أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

الأربعاء 27 صفر 1434 هـ الموافق لـ: 09 جانفي 2013 13:43

- رسالة إلى المبذّرين والمسرفين

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتّقين، ولا عدوان إلاّ على الظّالمين، أمّا بعد:

فقد جرى أهل العلم قديما وحديثا إذا تكلّموا عن بدعة الاحتفال بالمولد النبويّ على بيان المخالفات في العقيدة والعبادة، بما لا يدع مجالا لأيّ شكّ في بدعيّته.

وأمّا في هذه البلاد خاصّة، وفي هذه الأيّام خاصّة، فإنّ هناك طائفة من النّاس ينبغي تحذيرهم أيضا من مظاهر الاحتفال بإحراق أموالهم، وتضييع قوام معاشهم.

فحديثي إلى من غلبتهم أنفسهم، وطاشت عقولهم، فراحوا يفسِدون أموالهم عن الشّمال وعن اليمين .. ويَصِمون أنفسهم بلقب مشين، فرضوا بأن يتّصفوا بـ:المسرفين والمبذّرين ..

حديثي إليك أيّها الشابّ .. لا نحبّ أن نراك تستجيب لداعي الغيّ والفساد، متنكّبا عن سبيل الهدى والرّشاد .. وأرجو منه أن يعلم الغاية الّتي خلق من أجلها، ويتذكّر الدّار الّتي سينقل إلى أهلها ..

حديثي إليك أيّها الصبيّ .. تعيش صفحة بيضاء غرّاء من عمرك، لا تدري شيئا من أمرك، ترى أنّ كلّ ما يفعله والداك فهو الصّحيح، وما يتركانه هو العيب القبيح ..

إذن فحديثي إليكما أيّها الوالدان الكريمان: فخير أولادكم ينسب إليكما، وشرّهم يعود عليكما.

وإنّكما موقوفان يوم العرض الأكبر لا تخفى منكم خافية، فتُسألان عن الأولاد وفلذات الأكباد، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6].

وفي الصّحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنه أنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( كلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )).

وفي صحيح مسلم عن مَعْقِلِ بنِ يَسَارٍ المُزنِيِّ رضي الله عنه قال: إنّي سمعت رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: (( مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ))..

حديثنا إليكم جميعا عن قُبح التّبذير والمبذّرين، وذمّ الإسراف المسرفين ..

وإنّه لا يخفى على كلّ من حلاّه الله بالإسلام وطاعة العليّ القدير، وكلّ من آتاه الله الفطنة والعقل وحُسن التّقدير، أنّ التّبذير بجميع أنواعه محرّم، فما يحتاجه المسلم هو كلمات تُعيده إلى زمرة الرّاشدين، وتخرجه من زمرة الفاسدين، وكما قال تعالى:{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذّاريات:55].

فتذكّر أخي الكريم:

أوّلا: نهي الله عن التّبذير:

فقد قال الله تعالى:{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً} [الإسراء:26]،

{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} فالأقربون أولى بالمعروف، أن تغيث منهم المحتاج والملهوف، فتعطيه حقّه من البرّ والإكرام، فتنفق على الأهل والأولاد والوالدين نفقةً تسدّ بها حاجتهم، وتستحقّ بها طاعتهم واحترامهم.

{وَالْمِسْكِينَ} آته حقّه من الزّكاة والصّدقات لتزول مسكنتُه، وتُقضَى حاجتُه، وارفع عنه ذلّ الحاجة، وأعظم الأعمال سرور تُدخله على قلب مسلم.

{وَابْنَ السَّبِيلِ} وهو: الغريب المنقطع عن بلده.

ولكن:{وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} أي: لا تعطه جميعَ مالك حتّى تضرّ بنفسك، فإنّ سدّ حاجتك أولى من سدّ حاجة النّاس؛ لذلك جاء في صحيح مسلم عن جابرٍ رضي الله عنه أنّ رجلا جَاءَ بِثَمَانِ مِائَةِ دِرْهَمٍ، فَدَفَعَهَا إلى رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: (( ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا، فَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ فَلِأَهْلِكَ، فَإِنْ فَضَلَ عَنْ أَهْلِكَ شَيْءٌ فَلِذِي قَرَابَتِكَ، فَإِنْ فَضَلَ عَنْ ذِي قَرَابَتِكَ شَيْءٌ فَهَكَذَا وَهَكَذَا )).

فتأمّل أخي الكريم كلام الله عزّ وجلّ، تجده ينهى عن مجاوزة الحدّ في الطّاعات والمستحبّات، فينهى المسلم أن يتصدّق بجميع ماله ! ويزجره إن أعطى المحتاج فوق حاجته ! فإنّ ذلك تبذير نهى الله عنه !

قال الشّافعيّ رحمه الله:" التّبذير إنفاق المال في غير حقّه ". أي: ولو كان ظاهر العمل خيرا، فإنّه أيضا تبذير وإسراف. وقد أنكر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على من أنفق جميع ماله مضيّعا أهلَه، وقال له: (( خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى )).

ثانيا: تذكّر أنّ المبذّرين قد وُصِفوا بشرّ الأوصاف ..

فبعد أن نهى الله نهيا صريحا عن التّبذير، قال تعالى:{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً} [الإسراء:27].

إخوان الشّياطين، أي: إنّما هم يتّبعون أمر الشّيطان، قال العلماء:" لأنّ الشّيطان لا يدعو إلاّ إلى كلّ خصلة ذميمة، فيدعو الإنسان إلى البخل والإمساك، فإذا عصاه دعاه إلى الإسراف والتّبذير، والله تعالى إنّما يأمر بأعدل الأمور وأقسطها ويمدح عليه، كما في قوله عن عباد الرّحمن الأبرار:{وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً}" اهـ [تفسير السّعدي رحمه الله].

وذكر القرطبيّ رحمه الله في " تفسيره " ثلاثة أقوال في سبب اعتبارهم إخوان الشّياطين:

الأوّل: أنّهم في حكمهم، إذ المبذّر ساعٍ في الإفساد كالشّياطين.

الثّاني: أنّهم يفعلون ما تسوِّل لهم أنفسُهم.

الثّالث: أنّهم يقرنون بهم غدا في النّار، عياذا بالله.

وتأمّل كيف ختم الآية بذكر أعظم صفات الشّيطان:{وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً}، فهو قد كفر بأنعم الله، وكذلك التّبذير. وهذا هو:

الأمر الثّالث: إضاعة المال كفر بنعمة الله تعالى.

ولقد قال تعالى:{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]، وإنّ هذا المال من أعظم مِنَنِ الله تعالى على العباد، ينبغي على العباد شكرها لا كفرها.

ولشدّة حرص النّاس عليه والسّعي إليه، وردت نصوصٌ لا يحصيها أحدٌ في ذمّه؛ كيلا يُبالغ النّاس في طلبه، وتصلَ أيديهم إلى أموال النّاس .. فعجيب أمر هؤلاء كيف يضيّعون ما من أجله يتعبون، وحقوقَ غيرهم يأخذون.

واحفظ هذا عن العلماء: إنّ أركان شكر النّعمة ثلاثة: الاعتراف بها، ونسبتها إلى المنعم وحده، وصرفها فيما يجب.

الاعتراف بها: فمن غير اللاّئق أن يغدِق الله عليك النّعم ثمّ يسمعك تشكو ضيق الحال وسوء المآل.

نسبتها إلى الله سبحانه، فمن الكفر بالنّعمة أن تنسبها إلى حولك وقوّتك، ومثل هذا كمثل قارون الّذي قال يوم ذكّره قومه بشكر الله وطاعته:{قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص: من الآية78]، وكلّنا يحفظ قصّة الأعمى والأقرع والأبرص - وهي في الصّحيحين - يوم آتاهم الله من كلّ ما سألوه، فكان من خبرهم ؟

لمّا أتاهم الملك في صورة رجل مسكين انقطعت به السّبيل، يسأل الأوّل ( بِالَّذِي أَعْطَاه اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ )، ويسأل الثّاني: ( بِالَّذِي وَهَبَهُ الشَّعْرَ الحَسَنَ وَالمَالَ )، ويسأل الثّالث ( بِالَّذِي رَدَّ إِلَيْهِ بَصَرَهُ وَالمَالَ ).

فقال الأبرص والأقرع: ( لَقَدْ وَرِثْتُ لِكَابِرٍ عَنْ كَابِرٍ ). قال الملك لكلّ منهما: ( إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ ). وعادا إلى ما كان عليه، ولعذاب الآخرة أشقّ.

أمّا الأعمى (( فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ بَصَرِي، وَفَقِيرًا فَقَدْ أَغْنَانِي، فَخُذْ مَا شِئْتَ، فَوَاللَّهِ لَا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ بِشَيْءٍ أَخَذْتَهُ لِلَّهِ ) فقال الملك: ( أَمْسِكْ مَالَكَ، فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ، فَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ ).

والرّكن الثّالث لشكر النّعمة:

صرفها فيما يجب: فإنّك إن صرفت النّعمة فيما لا يليق فهو كفر بها، فالعين ما خلقها الله إلاّ للنّظر في مخلوقاته، وتدبّر آياته، فلا تمدّن عينيك إلى حرام .. واللّسان ما خلق إلاّ لذكر الله والنّطق بالطيّب من القول، فلا تصرفه في الكذب والغيبة والكلام البذيء، كذلك المال ما خلقه الله إلاّ لإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة، وصرفه في وجوه البرّ والحلال، فلا تصرفه في الزّائد عن قدر حاجتك، ومن باب أولى لا تصرفْهُ في محرّم.

فإذا تبيّن أنّ التّبذير كفر بنعمة الله، فأعدّ - أخي الكريم، أختي الكريمة - الجوابَ عن السّؤال الّذي يسألك إيّاه الكبير المتعال ..

الأمر الرّابع: أنّ العبد يحاسب في ماله حسابا خاصّا ..

ففي سنن التّرمذي وغيره عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ؟ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ ؟ )) فما عساك أن تجيب ؟!

هل ستصرّح بأنّك آتيته الولد كي يشتري به ما يعصِي به الله الواحد الأحد ؟! هل ترى من الآن أنّ صرف المال في مثل المفرقعات والشّموع وغير ذلك من الحقّ أو الباطل ؟!

إذن فقف مع نفسك من الآن قبل ذلك الموقف؛ فمن حاسب نفسه خفّ عنه الحساب، ووقاه الله سوء العذاب.

خامسا: تذكّر أنّ الاقتصاد وحسن التصرّف من مزايا الإسلام.

ومن ألقى نظرة خاطفة على الفقه الإسلاميّ ليعجب أشدّ العجب من تعظيم الشّريعة وعلماء الشّرع لأمر التّبذير والإسراف، انطلاقا من النّصوص السّابقة، ومن نصوص أخرى:

- كقوله تعالى:{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: من الآية31].

- وأكّد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بُغض الله لذلك، ففي الصّحيحين عن المُغيرةِ بنِ شعبةَ رضي الله عنه عن النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ )).

قال العلماء: إضاعة المال هي إنفاقه في غير طاعة الله، أو بالتّوسع في الحلال المباح !

- وروى البخاري عن خَوْلَةَ الأنصاريّةِ رضي الله عنها قالت: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: (( إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )).

- وروى البخاري تعليقا والنّسائي وأحمد عن عبدِ الله بن عمرِو رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( كُلُوا، وَتَصَدَّقُوا، وَالْبَسُوا، فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مَخِيلَةٍ )).

وقال ابنُ عبّاسٍ رضي الله عنه:" كُلْ مَا شِئْتَ وَالْبَسْ مَا شِئْتَ مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ، أَوْ مَخِيلَةٌ ".

وكان عمر وأنسٌ رضي الله عنهما يقولان:" إنّ من السّرف أن تأكل كلّ ما اشتهيت ".

- وقد حرّم العلماء إضاعة الماء، والورق، وإفساد النّبات، وغير ذلك، حتّى ولو كنت في طاعة.

وكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يتوضّا بمدّ، ويغتسل بأربعة أمداد إلى خمسة ! واختلف العلماء هل يجب التقيّد بما فعل، أو يجوز الزّيادة عليه ؟ والصّواب: أنّ العبرة بالحدّ الّذي يكفي المتوضّئ، فلا يتجاوزه.

لذلك كان القول الصّحيح من أقوال أهل العلم هو تحريم الإسراف في استعمال الماء في الوضوء، بدليل ما رواه أبو داود عن عبد الله بن مغفّل رضي الله عنه أنّه سمع ابنه يقول:" اللّهم إنّي أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنّة " ! فقال له والده:" أيْ بنيّ ! سلِ الله الجنّة وتعوّذ به من النّار، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:

(( إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الطَّهُورِ وَالدُّعَاءِ ))، فسمّاه اعتداءً، و{إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.

- أرأيت إلى كوب الماء إذا ولغ فيه الكلب ؟ أرأيت إذا أدخلت يدَك في الإناء بعد استيقاظك من نومك قبل غسلها ثلاثا ؟ هذا الماء كره العلماء إلقاءه، وقالوا: عليه أن يُلقيه في الزّرع أو يسقي به بهيمة ..

فما ظنّك بمن يفتح الحنفيّة يريد الوضوء، والمرأة تريد التّنظيف ؟!..

بل ما ظنّك بمن يذهب إلى جيبه فيقتطع شيئا من ماله ثمّ يُحرقُه ؟!..

سادسا: التّبذير من أسباب الحجر:

والحجر: هو منع المرء من التصرّف في ماله من أجل السّفه أو الفلس.

قال القرطبيّ رحمه الله:" ومن أنفق درهما في حرام فهو مبذّر "، وقال ابن المنذر رحمه الله: " أكثر علماء الأمصار يرون الحجر على كلّ مضيّع لماله صغيرا كان أم كبيرا ".

وقال الشّوكانيّ رحمه الله: " والسّفه المقتَضِي للحجر هو صرف المال في الفِسق، أو فيما لا مصلحة فيه ولا غرض دينيّ ولا دنيويّ ".

وإنّ الله جلاله يقول:{وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً} [النساء: من الآية5]. فاستجيبوا إلى نداء الله، ولا تُؤتوا الصّبية الأموال إلاّ إذا عُلِم وجه إنفاقها.

سابعا: تذكّر المفاسد الأخرى الّتي تنشأ من وراء هذه الاحتفالات.

- ففيها ترويع للمسلمين، وقد روى أبو داود أنّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا )).

- أذيّة المؤمنين: وكلّنا يسمع صبيحة الاحتفالات إحصاءات عجيبة مذهلة عن الإصابات الّتي تحدثها تلك الاحتفالات: فهذا احترق بيتُه ! وذاك احترقت سيّارته ! وطفلة صغيرة فقدت بصرها ! وصبيّ احترق جسده ! إلى غير ذلك، بل إنّه حدث الأعوام الأخيرة أن اضطرّ المصلّون بالمساجد إلى الجمع بين الصّلاتين، لشدّة الخوف الّذي ركب نفوسهم وملأ صدورهم !

- وفيها نشر الأذى في طرقات النّاس: فما تُخلّفه تلك المفرقعات من الأذى لم يعُد يخفى على أحد، وقد جعل الله إماطة الأذى من الإيمان، وجعله من الصّدقات، ولعن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الّذين يتخلّون في طرقات النّاس ومواردهم.

ثامنا: أنّ في ذلك إرضاء لأعداء لله:

وهو القائل سبحانه:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}.

فالعجيب أن يترك العبد نداء الله:{وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195]..

ويترك نداء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ ))..

يترك نداءات الإيمان والإحسان، ثمّ يتّبع الشّيطان وأولياء الشّيطان ..

وتأمّل ما ذكره المؤرّخ المشهور الجبرتي المصريّ رحمه الله في "عجائب الآثار" (2/201، 249) وفي كتاب آخر له:" مظهر التّقديس بزوال دولة الفرنسيس" (ص 47):

أنّ نابليون بونابرت عندما احتلّ مصر انكمش الصّوفية وأصحاب الموالد وضعف نشاطهم، ففي سنة 1798م سأل قائد العسكر عن المولد النّبوي ؟ ولماذا لم يعملوه كعادتهم ؟

فاعتذر الشّيخ البكري بتوقّف الأحوال وتعطّل الأمور وانعدام المصاريف.

فقال له القائد: لا بدّ من ذلك !

فأمر له بثلاثمائة ريال فرنسيّة يستعينون بها على إحياء المولد " ! 

قال الجبرتي:" فعلّقوا حبالا وقناديل، واجتمع معهم الفرنسيّون، ودقّوا طبولهم، وأحرقوا الحرّاقات، وأشياء أمثال الصّواريخ، تصعد في الهواء "!. 

ولعلّنا نتساءل ما هدف نابليون وجنوده من وراء ذلك ؟

نترك الجواب للمؤرّخ نفسه حيث يقول:" ورخّص الفرانساويّة ذلك للنّاس لما رأوا فيه من الخروج عن الشّرائع، واجتماع النّساء بالرّجال، واتّباع الشّهوات، والتّلاهي وفعل المحرّمات "اهـ. 

وبتعبير آخر: إنّ أعداء الدّين يعلمون علم اليقين أنّ باب البدع والمعاصي هو مخدّر الأمم والشّعوب، والبعدِ عن نصر علاّم الغيوب.

ونقول للإمام الجبرتي: إنّ الفرنسيّين كانوا يريدون هدم دين المسلمين، ولكنّهم كانوا هم الّذين دفعوا لهم المال ليشتروا هذه المفرقعات.

فتعال اليوم لترى المسلمين يشترون المفرقعات بأموالهم ! ويملئون جيوب أصحاب البلايين والقناطير المقنطرة !..

فنسأل الله تعالى أن يهدينا سبل الرّشاد، ويُجنّبنا سبل الغيّ والفساد، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه. 

أخر تعديل في الأربعاء 27 صفر 1434 هـ الموافق لـ: 09 جانفي 2013 15:36

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.