بالنّعم أشدّ فتكا من الابتلاء بالنّقم.

قال تعالى في النّقم:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} [الأنعام:42].

وقال في النِّعم:{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} [الأنعام:44].

وقد روى الإمام أحمد عن عُقْبَةَ بنِ عامرٍ رضي الله عنه قال: ( إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مِنْ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ ). والاستدراج: أن يأخذه شيئا فشيئا، كما يفعل بالطّائر تريد أن تصيده، تضع له الطّعام للفتك به، وهذا هو كيد الله بالظّالمين.

{فلمّا نسوا ما ذكّروا به} أي أعرضوا عن أوامرنا وتكالبوا على معصيتنا.. ماذا .. ؟ خسفنا بهم الأرض ؟ أغرقناهم ؟ أرسلنا عليهم حاصبا ؟ أخذتهم الصّيحة ؟ ماذا إذن ؟ { فتحنا عليهم أبواب كلّ شيء }.

ومن أسباب حسن الظنّ بالنّفس:

- الأمن من مكر الله .. فكم منّا من هو مقيم على معصية الله وسخطه، والله يستره بمنّه ورحمته .. لا يفضحه ولا يهتك ستره ..

فبدلا من أن يحمد الله تعالى على ستره، ويقلع عن ذنبه، يظنّ الجاهل أنّ المعصية هينة حقيرة، ولو كانت كبيرة أو خطيرة لعجّل الله العقوبة في الدّنيا ولفضحه على رؤوس الأشهاد..ونسي المسكين أنّ الله تعالى يستدرجه ويمهله حتّى يظنّ ما يظنّ.

روى البخاري عن أبِي موسَى رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ )) قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ:{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}.

النّقطة الأخيرة: كيف السّبيل إلى الحذر من النّفس.

فإنّ حسن الظنّ بالنّفس مدخل عظيم وعظيم من مداخل الشّيطان الرّجيم، به استطاع أن يجعلنا أسارى ذنوبنا، وعواني عيوبنا، فما السّبيل إلى الاهتمام بعيوب النّفس، وترك الانشغال بعيوب النّاس ؟

أوّلا: سل ربّك تعالى تزكية نفسك.

ثانيا: لا يعينك شيء أبدا على الاهتمام بالنّفس من أن تجعلها أبغض شيء إليك، كما سبق بيانه في كثير من أقوال السلف.

ثالثا: لا تغترّ بطاعتك، بل سل الله التّوفيق والقبول، فقد ذكر الله لنا عن أرباب العزائم وهو يثني عليهم قائلا:{الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [آل عمران:17]، فبعد صبرهم وصدقهم وقنوتهم وإنفاقهم استيقظوا يستغفرون بالأسحار، لعلمهم أنّهم عاجزون كلّ العجز عن شكر نعمة الله تعالى عليهم.

وبعد انقضاء صلواتهم استغفار، فقد روى مسلم عن ثوبانَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّمِ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا، وَقَالَ: (( اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ )).

وبعد إفاضتهم من عرفات، بعد تضرّع وذكر وتهليل وتحميد وتسبيح لربّ الأرض والسّموات هناك استغفار، قال تعالى:{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة:199]..

وخاتمة الوضوء استغفار، وخاتمة مجالس العلم استغفار فقد روى أبو داود وغيره عن عبدِ اللهِ بنِ عمْرِو رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( كَلِمَاتٌ لَا يَتَكَلَّمُ بِهِنَّ أَحَدٌ فِي مَجْلِسِهِ عِنْدَ قِيَامِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِلَّا كُفِّرَ بِهِنَّ عَنْهُ، وَلَا يَقُولُهُنَّ فِي مَجْلِسِ خَيْرٍ وَمَجْلِسِ ذِكْرٍ إِلَّا خُتِمَ لَهُ بِهِنَّ عَلَيْهِ كَمَا يُخْتَمُ بِالْخَاتَمِ عَلَى الصَّحِيفَةِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ )).

وبعد أداء الرّسالة وتبليغ الأمانة أمر الله رسوله بالاستغفار:{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} [النصر:3]..

فهذا الأمر بالاستغفار جاء بعد أعظم العبادات للعليّ الغفّار، موجّها للصّالحين والأبرار، فكيف يغترّ بعد ذلك أحد ؟!..

رابعا: تذكّر أنّ قلبك بين أصبعين من أصابع الرّحمن يقلّبه كيف يشاء، ولن يُوفّق إلى الثّبات إلاّ من احتقر نفسه، واهتمّ بعيوبها، قال تعالى:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69]..

أمّا لو عكست الأمر، وصرت متصيّدا لعيوب النّاس دون عيبك فاعلم أنّ الدّائرة تكون عليك، وقد قال الحُكماء:" لَا تُظْهِرْ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ ".

إذا تذكّرت ذلك كلّه فإنّ الشّيطان سيرجع ويخنس كما قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف:201]..

ونختم لقاءنا هذا، بما ذكره سفيان بن عُيينة قال: قال إبراهيم التّيمي رحمه الله:

" مَثَّلْت نفسي في الجنّة، آكل من ثمارها، وأشرب من أنهارها، وأعانق أبكارها، ثمّ مثّلت نفسي في النّار آكل من زقومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: أيْ نفسُ ! أيّ شيء تريدين ؟ فقالت: أريد أن أُرَدّ إلى الدّنيا فأعمل صالحا، قال: فقلت لها: فأنت في الأمنية فاعملي ".

سبحانك اللهمّ وبحمدك، لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

المزيد من مواضيع هذا القسم: « - من أسباب الانحراف: اتّبـاع الهـوى

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.