أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

الثلاثاء 27 صفر 1432 هـ الموافق لـ: 01 فيفري 2011 12:59

- تفسير سورة البقرة (16) شرح المثل النّاري في المنافقين

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فقال الله عزّ وجلّ يبيّن حال المنافقين، ويقرّب صورتهم إلى المؤمنين:

{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ (17)}.

- التّعريف بالأمثال:

-( مَثَلُهُمْ ): المَثَل والمِثْل والمثيل، كالشّبَه والشِّبْه والشّبيه وزنا ومعنى.

والفرق بين المثل والشبَه دقيق، وهو أنّ المثل يكون من جميع الوجوه، بخلاف الشّبه، فهو في بعض الوجوه فحسب.

وتعريف الأمثال المضروبة للنّاس:" تشبيه شيء بشيء في حكمه، وتقريب المعقول من المحسوس، أو أحد المحسوسين من الآخر، واعتبار أحدهما بالآخر " ["الأمثال في القرآن " لابن القيّم رحمه الله].

وقد قال الإمام الماوردي رحمه الله وهو أوّل من صنف في " الأمثال " :" علم الأمثال من أجلّ علوم القرآن والنّاس في غفلة عنه ".

وقال الشّيخ طاهر بن عاشور رحمه الله في بيان قيمة الأمثال:" والتّمثيل مَنْزَع جليلٌ بديع من منازع البلغاء، لا يبلغ إلى محاسنه غير خاصّتهم ".

قال ابن كثير رحمه الله (1/208):" قال بعض السلف: إذا سمعت المثل في القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي؛ لأن الله تعالى يقول: {وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ}".

- المثل النّاري والمثل المائي:

لقد ضرب الله عزّ وجلّ في هذه الآيات مثلين للمنافقين:

1) أحدهما ناريّ، وهو قوله تعالى:{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً ...} الآية.

2) والآخر مائيّ، وهو قوله تعالى:{أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ ...} الآية.

يبيّن عزّ وجلّ من خلالهما حالة المنافقين مع الوحي، واختار النّار والماء لأنّ النّار فيها نور، والماء مادّة الحياة، كذلك الوحي نور وحياة، قال تعالى:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشّورى من:52].

ونظير هذين المثلين ما جاء في سورة الرّعد في حقّ المؤمنين، حيث ضرب الله لأهل الإيمان مثلين أيضا:

1) أحدهما مائيّ، وهو قوله عزّ وجلّ:{أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً}: فشبّه الوحي الّذي أنزله لحياة القلوب بالماء لحياة الأرض، والقلوب كالأودية الّتي تمسك الماء:{فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا}:

فهناك القلب الكبير الّذي يسع العلم الكثير، كالوادي الكبير يسع الماء الكثير.

وهناك القلب الصّغير يسع حسَب قدره وسعته.

وإنّ من طبيعة السّيل إذا خالط الأرض حمل معه غثاءً وزَبَداً، ثمّ يزِيل هذا الغثاء والزّبد بعيدا، ويستقرّ في الوادي الماءُ الصّافي الّذي يَسقِي منه النّاس ويزرعون ويسقون أنعامهم، فكذلك العلم إذا خالط القلوب، أثار ما فيها من الشّهوات والشّبهات ليقلعها ويذهبها.

2) والآخر ناريّ، وهو قوله تعالى:{وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ}.

أي: إذا وُضِع الذّهب والفضّة والنّحاس والحديد على النّار، تُخرِجُ النّارُ خبث هذه المعادن، وتميّزه عن الجوهر النّافع، فيُرمى ويطرح، ويستقرّ المعدن الخالص الصّافي الّذي ينتفع به صاحبه.فكذلك الشّهوات والشّبهات يلقيها قلبُ المؤمن ويطرحُها، كما تطرح النّار ذلك الخبث.

لذلك قال تعالى:{كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ}.

شرح المثل النّاري في آية البقرة:

عبارات السّلف رحمهم الله في شرح هذا المثل كثيرة، وكلّها متقاربة:

فمثل هؤلاء المنافقين، كمثل قومٍ كانوا في ظُلمة، فأوقدوا نارًا وهم بأمسِّ الحاجة إليها، فأضاءت ما حولهم من أذًى فأبصروه حتّى عرفوا ما يَتّقون، فبينما هم كذلك إذ بنارهم قد انطفأت ! فأصبحوا لا يدرون ما يتّقون من أذًى. فكذلك المنافقون، كانوا في ظلمة الشّرك، فجاءهم الوحي وهم في أمسّ الحاجة إليه، فأسلموا، فعرفوا الحلال من الحرام، والخير من الشرّ، فبينما هم كذلك إذ كفروا وارتدّوا، فصاروا لا يعرفون الحلال من الحرام، ولا الخير من الشرّ، فأصبحوا في حيرة وضلال.

وبهذا المعنى قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، وهذا المعنى يؤيّد مذهب ابن كثير رحمه الله أنّ هؤلاء المنافقين قد أسلموا ثمّ كفروا، كما قال تعالى في حقّهم في سورة سمّيت باسمهم:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ} [المنافقون:3].

• أمّا قتادة رحمه الله فيرى أنّهم ما آمنوا أصلا إلاّ ظاهرا، وأنّ حالهم في الظّلمة هذه إنّما هو عند الموت، روى الطّبريّ رحمه الله عنه أنّه قال:" إنّ المنافق تكلّم بلا إله إلا الله، فأضاءت له في الدّنيا، فناكَح بها المسلمين، وَغازَى بها المسلمين، ووارثَ بما المسلمين، وَحقن بها دَمه وماله، فلمّا كان عند الموت، سُلِبَها المنافق، لأنّه لم يكن لها أصل في قلبه، ولا حقيقة في علمه ".

• وقال مجاهد: أمّا إضاءة النّار: فإقبالهم إلى المؤمنين والهدَى، وذهابُ نورهم: إقبالهم إلى الكافرين والضّلالة ".

لطائف المثل:

1- معنى السّين والتّاء في (استوقد):

فقيل: بمعنى أوقد، والسّين والتّاء فيه للتّوكيد، كما هما في قوله تعالى:{فَاسْتجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ} أي: أجاب، وقولهم: استبان الأمر، أي: بان.

وقيل: هي على أصلها، فالسّين والتّاء للطّلب، والمعنى أنّه ليس له نار اكتسبها من قِبَل نفسه، وإنّما استعارها من غيره.

2- في الآية التفات:

فقد بدأ الله عز وجل المثل بجمع ضمير (مَثَلُهُمْ)، ثمّ أفرد في (اسْتَوْقَدَ)، و(حَوْلَهُ)، ثمّ عاد إلى جمع الضّمير (بِنُورِهِمْ) وفي (تَرَكَهُمْ)، ويسمّى هذا في البلاغة بالالتفات، والنّكتة في ذلك: أنّ المنافقين لمّا كانوا على الإيمان كانوا على قلب رجل واحد، فناسب أن يفرد الضّمير فقال: (استوقد) و(حوله)، ولمّا ذهب الله بهذا الإيمان تفرّقوا فناسب أن يجمع الضّمير في (بنورهم) و(تركهم).

3- الفرق بين النّور والنّار: قال تعالى:{ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ}، ولم يقل بنـارهم، لأنّ النّار فيها إشراق وإحراق، فذهب الله بما فيها من الإشراق وهو (النّور) وأبقى ما فيها من الإحراق وهو (الحرّ والأذى).

4- حرمانهم من معيّة الله: قال تعالى:{ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ}، ولم يقل: ذهب نورُهم، أو: أذهب الله نورَهم؛ إشارة إلى أنّهم حُرِموا معيّة الله تعالى، فهو ليس معهم.

5- سرّ جمع الظّلمات وإفراد النّور: قال تعالى:{وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَ يُبْصِرُونَ}.

(ظُلُمَاتٍ) أي: من الشكّ، والكفر، والنّفاق ( لاَ يُبْصِرُونَ ): أي: لا يهتدون إلى سبيل الخير.

وفي جمع الظّلمات وإفراد النّور قولان:

أ‌) أحدهما: أنّ الحقّ لا يتعدّد، وسبل الباطل لا تنحصر، كقوله تعالى:{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَات} [البقرة: من الآية257]، وقوله جلّ جلاله:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: من الآية153].

ب‌) الثّاني: أنّ النّور أشرف من الظّلام، والعرب تُفرِد الشّريف، وتجمع ما دونه، قال تعالى:{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ} [النحل:48] فأفرد اليمين وجمع الشّمال، لشرف اليمين.

ومنه قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ} [الأحزاب: من الآية50] فأفرد الذّكور وجمع الإناث، جريا على سنّة الله تعالى:{وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة: من الآية228].

{صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}.

-( صُمٌّ ): عن سماع الخير ( بُكْمٌ ): عن النّطق به ( عُميٌ ): عن رؤيته.

-( فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ): لأنّهم تركوا الحق بعد أن عرفوه، وأنّى لهم أن يرجعوا وقد عُدِموا جميع حواس العلم والشّعور، بل جرت العادة أنّ الظّلمة الحاصلة بعد النّور تكون أشدّ من الظّلمة الأصليّة.

أمّا المثل المائيّ فسوف نشرحه لاحقا إن شاء الله تعالى.

أخر تعديل في الأربعاء 28 صفر 1432 هـ الموافق لـ: 02 فيفري 2011 19:16

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.