أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

الأربعاء 23 محرم 1432 هـ الموافق لـ: 29 ديسمبر 2010 10:18

- مظاهر الحرب على أهل الرّبـا

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فإنّه لم يعرف أن مرّ على البشريّة جمعاء عصرٌ انتشر فيه الرّبا انتشارَه هذا الزّمان. وإنّه يوم أن بدأ غزوُ هذه المعاملة للمجتمعات الإسلاميّة كانت فتاوى أهل العلم على خطّ الدّفاع الأوّل لدرئها، وردّها ودفعها.

ولكنّ عــشّــاق الرّبــا تمكّنوا من يتغلغلوا في أوساط المسلمين فألبسوها ألبسة متنوّعة عليها طابع الإسلام، موقّع عليها بعضُ من انتسب زورا وبهتانا إلى الأئمّة الأعلام ..

فسمّوها فــائــدة، ومرابحـة، كي يختلط الرّبا بالبيع الحلال، والنّجاسة بالماء العذب الزّلال، والله عزّ وجلّ يقول:{وَأَحَلَّ اللهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: من الآية 275].

أي: إنّ الله عزّ وجلّ أحلّ البيع ليوسّع على عباده سبل الرّزق الحسن المدرار، وليصل العباد إلى ما يريدونه من غير ضرر ولا ضرار، أمّا الرّبا فهو أكل أموال النّاس بالباطل.

 

ولمّا كانت النّفوس تحتاج إلى ترغيب وترهيب لامتثال أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، فإليك أخي الكريم هذه الكلمات ولا أملك غيرها أزفّها إلى من رضي بالله ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمّد نبيّا ورسولا.

فقد كثرت النّصوص المحرّمة للرّبا وغلّظت في تحريمه حتّى ما تركت مجالا للتّساهل به:

أوّلا: إعلان الحرب على آكل الرّبا.

لقد آذن الله تعالى المتعاملين بالرّبا بحرب شعواء لا هوادة فيها، فقال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة:279].

حرب على أهل الرّبا: على آكله .. وموكلِه .. وكلّ من حام حول سبيله ..

ومن ذا الّذي يقدر على أن يحارب الله عزّ وجلّ ؟!

ولو استقصيت النّصوص لما رأيت الله سـمّى العقاب حربا إلاّ وهو يتحدّث: عن عقوبة أهل الرّبا، وعن عقاب من عادى له وليّا ..

ثانيا: أنّ الله حرّم الرّبا في جميع الدّيانات.

قال تعالى:{فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (161)} [النّساء].

فلم يبعث الله رسولا ولا نبيّا، ولم يؤتِ العلمَ عالما تقيّا إلاّ وهو يبلّغ عن الله تحريم الرّبا ..

ولم يقف الأمر عند ذلك.

ثالثا: أنّه من الكبائر والعياذ بالله

والكبيرة هي ما كان فيه وعيد في الآخرة، أو حدّ في الدّنيا، أو ترتّب على فعلها لعن أو براءة من فاعلها.

بل هو من أكبر الكبائر الّتي سمّاها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالموبقات .. والموبقات: هنّ المهلكات.

فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ )).

أي باعدوها، ولا تقربوها .. لذلك حرّم الله قليل الرّبا وكثيرَه .. وحرّم كلّ طريق يؤدّي إلى الرّبا ..

قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ: (( الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ )).

ولم يقف الأمر عند ذلك ..

رابعا: إنّ أكل الرّبا أخطر من الزّنا ..

روى الإمام أحمد عن عبدِ اللهِ بنِ حنْظلةَ - غسِيلِ الملائكة - رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( دِرْهَمُ رِباً يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلاَثِينَ زَنْيَةً )).

وَروى ابن أبي الدّنيا في " كتاب ذمّ الغيبة "، والبيهقيّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم، فَذَكَرَ أَمْرَ الرِّبَا، وَعَظَّمَ شَأْنَهُ، وَقَالَ:

(( إِنَّ الدِّرْهَمَ يُصِيبُهُ الرَّجُلُ مِنَ الرِّبَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ فِي الخَطِيئَةِ مِنْ سِتٍّ وَثَلاَثِينَ زَنْيَةً يَزْنِيهَا الرَّجُلُ، وَإِنَّ أَرْبَى الرِّبَا عِرْضُ الرَّجُلِ المُسْلِمِ )).

وروى أحمد أيضا بإسناد جيّد عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ قَالَ: ( لَأَنْ أَزْنِي ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ زَنْيَةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ آكُلَ دِرْهَمَ رِبًا يَعْلَمُ اللهُ أَنِّي أَكَلْتُهُ حِينَ أَكَلْتُهُ رِباً ).

ولم يقف الأمر عند ذلك ..

خامسا: فقد جعله أعظم جرما ممّن يزني بمحارمه .. وأيّ المحارم ؟..

روى الحاكم عن عبدِ اللهِ يعني ابنَ مسعودٍ رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( الرِّبَا ثَلاَثٌ وَسَبْعُونَ بَاباً أَيْسَرُهَا مِثْلُ أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ )).

وروى البيهقيّ عنْ أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( الرِّبَا سَبْعُونَ بَاباً، أَدْنَاهَا كَالَّذِي يَقَعُ عَلَى أُمِّهِ )).

وروى الطّبرانيّ في " الأوسط " عنِ البراءِ بنِ عازِبٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( الرِّبَا اثْنَانِ وَسَبْعُونَ بَاباً، أَدْنَاهَا مِثْلُ إِتْيَانِ الرَّجُلِ أُمَّهُ، وَإِنَّ أَرْبَى الرِّبَا اسْتِطَالَةُ الرَّجُلِ فِي عِرْضِ أَخِيهِ )).

ولم يقف الأمر عند ذلك ..

سادسا: فقد قُرِن الرّبا بالشّرك بالله تعالى.

روى البزّار عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه أنّ النّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قال:

(( الرِّبَا بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا، وَالشِّرْكُ مِثْلُ ذَلِكَ )).

ولم يقف الأمر عند ذلك ..

سابعا: فإنّه جعل الرّبا من الذّنوب الّتي لا تُغفر إلاّ بالتّوبة وردّ المال لصاحبه والتخلّص من المال بأيّ صوره ..

روى الطّبرانيّ عن عوْفِ بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( إِيَّاكَ وَالذُّنُوبَ الَّتِي لاَ تُغْفَرُ: الغُلُولُ، فَمَنْ غَلَّ شَيْئًا أَتَى بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَآكِلُ الرِّبَا )).

ومع ذلك فإنّنا لا زلنا نرى الرّبا قد شاع، وانتشر وذاع، حتّى صار المنكر معروفا، بل إنّه ليُنكَر عليك أشدّ الإنكار لو بيّنت جلّ معاملات النّاس اليوم بأنّها قائمة على الرّبا !

فاعلم أخي الفاضل أنّ انتشار الرّبا ليس مفاجأة تفاجئنا، بل إنّه ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله، فقد أخبرنا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على أنّ من أشراط السّاعة أن يُرفع العلم، وأن يظهر الجهل، وعند ذلك يكذّب الصّادق العالم، ويصدّق الكاذب الجاهل، وعندئذ يفشُو الزّنا، ويكثر شرب الخمر، ويشيع الرّبا ..

روى الطّبرانيّ عن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه عن النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ يَظْهَرُ الرِّبَا، وَالزِّنَا، وَالخَمْرُ )).

يقول الله تعالى:{اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لاهِيَةً قُلُوبُهُم ..(3)}[الأنبياء].

ولكنّ من الذّنوب ما يعجّل الله تعالى الأخذ بها، فلا يؤخّرها إلى قيام السّاعة .. فبينما القلوب لاهية، والصّدور من التّقوى خاوية، ترى جيوش الحقّ تغزو المتنكّبين عن صراط الله عزّ وجلّ ..

فقد أُعلِنَتْ الحرب ..

وما أدراك ما هذه الحرب ..

حرب لا هوادة لها إلاّ بالتّوبة، قال تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ..(279)}.

وما مظاهر هذه الحرب ؟..

حربٌ ترى آثارها في الحياة الدّنيا، وتبقى آثارها في الحياة البرزخيّة، ويوم يبعث الله البريّة ..

أمّا في الدّنيا ..

· فقد رتّب الله تعالى اللّعنة على أهل الرّبا ..

روى مسلم عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال: ( لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ )).

روى مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: ( لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ ) وَقَالَ: (( هُمْ سَوَاءٌ )).

وروى البخاري عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: ( لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ، وَآكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ، وَنَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَكَسْبِ الْبَغِيِّ، وَلَعَنَ الْمُصَوِّرِينَ ). ومن مظاهر هذه اللّعنة:

· ما يحلّ بهم من العذاب:

روى الحاكم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِذَا ظَهَرَ الزِّنَا وَالرِّبَا فِي قَرْيَةٍ فَقَدْ أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عَذَابَ اللهِ )).

وروى أبو يعلى بسند جيّد عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه ذَكَرَ حَدِيثاً عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم، وَقَالَ فِيهِ: (( مَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الزِّنَا وَالرِّبَا، إِلاَّ أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عَذَابَ اللهِ )).

· محق البركة وزوالها.

قال الله تعالى:{يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}[البقرة:276].

وقد روى ابن ماجه عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قالَ: (( مَا أَحَدٌ أَكْثَرَ مِنْ الرِّبَا إِلَّا كَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهِ إِلَى قِلَّةٍ )).

· المـسـخ:

روى عبد الله بن الإمام أحمد في " زوائد المسند " عن عُبادةَ بنِ الصّامتِ رضي الله عنه عن رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال:

(( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيَبِيتَنَّ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى أَشَرٍ وَبَطَرٍ وَلَعِبٍ وَلَهْوٍ، فَيُصْبِحُوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ بِاسْتِحْلاَلِهِمْ المَحَارِمَ، وَاتِّخَاذِهِمْ القَيْنَاتِ، وَشُرْبِهِمُ الخَمْرَ، وَبِأَكْلِهِمْ الرِّبَا، وَلُبْسِهِمْ الحَرِيرَ )).

هذا كلّه في الدّنيا .. فتعال وانظر إلى مخلّفات هذه الحرب:

في القبر ..

روى البخاري عن سَمُرةَ بنِ جندبٍ رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:

(( رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي، فَأَخَذَا بِيَدِي، فَأَخْرَجَانِي إِلَى أَرْضٍ مُقَدَّسَةٍ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ، وَعَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ فِي فِيهِ، فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ، فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ بِحَجَرٍ، فَيَرْجِعُ كَمَا كَانَ. فَقُلْتُ: مَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُهُ فِي النّهَرِ ؟ قَالَ: آكِلُ الرِّبَا )).

حتّى إذا بعِث النّاس رأيت مخلّفات تلك الحرب على أرض الحشر .. فعذابه:

يوم القيامة:

· أنّه يحشر كالمجنون المصروع ..

روى الطّبرانيّ عن عوفِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( مَنْ أَكَلَ الرِّبَا بُعِثَ يَوْمَ القِيَامَةِ مَجْنُوناً يَتَخَبَّطُ، ثُمَّ قَرَأَ: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: من الآية275] )).

· وتبقى اللّعنة تلحقه !

ففي الوقت الّذي يرجو من نبيّه صلّى الله عليه وسلّم الشّفاعة، يسمعه يقول شيئا ..

إنّه يدعو عليه لا له .. إنّه يلعنه ..

روى أحمد عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال:

( آكِلُ الرِّبَا وَمُوكِلُهُ، وَشَاهِدَاهُ وَكَاتِبَاهُ إِذَا عَلِمُوا بِهِ، وَالوَاشِمَةُ وَالمُسْتَوْشِمَةُ لِلْحُسْنِ، وَلاَوِي الصَّدَقَةِ، وَالمُرْتَدُّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ الهِجْرَةِ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلّم يَوَمَ القِيَامَةِ ).

قال تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: من الآية275]..

ويقول ينادي الّذين أسرفوا على أنفسهم قائلا:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (279)}.

والله تعالى أعلم وأعزّ وأكرم، وهو الموفّق لا ربّ سواه.

أخر تعديل في الخميس 08 ذو القعدة 1432 هـ الموافق لـ: 06 أكتوبر 2011 06:10

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.